قراءة في المناظرة

00:30 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

يُحسب للرئيس الأمريكي جو بايدن، والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، أنهما التزما بالقواعد الصارمة التي فُرضت عليهما خلال المناظرة الأولى التي جرت بينهما فجر أمس، وما عدا ذلك فقد كانت هناك معركة مفتوحة بين الرجلين اللذين لم يتصافحا، على مدى 90 دقيقة، لم تخل من الاتهامات والشتائم، مثل اتهام بايدن لترامب ب«الفاشل» و«المغفل» و«الأحمق» و«الرجل المدان»، في حين رد عليه ترامب بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا» و«غير كفء»، و«لا يستطيع اجتياز الاختبار المعرفي». و«جَعل أمريكا دولة فاشلة»، و«سيدفع البلاد إلى حرب عالمية ثالثة».

كانت قضايا الاقتصاد والهجرة والحدود والإجهاض والحرب الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية على غزة هي عناوين المنازلة بينهما. وخلال النصف ساعة الأولى بدا بايدن متردداً ومرتبكاً، وظهر على المسرح بصوت ضعيف متقطع، كما واجه صعوبة في إنهاء أفكاره، ولم يقدم أداء جيداً ومقبولاً في رده على الأسئلة التي طرحت عليه، أو في رده على اتهامات ترامب الذي كان يشن هجوماً تلو الآخر على سياسات بايدن حول الهجرة والإجهاض والاقتصاد، في حين بدا ترامب أكثر تماسكاً وقدرة على تجميع أفكاره.

هذا الأداء أضر بصورة بايدن، وأثار قلق الديمقراطيين من استمراره في الترشح، إذ قال ديفيد كيسلر كبير المستشارين للرئيس السايق أوباما: «لقد كان الأداء سيئاً للغاية، ويجب أن تكون هناك مناقشات حول ما إذا كان يجب أن يظل على بطاقة الحزب الديمقراطي»، أضاف «هناك شعور بالصدمة». وقال أحد الديمقراطيين الذين عملوا إلى جانب الرئيس: «يبدو بايدن فظيعاً.. إنه غير متماسك»، حتى أن بعض الشخصيات الديمقراطية بدأت تخطط للذهاب إلى البيت الأبيض، والطلب من الرئيس بايدن التنحي، لكن الرئيس بايدن لا يبدو أنه في وارد الانسحاب، رغم أن استطلاعات الرأي التي نشرتها شبكة «سي إن إن» بعد المناظرة تشير إلى أن ترامب كان الأفضل بنحو 67 في المئة مقابل 33 في المئة قالوا إن أداء بايدن كان الأفضل.

لقد غيرت المناظرة قواعد اللعبة، إذ إن الحزب الديمقراطي بدأ يشعر بالقلق الفعلي من نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في حال استمر بايدن في الترشح، في حين احتفى الجمهوريون ب«إنجاز» ترامب ما أعطاه تقدماً في استطلاعات الرأي وفرصة جيدة للفوز.

صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلت عن أرون كال مدير المناظرات بجامعة ميتشغان قوله: «شهد بايدن أسوأ 15 دقيقة افتتاحية للمناظرة الرئاسية على الإطلاق»، وأكدت الصحيفة أن العمر يعد من أهم القضايا التي تشغل بال الناخبين، وقالت إن بايدن «كان غير مستقر في المناظرة» في حين ظل ترامب «قوياً في عرضه طوال الوقت». في حين رأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب «شن هجمات عدوانية ومضللة ضد الرئيس بايدن «الذي كان ضبابياً بشكل متكرر ومفكك، وبدا في بعض الأحيان وكأنه يتمتم بكلماته».

أما صحيفة «واشنطن بوست» فأشارت إلى أن ترامب استمر في إطلاق مبالغاته وتضليلاته المعتادة، خاصة فيما يتعلق بالجريمة والهجرة، ومع ذلك أبرزت الصحيفة «التناقض المذهل بين طاقة ترامب وكفاح بايدن، لتوصيل أفكاره بطريقة موجزة ومفهومة».

على كل حال هناك شبه إجماع على أن المناظرة خيبت آمال الديمقراطيين.. ولا يزال هناك متسع من الوقت أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي كي يقرر ماذا يفعل، في حين أن ترامب ثبّت أقدامه أكبر في معركة العودة إلى البيت الأبيض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhc6w85c

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"