دبلوماسية الإمارات الناجحة

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين
2

إذا كانت الدبلوماسية هي فن التعامل في إطار العلاقات الدولية، وخصوصاً في عالم مضطرب تجتاحه الحروب والصراعات والانقسامات والاستقطاب، ناهيك عن المخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ والأزمات المتعلقة بالهجرة، أو تلك المتعلقة بتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، فإن دولة الإمارات، لا شك، تمكنت من كسب الرهان الدبلوماسي، وحققت الريادة في التعامل مع كل هذه التحديات، في بيئة دولية صعبة ومعقدة، بفضل قيادة دبلوماسية واعية ومقتدرة ومتفهمة لتلك التحولات، والتعامل معها بوعي وهدوء وطول أناة وتبصر، وتواصل، وتخطيط، ومعرفة بالأدوات والوسائل المستخدمة، والقدرة على التكيف مع المتغيرات.

لذلك نجحت الإمارات، وحققت إنجازات على أكثر من صعيد في علاقاتها الدولية، وفي العلاقات ما بين الدول الأخرى، وحتى المتخاصمة، التي تقوم بينها حالات عداء أو حروب، كما هي الحال بين روسيا وأوكرانيا.

لقد نجحت دولة الإمارات مؤخراً، وللمرة الخامسة خلال العام الجاري، في إنجاز عملية تبادل للأسرى بين كل من روسيا وأوكرانيا، شملت 180 أسير حرب، وذلك تجسيداً لعلاقات الصداقة التي تجمعها بالبلدين، باعتبارها وسيطاً موثوقاً ونزيهاً لدى الطرفين.

لم تكن الإمارات لتنجح، لولا ما تتمتع به من مصداقية، وثقة، وقدرة على المثابرة، وإصرار على استخدام مكانتها كلاعب أساسي، وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستويين الإقليمي والدولي، انطلاقاً من دور قيادتها ورسالتها الحضارية والإنسانية، وإرثها التاريخي الراسخ القائم على التعاون ونشر قيم التسامح والأخّوة.

إن إيمان الإمارات بالسلام كمنهج أساسي في دبلوماسيتها، هو سبب نجاحها في هذا الإنجاز الإنساني وغيره، ودبلوماسيتها هذه توفر أملاً في التوصل إلى حل سلمي لهذه الحرب المدمرة، بما يعزز الجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد.

ويأتي نجاحها في عملية التبادل، بعد أيام على مشاركتها في قمة سويسرا للسلام في أوكرانيا، وموقفها المحايد تجاه ما صدر عنه من قرارات، باعتبار أن السلام يحتاج إلى دور خارج الاصطفافات الدولية، وإلى قدرة على استثمار علاقاتها بالطرفين، لاستكمال جهود الوساطة بينهما، وهي لذلك مستمرة في جهودها، ودعم كل الجهود الأخرى، للتوصل إلى حل سلمي للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

إن الفاعلية الدبلوماسية لدولة الإمارات من خلال استخدام ما لديها من قوة تأثير سياسية واقتصادية وإنسانية وثقافية، وحسن استخدام لقوتها الناعمة في علاقاتها الدولية، وتراكم تجربتها في هذا المجال، يعطيها قوة دفع في أن تكون جسر تواصل بين مختلف الدول والشعوب، لهدف تحقيق السلام والتعاون.

إن الدبلوماسية عمل إبداعي لا يتقنه إلا من لديه القدرة على قراءة الواقع، وتقديم الحلول المبتكرة للأزمات والتواصل الفعال مع جميع الأطراف، وممارسة سياسة الباب المفتوح قي التعرف إلى الأفضل والأكثر نجاعة للأفكار المطروحة.

إن النجاح الدبلوماسي الذي حققته دولة الإمارات، يعود إلى كل هذه العوامل مجتمعة، وإلى إصرارها على أن تحتل موقع الريادة كدولة سلام وتسامح وإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3es5mee3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"