عادي

مزارعتان جزائريتان تقتحمان حقل الزراعة البيئية

16:43 مساء
قراءة دقيقتين
ابتسام محتوت وأميرة مسوس (أ.ف.ب)
ابتسام محتوت وأميرة مسوس (أ.ف.ب)

تنشغل ابتسام محتوت، وأميرة مسوس، طوال النهار في حقلهما فتتفحصان محصولهما الأخير من الفراولة والطماطم والبصل في مزرعتهما البيئية التي تشكل مشروعاً غير مألوف كثيراً في القطاع الزراعي في الجزائر الذي يسيطر عليه الرجال إلى حد كبير.

تقول أميرة مسوس البالغة 28 عاماً لوكالة «فرنس برس» باعتزاز، وهي تحمل حزمة من الشمندر التي استخرجت للتو من الأرض «بمجرد أن أكون في الأرض، أكون سعيدة. من الصباح حتى المساء، نحن هنا. بالنسبة لي، هذا هو أجمل عمل في العالم» تمارسه في مزرعة «بيو سفير» التي أُنشئت قبل أربع سنوات في دواودة على بعد 30 كيلومتراً غرب الجزائر العاصمة.

بعد حصولهما على درجة الماجستير في التنوع البيولوجي والبيئة النباتية من جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالجزائر، تركت الصديقتان العاصمة للعودة إلى الأرض والشروع في زراعة تحترم دورات الطبيعة من دون اللجوء إلى المبيدات الحشرية.

وذكرت صحيفة «أوريزون» الجزائرية، أن النساء كن يمثلن 4% فقط من المسجلين في غرفة الزراعة بمحافظة تيبازة التي تتبع لها مزرعة بيو سفير، في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تؤكد أميرة «في البداية، كانت فكرة الاندماج في بيئة ذكورية مخيفة بعض الشيء» لكن «المزارعين سعداء برؤية نساء متعلمات على الأرض، يأخذون الوقت لشرح الأمور لنا، وهذا يزيد من قيمة عملهم».

وتوضح المزارعة الشابة التي تلقت تدريباً من جمعية «تربة» المروجة للزراعة البيئية، «بدأنا بميزانية صغيرة، 60 ألف دينار جزائري (نحو 410 يورو)، فقط لشراء أدواتنا الأساسية».

وتقول ابتسام محتوت البالغة 29 عاماً «لقد تعلمنا كيف نغرس ونبذر ونحرث التربة».

وباتت الشريكتان الآن توظفان عاملاً زراعياً بدوام كامل وثمانية عمال موسميين في فترة الحصاد في أرضهما البالغة مساحتها 1300 متر مربع.

ويعتمد نجاحهما أيضاً على استراتيجية تجارية مبتكرة تجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي والقرب الجغرافي من المستهلك.

فهما تعرضان أسبوعياً على حسابهما على إنستغرام سلة من الفواكه والخضروات التي يمكن للعملاء المهتمين حجزها عبر تطبيق واتساب، ثم استلامها صباح الجمعة في أول يوم من عطلة نهاية الأسبوع في الجزائر، في مزرعة تعليمية في زرالدة، على بعد بضعة كيلومترات من حقولهما. تؤكد المتقاعدة فاطمة الزهراء البالغة 72 عاماً وهي زبونة وفية لابتسام وأميرة لوكالة فرنس برس: «من وقت لآخر، نريد أن نأكل شيئاً صحياً. وعلاوة على ذلك، اكتشفت أن هناك مبيعات للمشتركين، ووجدت أن هاتين الفتاتين لطيفتان جداً، وأردت أن أشجعهما».

تبيع المزارعتان كل أسبوع من 10 إلى 30 سلة تحوي ما تجود به الطبيعة في كل فصل، وغالباً ما تكون متنوعة أكثر عندما يكون الطقس جميلاً مقارنة بموسمي الخريف أو الشتاء.

إلى جانب سوق المزارعين كل يوم جمعة إلى حيث يأتي آخرون أيضاً لتقديم منتجاتهم، تعد المزرعة التعليمية بزرالدة أيضاً مساحة للقاء، حيث يتم تنظيم دروس الطهي والأنشطة الفنية وزيارات للأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fveah7d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"