فرنسا.. حكومة تعايش

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين
2

لم يفرّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين اليمين المتطرف واليسار الفرنسي، قبيل أسبوع على الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) ال 577. ففي خطاب له أمام قصر الإليزيه يوم الجمعة الماضي أشار إلى أن قرار حل الجمعية الوطنية «كلفني غالياً»، داعياً الفرنسيين إلى «عدم الخوف كثيراً»، و«عدم السماح للتطرف بالمرور»، في حين أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب التجمع اليميني الذي تتزعمه مارين لوبان سيضمن 33 في المئة من الأصوات، بينما سيحصل ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري على 29 في المئة، في حين يحصد تكتل «معاً» بزعامة ماكرون 22 في المئة من الأصوات. ووفقاً لاستطلاع معهد أودوكسا لحساب مجلة لونوفيل أوبزرفاتور، فإن حزب التجمع مع حزب الجمهوريين اليميني سيحصل على مقاعد تتراوح بين 250 و300، ما يمنحه أغلبية قد تصل في حدها الأقصى إلى الأغلبية المطلقة المحددة ب 289 مقعداً.

بعض المراقبين يرون أن ماكرون لم يميز بين اليمين المتطرف واليسار، ما يوفر لليمين فرصة أكبر للفوز بمزيد من المقاعد، في حين أنه لو عمد إلى مهادنة اليسار وأقام حالة من الشراكة الانتخابية لأمكن الحد من قوة اليمين والحؤول دون إلحاق خسارة بائتلاف «معاً» ومن ضمنه حزبه «النهضة». لكن بعض المحللين يرون أن مهادنة ماكرون لليسار صعبة جداً نظراً للتعارض الكبير في السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية والنظرة إلى الاتحاد الأوروبي والأمن الأطلسي، والعلاقات مع كل من روسيا والصين.

ماكرون يؤكد أنه لا يعتزم الاستقالة مهما تكن نتيحة الانتخابات، وبالتالي عليه في حالة فوز اليمين أن يتعايش مع حكومة يترأسها رئيس «التجمع الوطني» جوردان بارديلا لمدة ثلاث سنوات إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، مع تقاسم السلطة معه، وهذا أمر ليس جديداً على فرنسا، فقد عاشته في الماضي عندما كانت السياسة الداخلية بيد رئيس الوزراء والحكومة، والسياسة الخارجية والدفاع بيد رئيس الجمهورية.

لقد حدث ذلك بين العامين 1997 و2002 عندما كان الاشتراكي ليونيل جوسبان رئيساً للوزراء في عهد الرئيس جاك شيراك، وكذلك بين العامين 1993 و1995 عندما تولى إدوارد بالادور (يمين الوسط) رئاسة الحكومة مع الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران، وبين العامين 1986 و1988 عندما كان جاك شيراك رئيساً للوزراء والاشتراكي ميتران رئيساً.

الصورة لن تتضح قبل السابع من الشهر المقبل في ختام الجولة الثانية، إذ إن الجولة الأولى أواخر الشهر الجاري تستبعد جميع المرشحين الذين فشلوا في الحصول على 12.5 في المئة من الأصوات، كما أن أي مرشح يحصل على 50 في المئة من الأصوات بنسبة مشاركة لا تقل من ربع الناخبين يعد فائزاً تلقائياً. أما الجولة الثانية فهي عبارة عن سلسلة من جولات الإعادة يخوضها اثنان أو ثلاثة أو أربعة من المرشحين، وقد ينسحب بعضهم قبل الجولة لإعطاء فرصة الفوز لأحدهم.

إن نظام الجولتين يعني أن النتيجة النهائية لن تعرف قبل إقفال صناديق الاقتراع وفرز الأوراق.

وبين «لا تخافوا» التي قالها الرئيس ماكرون، ودعوة زعيمة «التجمع الوطني» مارين لوبان ماكرون للاستقالة فإن فرنسا تحبس أنفاسها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypuf25dt

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"