المناظرة.. الامتحان

00:09 صباحا
قراءة دقيقتين
2

يترقب الأمريكيون ومعهم العالم، المناظرة الأولى بين الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، وهي المناظرة التي وصفت ب«التاريخية» بين الرجلين المتقاربين في العمر (بايدن 81 سنة وترامب 78 سنة) وفي استطلاعات الرأي أيضاً، لكنهما على طرفي نقيض في ما يتعلق بالسياسات الداخلية، وخصوصاً المتعلقة بالاقتصاد والهجرة والمناخ والديمقراطية، والسياسات الخارجية بخصوص العلاقات مع حلف الأطلسي وروسيا والحرب الأوكرانية، إضافة إلى العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، وتحديداً الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

هذه المناظرة التي تجري يوم غد، الخميس، هي الأولى من مناظرتين، حيث تجري الثانية في العاشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، وستكون الأولى بمنزلة امتحان لهما حول قدراتهما الذهنية في إدارة شؤون البلد، وكفاءتهما المعرفية، كما يمكن أن تعطي صورة عن مدى قدرتهما على جذب الناخبين، وما إذا كانت ستغير نتيجة الانتخابات في ظل تقارب استطلاعات الرأي بينهما، كما حصل خلال ثلاث مناظرات سابقة بين مرشحين للرئاسة، الأولى بين جون كيندي وريتشارد نيكسون عام 1960؛ حيث فاز الأول بفارق ضئيل، والثانية عام 1976 بين جيمي كارتر وجيرالد فورد؛ حيث فاز الأول أيضاً، والثالثة عام 1980 بين كارتر ورونالد ريغان؛ حيث كانت الاستطلاعات متقاربة، وانتهى الأمر بفوز ريغان.

لذا، فالعيون شاخصة على يوم الخميس؛ لمعرفة من هو الأقدر على الحسم، وهما يستعدان منذ أيام لمواجهة الأسئلة الصعبة في المناظرة التي تجري لمدة ساعة ونصف، عبر شبكة «سي إن إن» في أتلانتا، وسط قيود وضعت للمرشحين، من بينها حظر الملاحظات أو مقاطعة أحدهما للآخر، ومن دون جمهور في القاعة.

الرئيس بايدن يستعد للمناظرة في كامب ديفيد عبر التدرب مع رئيس أركانه رون كلاين، ويبدو أنه سيتخلى هذه المرة عن «خجله» وسيهاجم ترامب بشراسة، كما يقول مساعدوه، مذكراً إياه بدوره في مهاجمة مبنى الكابيتول يوم السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، كما سيتحدث عن الاتهامات التي وُجّهت إلى ترامب و«الجرائم» التي ارتكبها خلال وجوده في البيت الأبيض، كما سيركز على سياسة ترامب وتهديده الديمقراطية الأمريكية، وسيظهر نفسه على صورة الرئيس الحكيم على عكس ترامب «المتهور».

أما ترامب، فعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من مستشاريه في منزله بمار لاغو، وناقش سبل مواجهة بايدن؛ حيث من المتوقع أن ينتقد سياساته المتعلقة بالاقتصاد والهجرة والحرب الأوكرانية، وقد يتطرق إلى مسألة العلاقات مع إسرائيل، وينتقد حجب بعض أنواع الأسلحة إليها، من خلال المعلومات التي كررها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه انخرط في معركة تأييد ترامب أسوة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك).

اللافت أن ترامب واصل السخرية من بايدن؛ قائلاً إن بايدن «ذهب إلى كوخ خشبي للدراسة»، وأضاف: «قبل وقت قصير من المناظرة سيحصل بايدن على إبرة وهم يريدون تقويته».

قبل خمسة أشهر من انتخابات الرئاسة الأمريكية يقف بايدن وترامب مرة أخرى في مواجهة بعضهما في مناظرة رئاسية كان آخرها قبل أربعة أعوام، لكن هذه المرة سوف تكون مختلفة من حيث نتائجها، وقدرة المرشحين الاثنين على إقناع الناخبين وتحسين استطلاعات الرأي لمصلحة أحدهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bds5p7aj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"