عادي

من أجل «الخروج الكريم».. ثلاثة أشخاص يمكنهم إقناع بايدن بالانسحاب

20:05 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد محمد كمال

رغم الاحتمال الضعيف لانسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الترشح للرئاسة الأمريكية أمام خصمه دونالد ترامب في هذا التوقيت، فإن المطالبات داخل المعسكر الديمقراطي ووسائل الإعلام الموالية له، بضرورة تنحّيه لا تهدأ منذ انتهاء المناظرة التاريخية في أتلانتا، في الوقت الذي يقول مراقبون إن هذا القرار يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدائرة الضيقة حول بايدن، وإنه يجري حالياً بحث احتمال «الانسحاب الهادئ» أو وفق تعبير ديمقراطي بارز «الخروج الكريم».

وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن الطريقة الوحيدة التي قد تجعل الرئيس بايدن يتنحى جانباً، هي إذا قررت تلك المجموعة الصغيرة أن الوقت قد حان ليعتزل، وفقاً لموقع أكسيوس الأمريكي.

وتتكون تلك المجموعة الضيقة جداً من السيدة الأولى جيل بايدن وشقيقة الرئيس الصغرى فاليري بايدن، وثالثهما تيد كوفمان البالغ من العمر 85 عامًا، وهو صديق الرئيس القديم ومستشاره الدائم، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة جدا من مستشاري البيت الأبيض.

وبالفعل بدأ بايدن اجتماعات عائلية في منتجع كامب ديفيد الأحد وحتى الثلاثاء، وقد عمل هذا «المطبخ السياسي» المصغّر لبايدن لعقود طويلة ممتدة معه، وينظر إليهم في الولايات المتحدة باعتبار أنهم يسيطرون على القرارات الكبيرة والصغيرة في حياة بايدن ورئاسته، أي بمثابة «صناع القرار له».

وبحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز؛ فإن بايدن لم يشارك في أي عملية منظمة خارج عائلته في اتخاذ قرار الترشح لولاية ثانية، وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز، حيث استقر على خوض السباق مجدداً لعدة اعتبارات من بينها أنه المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً أمام ترامب.

الحزب يخشى دفع الثمن

ويشير موقع أكسيوس إلى أن زعماء الكونجرس الديمقراطيين والذين يمثلون قوة خارجية واحدة يمكن أن تمارس الضغط على بايدن، وقد تلقوا رسائل نصية من المشرعين «المذعورين» الذين يخشون أن يؤدي ضعف بايدن إلى خسارة الحزب مقاعد مجلس النواب والشيوخ في نوفمبر.

ويكشف أحد المصادر الديمقراطية في الكونغرس أن الأمر: «لم يعد يتعلق بعائلة جو بايدن أو عواطفه. هذا يتعلق ببلدنا. إنها كارثة كاملة يجب معالجتها». كما صرح ديمقراطي بارز أنه «يجب إخباره بالحقيقة المطلقة حول مكانه، وأن الولاء لا يعني الولاء الأعمى».

وجاء التعليق المثير عن مستقبل بايدن على لسان جيمس كارفيل الذي خطط لأول حملة رئاسية لبيل كلينتون في عام 1992، حيث قال رداً على احتمال خروج بايدن من السباق يوم الانتخابات، إنه يعتقد ذلك، واستدل بالعبارة الشهيرة: «من لا يستطيع الاستمرار.. لن يستمر».

الصورة

مخاوف الاستمرار

ويبدو أن الأمر لا يتعلق بعمر جو بايدن فقط ولا «كارثة المناظرة» بل يتعلق الأمر بما سيحدث بعد ذلك، حيث يخشى قطاع عريض أنه إذا كانت السنوات الثلاث التي قضاها بايدن كرئيس قد تسببت في مثل هذا القدر من الضرر، فقد يصبح بايدن أسوأ بكثير خلال سنوات ولايته الثانية، وسوف يشعر الديمقراطيون بالدمار إذا فاز دونالد ترامب لأن الناخبين خلصوا إلى أن وقت بايدن قد مضى.

ويقول مسؤول ديمقراطي إن «النهج اللطيف» لإقناع بايدن بإنهاء حملته الانتخابية بشروطه، يتعلق بنصيحة تنحّي على لسان شقيقته وزوجته وصديقه القديم كوفمان، مؤكداً ضرورة عدم «جره من على المسرح»، ولكن الهدف هو «السماح له بالنزول»، ومحاولة القول له إنه في الانتخابات السابقة، جاء وهزم ترامب وأسهم في إعداد أمريكا للمستقبل ليكون رئيسًا انتقاليًا»، ليصف المصدر كل ذلك ب«الخروج الكريم».

أما أغرب العبارات حول أداء بايدن «الكارثي» في المناظرة الأولى، فقد جاءت على لسان أحد مساعدي البيت الأبيض، والذي قال لموقع أكسيوس، إن بايدن يواجه صعوبة في العمل خارج فترة مدتها ست ساعات، وهي بين الساعة 10 صباحًا حتى الساعة 4 مساءً، وبعدها يكون عرضة للوقوع في أخطاء غير مقصودة والإرهاق.

من يدفعه للاستمرار؟

يرى مراقبون أن فرص فوز بايدن أمام ترامب ستكون أعلى مقارنة بنائبته المرشحة المحتملة في حال انسحابه كامالا هاريس، وسط تساؤلات بقبول الحزب له أصلاً رغم كونها أول امرأة وأول أمريكية سوداء وأول أمريكية من أصل آسيوي يتم انتخابها نائبة للرئيس، فيما يعتقد قطاع عريض من الديمقراطيين أنها ستعزز فرص ترامب في الفوز، حتى وإن تفوقت على رئيسها بايدن بنقطتين أو ثلاث في استطلاعات الرأي.

كما حاول الرئيس الديمقراطي الأسبق أوباما دعمه عندما قال: «تحدث ليالي مناظرة سيئة. صدقوني، أنا أعلم»، ثم قال بايدن نفسه أمام حشد جماهيري بولاية كارولينا الشمالية: «عندما تُسقط، تنهض مجددًا». وأضاف: «يا رفاق، لم أعد أمشي بسهولة كما اعتدت. لم أعد أتحدث بسلاسة كما اعتدت. لم أعد أناقش جيدًا كما اعتدت. لكن... أعرف كيف أقول الحقيقة».

أما موقف عائلة بايدن، فقد ألمحت تقارير إلى أنهم يترقبون باهتمام استطلاعات الرأي بحثًا عن علامات تشير إلى أن الناخبين غير الحاسمين صوّتوا لبايدن بسبب تصريحات ترامب في المناظرة. وقال مصدر مقرب من العائلة: «إنهم يعرفون أنها كانت كارثة، لكنهم يعتقدون أن هناك بصيص أمل للبقاء على قيد الحياة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvsttuye

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"