نداء إماراتي من أجل السودان

00:16 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من المميزات الأساسية لسياسة الإمارات الخارجية، الشفافية والوضوح وصدق النوايا، فهي دولة تعرف واجباتها وترعى التزاماتها، ولا تكترث بالأصوات النشاز أو تلتفت إلى من قعد عن ركاب النهضة والتطور، وتمضي في طريقها الذي رسمته حكمة قيادتها الراشدة، مضمرة الخير والسلام لكل الأمم والشعوب الشقيقة والصديقة.

السودان بلد عربي شقيق تجمعه مع الإمارات روابط الأخوة والدم والتاريخ الطويل، وقد مرت عليه فتن وأزمات قاسية طوال العقود الماضية، لكن الحرب الأهلية التي ابتُلِيَ بها منذ أكثر من أربعة عشر شهراً تبدو الأخطر على وحدته وسيادته ومستقبله، وأسفرت عن أكبر أزمة إنسانية ضحاياها الملايين من الجياع والمهجَّرين والنازحين، بسبب تعثر جهود إيجاد حل سلمي لإنهائها عبر الحوار ووفق نواميس القانون الدولي. ولأن هذه الأزمة باتت مصدر قلق وتهديد للاستقرار الإقليمي، فقد وجب على الأطراف الداعية إلى التهدئة والسلام أن تتحرك، وكانت الإمارات في طليعة القوى الخيِّرة لتحقيق هذا الهدف النبيل، رغم ما تتعرض له من جحود ونكران للجميل من بعض الأطراف السودانية التي تصطنع مزاعم يدحضها الواقع ولا يتضمنها سياق أو يؤيدها دليل. وما أورده ممثل القوات المسلحة السودانية لدى الأمم المتحدة من ادعاءات زائفة تستهدف دولة الإمارات ودورها، ردت عليها الدولة، في رسالة إلى مجلس الأمن، دحضت فيها تلك المزاعم، واحدة تلو الأخرى، مقدمة في ذلك حججاً لا تقبل الطعن وبراهين بالبيانات والتواريخ والأرقام، تُنزه دور الإمارات عن التضليل الرخيص، مؤكدة في ذلك أنها مصممة على مواصلة جهودها ومساعيها لإنقاذ الشعب السوداني الشقيق من هذه المحنة.

الرسالة التي وجهتها بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، لم تجعل في صدارتها الرد على الافتراءات الملفقة، بل تضمنت نداء عاجلاً لاتخاذ إجراءات سريعة تجنب السودان مجاعة وشيكة بسبب استمرار هذه الحرب الملعونة، والتي يتضح من إحداثياتها أن الأطراف المتصارعة لا تريد إنهاءها،لأنها، ببساطة، لم تعد تمثل الشعب السوداني الذي يتوق إلى إخماد نيران هذه الفتنة، وتعرقل كل المساعي المطالِبة بالحفاظ على الوحدة الوطنية، والعودة إلى الحكومة المدنية التي كانت مطلب كل السودانيين، باعتبارها الخيار الأفضل لحفظ حقوق الجميع وصون وحدة البلد المهددة بالتقسيم والتشرذم والضياع.

في هذا السياق، تندرج جهود الإمارات ومبادرتها، ومن أجل ذلك تصبر على الافتراءات وترد عليها بما تستحق من دون أن تحيد عن الهدف الجوهري، وهو دعم كل المساعي الرامية إلى التهدئة في السودان، وتثني على كل جهد حميد، كالذي تقوم به أوغندا، وما يبذله مسؤولو الاتحاد الإفريقي والقادة الإقليميون من أجل إنهاء هذه الأزمة في أقرب وقت.

وبموازاة ذلك، ستواصل الإمارات جهودها الإنسانية، التي تعززت الأسبوع الماضي بتوقيع اتفاقيات جديدة مع الأمم المتحدة بقيمة 70 مليون دولار لزيادة مساعدتها إلى السودان، ليبلغ إجمالي ما قدمته، منذ اندلاع النزاع العام الماضي، 200 مليون دولار. وستفعل الإمارات المزيد لإنهاء هذا المعاناة، ولن تعبأ بمن يُرَوِّجون الأراجيف الكاذبة وينكرون الجميل ويقابلون الحسنة بالسيئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrynwmc5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"