عادي
صيفنا قراءة

مريم المزروعي: الكتب سياحة في أرجاء الكون

14:38 مساء
قراءة 3 دقائق
مريم سلطان المزروعي

الشارقة: عثمان حسن

تقول الكاتبة الإماراتية مريم سلطان المزروعي: «إن القراءة بكل ما تحمله من مدلولات وإشارات لها معانٍ وحالات وآفاق، هي من أهم أدوات معرفة الذات الآخر، ولها أهمية كبرى، بالنسبة لي ككاتبة، فهي غذاء الروح، ولا أحد يمكن أن يجحد فضلها، فالقراءة حياة، والحياة تتجدد بكل كتاب، والقراءة تعمل على إزالة الحواجز الزمانية والحدود المكانية، فهي سياحة في أرجاء الكون الواسع، وبحر عميق من بحور المعرفة والعلم».

وتؤكد مريم المزروعي أهمية ودور القراءة من حيث كونها وسيلة اتصال وإثراء، وهي تتيح للقارئ فرصة التنقل بين الماضي والحاضر، لاستكشاف آفاق المستقبل، وهي كقارئة قبل أن تكون كاتبة تنوع في اختيار المؤلفات ما بين التاريخ، والتراث، والفلسفة، وكتب تطوير الذات، مثل كتاب «العادات السبع للناس» لستيفن آر كوفي، و«فن اللامبالاة» لمارك مانسون.

  • خطة

وخلال الإجازة الصيفية للعام الحالي، قامت مريم المزروعي بإعداد خطة تناسب هذا الموسم، حيث من المقرر أن تستغلها بقراءة عدة كتب من التراث الأدبي العربي، بينها: كتاب «ألف ليلة وليلة»، و«كتاب الحيوان «للجاحظ»، كما ستقوم بقراءة بعض الحكايات العالمية المترجمة التي تشعرها بأنها بطلة من أبطال هذه الحكايات، ومن الكتب أيضاُ «شيفرة دافنشي» لدان براون، الذي يجعلها تتمعن في قضايا وبحور الألغاز، تقول: «كل تجربة عشتها بين أحداث القصص المشوقة، والكتب التاريخية، كانت من أجمل الساعات، والأكثر تأثراً».

كما تميل مريم المزروعي لقراءة المؤلفات التاريخية المتعلقة بتاريخ دولة الإمارات، فعلى سبيل المثال، تشير إلى كتاب «وين الطروش.. بادية أبوظبي خلال الثلاثينيات إلى الستينيات من القرن العشرين»، وهو عبارة عن ذكريات ترويها صبحة محمد جابر الخييلي، والكتاب من حوار وإعداد فاطمة النزوري، وتحرير شيخة محمد الجابري، وتصف المزروعي هذا الكتاب بأنه من الكتب القيمة التي تجعل القارئ يمعن في حياة البداوة التي عاشها سكان مدينة أبوظبي في أيامهم السابقة، وكيف أن الراوية صبحة محمد الخييلي أخذت تسردها كتجربة حقيقية مرت بها، وتصور التحديات التي واجهتها، وكلمة «الطروش» تعني المرسال الذي يحمل البشرى، أو الرسالة.

وتؤكد المزروعي أنها طوال العام تركز على كل قراءة ما يناسب مجالها، فتزداد قوة ومعرفة، وتقول: «تأتي الإجازة الصيفية التي هي منفذ الروح وعشقه، ففي هذه الفترة تبدأ رحلتنا بالخروج من أبوظبي، والمبيت في المحاضر في منطقة الظفرة، حيث أشجار النخيل المحملة بأنواع مختلفة من أشهى أنواع الرطب: كالخنيز، والنغال، وبومعان، والدباس، وكل ما طابت له النفسن ولا ننسى أشجار التين، وهنا تكون فرصتنا للتعبير عما يجول في النفس، فكنت آخذ معي في هذه الفترة مجموعة من الكتب التي تشكل متنفساً حقيقياً لي، وأجلس أتأمل في ما حولي، وحالياً تستهويني عملية البحث في المهن القديمة المندثرة التي كانت أساسية في الإمارات».

  • طقوس

توضح المزروعي أن لديها طقوسها الخاصة في القراءة والكتابة، فلابد أن يكون أمامها دلة القهوة، وسلال الرطب ذات الألوان الخلابة الشهية، ومجموعة من الكتب متنوعة المواضيع، والتي تجعلها تبحر ما بين بحورها، وأمواجها، ككتاب «مصادر الخيل والفروسية والبيطرة في التراث العربي»، لأنور أبو سويلم، الذي يتألف من عدة أبواب، ويتحدث عن مدى علاقة العربي بالخيل، فهي العزّ، والفخر، والقوة، وهي من أنبل الحيوانات، وما يميزها من صفات جسدية قوية، وقد احتوى الكتاب على أبيات شعرية لشعراء معروفين مثل امرؤ القيس، وعمرو بن مالك، وخصص المؤلف الباب الثاني من كتابه حول مصادر أدب الخيل والفروسية المطبوعة، والمخطوطة، والضائعة، والباب الأخير حول مؤلفات الخيل مجهولة المؤلفين، أو المنسوبة لمغمورين، كما تشير المزروعي إلى كتاب «الغوص وتجارة اللؤلؤ في الخليج العربي» للدكتورة ليلى بنت عبدالله أحمد الطاهر، التي تسرد حكاية اللؤلؤ بكل ما يحمله من معان، وإرث غني، فاللؤلؤ ومهنة الغوص المرتبطة بالموروث التاريخي، هي مهنة الأجداد منذ مئات السنين، بحكاياتها وقصصها، وتقول: «تأخذني الإجازة الصيفية إلى دهاليز مختلفة أمارس فيها الكتابة والقراءة بكل حرية، فكنت أسجل الحكايات والقصص والأحداث التراثية من أفواه الجدات والجارات اللواتي يملكن ذاكرة قوية، تلك الذاكرة التي تساعدني حاليا على إنجاز المزيد من الكتب والإصدارات التي أعمل عليها».

وتضيف: «إن توثيق الأماكن من أجمل العادات التي أمارسها حاليا، وأتطلع إلى توثيق المزيد والمزيد من المناطق التي تركت أثراً كبيراً في تاريخ الإمارات، وكان لها تأثير كبير على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، والقراءة بالنسبة لي بحر أغوص فيه بكل مهارة، فمنها أتعلم المزيد من الخبرات، وأسترجع بعض ذكريات الماضي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2fwntnkh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"