عادي

دليل مبسط في الترجمة الأدبية لمحمود عبد الغني

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

يقدم الكاتب والمترجم المغربي محمود عبد الغني في كتابه «الترجمة كما شرحتها لطلبتي» دليلاً مبسطاً حول مادة «الترجمة الأدبية»، ويشرح بشكل عملي وقابل للتطبيق المفاهيم والمصطلحات والأعلام والمقابلات اللغوية التي ينبغي أن يدرسها الطالب ويستوعبها لتكون منهاجاً يعينه على الفهم والتحليل، يتميز ببعديه التربوي والمنهجي.

الوضوح والدقة هما السمتان البارزتان في هذا الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» بالأردن أخيراً، إذ حاول الباحث فيه طرح الأسئلة تلو الأخرى عن الترجمة «كي يكثر المُتسائلون ويُكثروا من التساؤل» بحسب تعبيره، ولأنه يرى أن «الترجمة استبدادية، لذلك وجب جعلها علمية في أعين طلبتنا».

وجاء الكتاب في توطئة وتقديم، وخمسة فصول هي: «مفاهيم عامة»، و«نظرية الترجمة»، و«أسطورة بابل»، و«الترجمة والذكاء الاصطناعي، و«أعترف أنني قد خنت». من هنا، وبحسب مضمون الكتاب فهو غير منعزل عن شروط داخلية ارتبطت بتدريس الباحث لمادة «الترجمة الأدبية» وهو يمعن النظر في قضاياها ومفاهيمها ومصطلحاتها.

يتأسس الكتاب على سلسلة من المحاورات والأسئلة التي تدور بين أستاذ وطلبته، هدفها تجنب أنواع سوء الفهم التي تتخلل الترجمة، حيث «النجاة من سوء الفهم الفكري هو كل هَمّ الطالب السائل والأستاذ المُجيب» كما يقول المؤلف.

ويتوقف الكتاب عند العديد من القضايا في الترجمة وأبرزها قضية الترجمة والذكاء الاصطناعي، إذا ستقود الثورة الرقمية، لإمكانية أن يتحدث مواطن ما مع مواطن آخر في أيّ بلد في العالم، بسهولة ويسر، حيث يسير التطور التكنولوجي بخُطى كبيرة، والفاعلون في هذا السوق الضخم يعملون دون توقف كي يطوروا من خدماتهم.

ويبين عبد الغني أن تتبع المرادفات أثناء الترجمة على مستوى الكلمات أو الشرائح يعمل بطريقة أفضل حين يتعلق الأمر بالترجمة إلى اللغات المتقاربة؛ الأمر الذي يسمح بالقيام بتقطيع متشابه إلى كلمات بين اللغة المصدر واللغة الهدف، بينما تتطلب الترجمة نحو اليابانية أو، حديثاً، نحو الصينية أو العربية، عدداً كبيراً من الأبحاث؛ فلهذه اللغات بنية بعيدة جداً عن الإنجليزية، مؤكداً «أن وضع أنظمة مختلطة وإدماج مكون إحصائي، لهذه اللغات، سيكون، ربما، المصدر الرئيسي للتطور في المجال، خلال السنوات المقبلة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8fpakr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"