ريادة بيئية

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

قصة اهتمام الإمارات بالبيئة قديمة، تعود أولى فصولها إلى بواكير الاتحاد، حين اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من رؤاه التي طبقها لتخضير صحراء إمارة أبوظبي، نهجاً في تعامله مع «بيئة» الدولة الفتية، التي تمكنت خلال سنوات قليلة، من صناعة أرضية صلبة للمجال الزراعي، الذي طرح خضراوات وفاكهة لم يكن لأحد أن يتصور أنها ستكون نتاج غرس الصحراء ورعايتها.

البيئة كانت وما زالت الشغل الشاغل لقيادتنا الرشيدة التي تؤمن بضرورة المزاوجة بين التنمية والبناء والحفاظ عليها، إيماناً منها بأنها أمانة يجب الحفاظ عليها للأجيال المقبلة، واليوم تجني الإمارات ثمار غرس القائد المؤسس ورؤيته الثاقبة في المجال البيئي، والتي جعلت من الدولة نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية.

الجهود المبذولة، كللت صدر الإمارات بإنجاز بيئي جديد تمثل بتحقيقها المركز الأول إقليمياً وعربياً وخليجياً في مؤشر الأداء البيئي لعام 2024 الصادر عن جامعتي يال وكولومبيا، هذا فضلاً عن تحقيقها المركز الأول عالمياً في 5 مؤشرات للأداء البيئي، وهي صرامة الحماية البحرية، والصيد بشباك الجر في القاع، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وصافي تدفقات الكربون، لتواصل بذلك مسيرتها في تعزيز الاستدامة البيئية.

الإمارات تلعب اليوم دوراً بارزاً في مجالات حماية البيئة على الصعيد العالمي، حيث تستضيف مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا»، والتي تسهم عبر عضويتها بها في نشر حلول الطاقة المتجددة حول العالم، كما دشنت مدينة «مصدر» أكبر مدينة صديقة للبيئة في العالم، فضلاً عن مجموعة من مشاريع توليد الطاقة عبر الألواح الكهروضوئية، كمشروع مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية الذي يصنف الأكبر عالمياً، وتبنّيها استراتيجية واضحة للحفاظ على الموارد المائية، من خلال تقنيات إعادة التدوير ومعالجة المياه واستخدام أنظمة الري الحديثة، والتي تمثل جميعها جزءاً من رؤيتها الهادفة إلى تحقيق بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة.

جهود الإمارات لم تتوقف عند حدودها فقط، بل امتدت إلى الإسهام في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، استضافت «كوب 28»، وجمعت قادة العالم وصناع القرار لمناقشة حلول مبتكرة للتحديات البيئية التي يواجهها الكوكب، وتمكنت في نهاية المطاف من وضع خريطة طريق جديدة لمواجهة ظاهر التغير المناخي، باتفاق تاريخي.

تجسد جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة رؤيتها المستقبلية التي تعتمد على الابتكار والاستدامة، حيث تتكامل هذه الجهود مع تطلعاتها لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، مما يجعلها نموذجاً يحتذى به عالمياً في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/v5nwayww

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"