لا توجد فرحة تعادل أن يزف إليك نبأ تفوقك في شهادة الثانوية العامة، صانع النجاحات، ومحب المركز الأول عالمياً، والملهم والقدوة لكل باحث عن المجد، ومَنْ خَبُر الفرح مع كل إنجاز حققه رفعة لوطنه، فهنا يكون للتفوق طعم آخر.
بشرى التفوق زفّها بالأمس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى أوائل الثانوية العامة، مباركاً لهم تفوقهم ومهنئاً أولياء أمورهم ومعلميهم بإنجازاتهم، ومباركاً للجهاز التعليمي ختام عامهم الدراسي بنجاح، مؤكداً سموّه أنه: «في مدارسنا نرى مستقبلنا.. وفي طلابنا نرى كوادرنا الوطنية الجديدة.. ومن ميدان التعليم ننطلق في ميادين التنمية والتطور بإذن الله».
التفوق ليس محض صدفة أو حظاً عابراً، بل هو نتاج طبيعي لقيمة العمل الجاد والاجتهاد المستمر، متجسداً في المثل القديم «من جدّ وجد ومن زرع حصد»، إذ تبدأ قصة نجاح المتفوقين بالعمل الجاد، وقضاء ساعات طويلة في الدراسة، مخصصين أوقاتهم للمراجعة والتحضير، متجنبين كل ما يمكن أن يشتت انتباههم عن هدفهم الأساسي، زادهم في ذلك إيمانهم القوي بأن العمل الجاد يتطلب تضحيات، وأن ثمن ذلك يكون مبرراً عند تحقيق الهدف المنشود.
سر التفوق باح به الطلبة إلى أقرانهم، لعلهم يتخذون منهم نبراساً لقادم الأيام، فالتنظيم هو مفتاح النجاح، وعلى الراغب في التربع على عرش المركز الأول أن يعلم جيداً كيف ينظم وقته ويحدد أولوياته، ليستغل كل دقيقة من يومه بشكل فعّال، ما يضمن له تغطية كافة المواد بشكل كافٍ.
الإصرار بدوره العنصر الأهم في معادلة التفوق، فالطلاب المتفوقون يمتلكون روح التحدي ولا يعرفون اليأس، حتى في وجه الصعوبات، يواصلون العمل بجدية ويبحثون عن حلول للمشكلات التي تواجههم، هذا الإصرار يميزهم عن غيرهم ويجعلهم قادرين على تحقيق النجاح مهما كانت الظروف.
دور الأسرة والمدرسة في دعم هؤلاء الطلاب لا يمكن إغفاله، فالأسرة توفر البيئة المناسبة للدراسة، وتقدم الدعم النفسي والمعنوي اللازمين، والمدارس أيضاً تلعب دوراً حيوياً من خلال توفير المدرسين الأكفاء، والأنشطة التعليمية المختلفة التي تساعد على تعزيز فهم الطلاب للمواد الدراسية.
التفوق مثال حي على قوة العمل الجاد والاجتهاد، وتذكير بأن النجاح ليس صدفة، بل نتيجة طبيعية لمن يسعى بجد ويعمل بجدية وإصرار.
هؤلاء الطلاب هم قدوة لكل من يسعى إلى تحقيق أحلامه وأهدافه، ومصدر إلهام لأجيال قادمة بأن العمل الجاد هو الطريق المؤكد للنجاح، فألف مبروك التفوق ومزيداً من النجاح مستقبلاً.
