لماذا لا يفكر شبابنا في العمل التجاري؟

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

خلال رحلتنا التعليمية، وحتى نيل الشهادة والتخرج، الفكرة التي تراود معظم الفتيات والشباب، هي الوظيفة، وكأنها المحور الذي يدور حوله معظم الخريجين، لكن خلال تلك الرحلة المحملة بالمعرفة والتعليم، لا يتم أي توجيه أو تنبيه لجانب حيوي ومهم جداً، وهو العمل الخاص، التوجه نحو الاستثمار والعمل التجاري.

أعرف أن هناك قائمة طويلة يمكن سردها عن الصعوبات، ومنها رأس المال، لكن ومع كل هذا فإن الوضع ليس بهذه الدرجة من القتامة، لسبب بسيط وهو أننا نشاهد يومياً مئات المئات من الموارد البشرية التي توجهت نحو العمل التجاري، وهي تبلي بلاء حسناً، وتحقق الربح والمكسب، وفي اللحظة نفسها تحقق الخبرة اللازمة و تكتسب المهارة.

الحقيقة أن الوضع ليس بهذه الدرجة من الصعوبة، لأن هناك برامج تستهدف دعم رواد الأعمال، في مختلف الأنشطة الاستثمارية التجارية، لدرجة أن هناك أنواعاً من الرخص التجارية، دون كلفة، وهناك إعفاء من رسوم المقر، ونحوها من التسهيلات، والهدف أن تترسخ قدماك في السوق، وتكتسب الخبرة اللازمة.

الحقيقة أن الدعم والتسهيلات موجودة، وأيضاً القروض والتسهيلات المالية مثل، الإعفاء الضريبي ونحوها موجودة، ولكن الذي نفتقده، هي الفكرة، هي نشاط العقل والتفكير الاستثماري، التفكير بعقل التاجر، بل إن فكرة التوجه نحو العمل التجاري برمتها بعيدة تماماً عن تفكير بعضهم، ومع أن هناك شريحة واسعة ممن كان آباؤهم وأجدادهم يمارسون العمل التجاري، ويفترض أنهم ورثوا هذا الشغف، وحب العمل التجاري، إلا أنك تراهم بعيدين عن هذا المضمار تماماً.

أيضاً المناهج التعليمية لا تعزز هذا التوجه، لا توجد مواد تتناول أهمية تأسيس العمل الخاص، ومدى ما فيه من فوائد ومكاسب تتجاوز الوظيفة العامة.

لا توجد برامج وورش تستهدف تنمية وعي مجتمع الشباب بهذا المضمار، وكأن برامج الدعم لمستثمري المستقبل غائبة عن المشهد التجاري والتنموي، في اللحظة التي يفترض على الهيئات والمؤسسات، المجتمعية ذات العلاقة، تناول هذا الموضوع، وتعزيز تفكير الفتيات والشباب، والأجيال القادمة بالعمل التجاري.

قلما تسمع فتاة أو شاباً ينتظر التخرج يقول: إنه ينتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر لتأسيس مشروعه الخاص، والسبب أن الفكرة بعيدة، وغير متداولة، ويكتنفها الغموض، ويعتبرها بعضهم مخاطرة جسيمة. وهذا، دون شك، خطأ يجب التخلص منه. إذا وجدت الفكرة لمشروع مميز بالتفرد، والذكاء، والآلية، فإن المكاسب مضمونة. المهم هو الخروج عن القوالب الجاهزة والتقليد، وابتكار الجديد.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bsazfj4

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"