عادي

مأساة «راست» تسكن مزرعة «بونانزا كريك»

16:39 مساء
قراءة دقيقتين
منطقة تصوير الفيلم في المزرعة (أ.ب)

جعلت مزرعة «بونانزا كريك» بمساحاتها الصحراوية من ولاية نيو مكسيكو موقعاً مثالياً لتصوير أفلام الويسترن، خلال عقود.. لكن منذ حادثة إطلاق النار القاتلة خلال تصوير «راست»، مع أليك بالدوين، أصبح المكان مرتبطاً بالدرجة الأولى بمأساة تنطلق محاكمة بشأنها، الثلاثاء.

فقد استضافت هذه المنشأة الشاسعة تصوير أعمال استحالت من كلاسيكيات السينما، بينها «بوتش كاسيدي أند ذي ساندانس كيد» (1969).

واكتسبت مديرتها إيموجين هيوز، سمعة طيبة بين نجوم هوليوود، إذ كانت تقدم لهم بانتظام عصير الليمون، وكعكة الموز، اللذين كانت تحضّرهما بنفسها.

ولكن بعد أن بات المكان مرتبطاً بحادثة مأسوية أثارت اهتماماً إعلامياً كبيراً حول العالم، وسيُحاكم بسببها أليك بالدوين هذا الأسبوع، تشعر ابنة هيوز بالارتياح لأن والدتها الراحلة لم تُضطر لعيش المعاناة الناجمة عن تلطيخ سمعة المزرعة.

وتقول دنيز سباكامونتي لوكالة فرانس برس «أعتقد أن ذلك كان سيزعجها حقاً».

تقع المزرعة على مرتفعات مدينة سانتا فيه، في «الغرب المتوحش» الأمريكي، وتشبه بتفاصيلها المزارع الكلاسيكية، إذ بقيت طويلاً موقعاً لتربية المواشي، إلى أن طرقت هوليوود بابها في خمسينيات القرن العشرين.

وأول فيلم ويسترن صُوّر في المزرعة كان بعنوان «ذي مان فروم لارامي» مع جيمس ستيوارت عام 1955. ثم تبعته أفلام أخرى، بين الحين والآخر.

وقد تسارع التحوّل نحو السينما عندما تولّت إيموجين هيوز الإدارة الكاملة للمزرعة بعد وفاة زوجها غلين. ثم توصلت بعد ذلك إلى اتفاق مع سياسيين محليين لتقديم حوافز مالية لجذب شركات الإنتاج في كاليفورنيا للتصوير في نيو مكسيكو.

وشهدت المزرعة نمواً تدريجياً. وفي عام 1985، ترك أعضاء طاقم «سيلفرادو»، وهو فيلم ويسترن من بطولة كيفن كوستنر، وراءهم حظيرة مطلية بالأبيض بُنيت خصيصاً للفيلم.

كذلك، شُيدت مبانٍ أخرى لأفلام روائية مثل «يونغ غانز»، أو «لاكي لوك» - وهو فيلم «سيئ للغاية» وفق سباكامونتي التي تبدو ممتنة رغم كل شيء. وسرعان ما تحولت المزرعة إلى ما يشبه قرية صغيرة لأفلام الويسترن، مع شوارع بأكملها مخصصة لذلك. لكن الآن، تطارد المأساة التي حدثت أثناء تصوير فيلم «راست» هذا المكان.

ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، في مصلّى المزرعة، صوّب أليك بالدوين مسدساً كان يُفترض أنه يحتوي على ذخيرة خلبية، لكنّ رصاصة حيّة خرجت منه، وتسبّبت بمقتل المصوّرة السينمائية هالينا هاتشينز.

وأدّت المأساة إلى توقف التصوير أثناء إجراء الشرطة عمليات تفتيش في الموقع. لكن منذ استئناف التصوير، تلتزم فرق العمل في المكان صمتاً مطبقاً.

يقول ديفيد مانزاناريس، مدير «غوست رانش»، وهي مزرعة مجاورة استضافت إنتاج فيلم «أوبنهايمر»، إنّ «أحداً لا يريد الاعتراف بأنّ فيلماً يُنتج في المكان نفسه حيث قُتلت» هاتشينز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/357hc3xz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"