عادي

هجمات صاروخية واسعة على أوكرانيا تروّع زيلينسكي

01:14 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
آثار القصف الصاروخي في منطقة وسط كييف (أ ب)
الدخان يتصاعد بالقرب من محطة المترو في لوكيانيفسك في العاصمة كييف(أ.ب)
عناصر الإنقاذ في موقع المستشفى المدمر يبحثون عن جثث أو أحياء(أ.ب)

سقط 31 قتيلاً وعشرات الجرحى في ضربات روسية على مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف، وتوعد الرئيس الأوكراني بالرد وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، لكن وزارة الدفاع الروسية نفت المزاعم الأوكرانية بقصف أهداف مدنية في كييف، وأكدت أنها قصفت أهدافاً دفاعية وقواعد جوية، وأن الأضرار المسجلة في كييف تسبب بها سقوط صاروخ للدفاع الجوي الأوكراني.

ونفت وزارة الدفاع الروسية تعمّدها ضرب أهداف مدنية في كييف، مشيرةً إلى أن هذه المزاعم تأتي عشية قمة «الناتو» في واشنطن لاستجداء المزيد من المال والدعم. وقالت في بيان: إن القوات الروسية وجهت ضربة مركبة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى لمواقع الصناعة العسكرية في أوكرانيا والمطارات الحربية، لافتةً إلى أن القوات الروسية أصابت «أهدافها» العسكرية والصناعية فقط. وأضافت أن الصور ومشاهد الفيديو المنشورة من كييف تؤكد بوضوح حقيقة أن الدمار الحاصل كان جراء سقوط صاروخ أوكراني للدفاع الجوي أطلق من إحدى المنظومات الصاروخية المضادة للطائرات المنصوبة في المدينة. وأكدت أنها حالات هستيرية مشابهة تصيب كييف في كل مرة عشية اجتماعات رعاتها في «الناتو».

تدمير راجمات «هيمارس»

وأعلنت الوزارة الروسية القضاء على 1940 عسكرياً أوكرانياً وتدمير 3 راجمات «هيمارس» أمريكية والقضاء على 10 أجانب أشرفوا عليها وضرب مواقع للصناعة العسكرية ومطارات أوكرانية في 24 ساعة. وتناقلت وسائل الإعلام الأوكرانية في وقت سابق أمس أنباء عن تعرض مطار «جولياني» في كييف ومناطق وسط المدينة لضربة صاروخية روسية، ووقوع انفجارات عنيفة في مدينة أوديسا ومناطق جنوب ووسط وغرب أوكرانيا.

وكتب الرئيس الأوكراني زيلينسكي على منصة إكس «تطالب أوكرانيا حالياً باجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب الضربات الروسية على منشآت مدنية بما فيها مستشفى للأطفال».

وحسبما قالت السلطات الأوكرانية، أطلقت روسيا 38 صاروخاً أمس الاثنين، على مدن أوكرانية في هجمات أسفرت عن 31 قتيلاً على الأقلّ وعشرات الجرحى واستهدفت بعضها مستشفيَين، وقال زيلينسكي: «إن الروس هاجموا مجدداً أوكرانيا بكثافة بصواريخ. في مدن مختلفة: كييف ودنيبرو وكريفي ريغ وسلوفيانسك وكراماتورسك. تضررت مبان سكنية وبنى تحتية ومستشفى للأطفال».

وطالب «بردّ أقوى» من الغربيين تجاه موسكو، قائلا: «أودّ أن يُظهر شركاؤنا قدراً أكبر من المرونة ورداً أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا مرة أخرى لشعبنا».

وفي كريفي ريغ مسقط رأس زيلينسكي، قُتل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص وأُصيب 41 آخرون. وفي كييف، أعلنت السلطات مقتل 17 شخصاً على الأقل.

وقالت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية إن صاروخ كروز روسياً أصاب مستشفى أوخماتديت للأطفال وتسبب في مقتل ممرّضَين على الأقلّ وإصابة سبعة أشخاص بينهم طفلان. وتحدثت فرق الطوارئ الأوكرانية عن ضربة على مركز طبي آخر. وقالت: «تم الإبلاغ عن سقوط حطام في منطقة دنيبروفسكيي. تعرّض مركز طبي لأضرار جزئية. تم الإبلاغ عن أربعة قتلى وثلاثة جرحى».

ورأت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية أن الطريق المؤدي إلى مستشفى أوخماتديت مغلق جزئياً من قبل الشرطة ومرضى وممرضات اجتمعوا في حديقة قرب المستشفى المدمّر.

في منطقة دونيتسك قرب جبهة القتال، أعلنت السلطات الأوكرانية أن «ثلاثة أشخاص على الأقلّ قُتلوا في بوكروفسك» بعد الضربات الصباحية التي استهدفت كذلك مصنعاً. وفي دنيبرو، سجلت السلطات سقوط قتيل واحد وإصابة ستة آخرين.

وقالت شركة «دتيك» الخاصة المشغّلة لمنشآت للطاقة الكهربائية في كييف: «إن ثلاث محطات فرعية لمحولاتها (...) دُمّرت أو تضررت في منطقتَي غولوسييفسكي وتشيفتشنكيفسكيي» في العاصمة الأوكرانية جراء ضربات روسية، مشيرةً كذلك إلى تضرّر خطوط كهرباء.

ودانت الأمم المتحدة «بشدة» الضربات الروسية على مدن أوكرانية. وأعرب مسؤول السياسية الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل عن أسفه «لاستهداف روسيا المدنيين الأوكرانيين بلا رحمة»، معتبراً أن «أوكرانيا تحتاج إلى دفاعات جوية حالاً». ووصفت فرنسا ضربات الاثنين بأنها «أفعال همجية» فيما اعتبرتها لندن «مروّعة».

وقال الأوكرانيون: إن القوات الروسية أطلقت في المجموع 38 صاروخاً اعترضت كييف 30 منها الاثنين.

تزامناً، وقع زيلينسكي خلال زيارة إلى وارسو اتفاقاً حول التعاون في مجال الدفاع، وذلك عشية حضوره قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن في سياق من انعدام اليقين سببه الانتخابات الأمريكية المقبلة والفوز الممكن للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

من جهة أخرى، وعد وزير الدفاع البريطاني الجديد جون هيلي بإرسال مزيد من المدفعية والذخائر والصواريخ لأوكرانيا وذلك خلال زيارة لمدينة أوديسا، في تأكيد لدعم لندن المستمر لكييف. وقال هيلي في بيان: «قد يكون حصل تغيير في الحكومة لكن المملكة المتحدة تبقى متّحدة من أجل أوكرانيا». وتعهد بإرسال شحنة جديدة من المعدات العسكرية تشمل قطعاً مدفعية و250 ألف ذخيرة وقوارب صغيرة وصواريخ ومعدات أخرى، وفق الوزارة.

وتعهدت هولندا البدء بتسليم طائرات مقاتلة من طراز إف-16 إلى أوكرانيا «دون تأخير». وقال فيلدكامب في أول زيارة دولية له منذ توليه منصبه: إن هولندا مستعدة لإرسال الطائرات إلى كييف بعد حصولها على تراخيص التصدير اللازمة الأسبوع الماضي. وأضاف «الآن بعد حصولنا على تصاريح التصدير لأولى مقاتلات إف-16، سوف يتم تسليمها من دون تأخير». ولم يقدم فيلدكامب مزيداً من التفاصيل أو يحدد تاريخاً لوصول أول مجموعة من 24 طائرة إف-16 إلى أوكرانيا. وأحيطت رحلة الوزير إلى كييف بالسرية لأسباب أمنية.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47fz3uek

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"