عادي

الفيلسوف الذي تمنى أن يموت مخنوقاً بيدي زوجته

20:14 مساء
قراءة دقيقتين
لويس ألتوسير

الشارقة: علاء الدين محمود

كان لويس بيير ألتوسير «1918 – 1990»، فيلسوفاً اشتراكياً مشهوراً، بل واعتبر أحد أهم المنظرين الماركسيين في القرن العشرين، عالج العديد من المواضيع مثل الثورة والإصلاح، وعبادة الأيديولوجية نفسها، وله الكثير من المؤلفات المتنوعة في الاقتصاد والفكر والتاريخ والنقد، ويعد من أشهر البنيويين، وهو تيار فكري في الفلسفة.

ولد ألتوسير في الجزائر ودرس في مدرسة الأساتذة العليا في باريس التي أصبح بمر السنين أستاذاً للفلسفة فيها، تم تجنيده للجيش في الحرب العالمية الثانية قبل بدئه التعليم وبعد احتلال فرنسا، وسجن في معسكر ألماني، حيث قضى في المعسكر باقي سنوات الحرب وأسهمت هذه التجربة بإصابته بنوبات من الاضطراب النفسي لاحقاً.

بعد الحرب ساءت أحواله الصحية، نفسياً وجسدياً، وفي عام 1947 تلقى علاجاً بالصعق الكهربائي، ومنذ تلك الفترة عانى ألتوسير أمراضاً عقلية حتى وفاته، وأبدت المدرسة تفهماً لحالته وسمحت له بالسكن في غرفة خاصة في عيادة المدرسة، حيث قضى أغلب سني حياته فيها باستثناء فترات دخل فيها المستشفى.

وحتى قبيل أن يداهمه المرض النفسي بضراوة، كان ألتوسير، يعاني الأحلام والكوابيس والأفكار الغريبة، وقد اشتهر بكرهه الشديد لزوجته هيلين ريتمان، وهي فتاة ثورية من أصل يهودي، كانت تكبره بثماني سنوات، تزوجها عن حب وتفاهم وظلت شريكة حياته حتى بدأ يكرهها تماماً، والمفارقة أنه من شدة كرهه لزوجته تلك تمنى أن يموت مخنوقاً بيديها، حتى يحتفظ بكراهيته لها في العالم الآخر، وكان يقول: «البعض يعتبر أن المرأة هي نصف الحياة أو أكثر، أنا أعتبرها نصف الموت أو أكثر».

وكانت المفاجأة والمفارقة، أن ألتوسير، هو الذي قتل زوجته عام 1980، بذات الطريقة التي أراد أن تنهي حياته بها، عندما قام بخنقها بكلتا يديه حتى الموت، والغريب أن السلطات لم تلاحقه، نظراً لحالته الصحية، ولأن البعض وجد أن من الصعوبة أن تتم محاسبة رجل في سن ومكانة ألتوسير، فيما قدم بعض النقاد تبريراً مجنوناً عندما ذكروا أن اللوثة الإبداعية كانت وراء تلك اللحظة المجنونة، أي ساعة قتله لزوجته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2v7tz88u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"