عادي
قدمت دراستين حول «ساروق الحديد» و«القصيص»

دبي تستعرض إمكانيات مواقعها الأثرية في باريس

14:49 مساء
قراءة 3 دقائق
وفد الهيئة في المؤتمر برئاسة بدر محمد آل علي
مريم السويدي تقدم ورقتها

اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» مشاركتها في فعاليات النسخة ال 57 من مؤتمر «دراسات الجزيرة العربية» الهادف إلى تعزيز تبادل الأفكار والرؤى بين الباحثين والأكاديميين حول تاريخ المنطقة وحضارتها وآثارها. ويأتي ذلك في سياق جهود الهيئة الرامية إلى إبراز أهمية مواقع دبي الأثرية والتاريخية، وهو ما يتناغم مع أولوياتها القطاعية الهادفة إلى تعزيز حضور الإمارة على خريطة التراث العالمي.

وخلال المؤتمر الذي استضافه المعهد الوطني الفرنسي لتاريخ الفنون في العاصمة الفرنسية باريس لمدة ثلاثة أيام، عرض وفد الهيئة ورقتين علميتين سلّطتا الضوء على آثار دبي. حملت الورقة الأولى عنوان «اكتشاف خبيئة قطع أثرية من العصر الحديدي في موقع ساروق الحديد الأثري 53»، وجاءت الثانية حول «تأكسد التربة في موقعي ساروق الحديد والقصيص الأثريين في دبي، وتأثيره على القطع الأثرية المعدنية (البرونزية) - دراسة مقارنة».

وتناولت الورقة الأولى التي قدمتها مريم السويدي، منقب آثار أول في «دبي للثقافة» تاريخ موقع ساروق الحديد وأبرز القطع المكتشفة فيه، ومن بينها «خبيئة القطع الأثرية» التي تعتبر من أهم الاكتشافات في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية. وعثر على الخبيئة مدفونة داخل حفرة دائرية بقطر 90 سم، وعمق 50 سم، في موقع ساروق الحديد الأثري واحتوت على 123 قطعة معظمها من البرونز، وتضمنت عدداً كبيراً من أواني الطهي، ومجارف وأزاميل، ومرايا ورؤوس فؤوس، ومغارف وأكواباً صغيرة وموازين وسنارة صيد، إضافة إلى قطعتين مصنوعتين من حجر الكلوريت، وهما عبارة عن كوب صغير ووعاء. كذلك اشتملت الخبيئة على 7 قطع حديدية، من بينها رؤوس رماح ومقبض صغير، وكذلك قطعة مشغولة من العظم. وأثبتت الدراسة أن الخبيئة ضمت قطعاً أثرية تؤكد أن موقع ساروق الحديد استخدم لإنتاج الفحم اللازم في عمليات صناعة وصهر المعادن، والتي كانت من أهم الحرف التي مارسها سكان الموقع خلال العصر الحديدي. وتطرقت الدراسة إلى أبرز الوسائل التي استخدمت في تأريخ الموقع والخبيئة، وفحص عينات من الفحم بواسطة كربون 14 المشع، بالإضافة إلى المقارنات العلمية، كما استعرضت الخطط المستقبلية للعمل في الموقع.

وقدمت زينب علي سالمين، مرمم آثار أول في «دبي للثقافة» دراسة مقارنة تناولت فيها أساليب تطوير صيانة وترميم القطع الأثرية المكتشفة في موقعي القصيص وساروق الحديد، وسعت من خلالها إلى شرح طبيعة المواد المؤكسدة في تربة الموقعين وفهم البيئة الأثرية المحيطة بالقطع المدفونة فيهما. وبينت الدراسة أن التربة الموجودة في موقع ساروق الحديد تمتاز بانخفاض مستوى تأثيراتها على القطع البرونزية مقارنة مع تلك الموجودة في موقع القصيص الذي يتكون من تربة طفلية ملحية تأثر بشكل مختلف على حالة القطع المكتشفة على المدى البعيد.

وأكد بدر محمد آل علي، مدير إدارة الآثار في «دبي للثقافة»، حرص الهيئة على الوجود في كل المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية المتخصصة في مجال الآثار، بهدف التعريف بمواقع الإمارة الأثرية وإبراز أهميتها وقيمتها العلمية.

وقال: «تمثل المؤتمرات الدولية مساحة ملهمة للتعريف بأهمية دبي التاريخية، ما يجعل منها وجهة جاذبة للباحثين والمهتمين بالآثار على اختلاف عصورها وأشكالها، لاستكشاف ما شهدته هذه المواقع، خاصة ساروق الحديد من اكتشافات مهمة ترجع إلى أزمنة مختلفة، ما يعزز مكانة الإمارة وريادتها العالمية».

وأشار إلى أن مشاركة الهيئة في مؤتمر «دراسات الجزيرة العربية» تسهم في تقديم تصور متكامل حول إمكانيات دبي وما تمتلكه من مواقع أثرية، وتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات مع المعاهد ومراكز الأبحاث الدولية وبعثات التنقيب الدولية، إضافة إلى إثراء معرفة الأكاديميين التاريخية والثقافية، من خلال مجموعة الدراسات التي ينجزها خبراء الهيئة وكوادرها في إطار توثيق آثار دبي والمحافظة عليها، ما يرفع مستوى الوعي والمعرفة بطبيعة أنماط الحياة التي شهدتها مواقعها الأثرية في مختلف العصور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2e8ybyxd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"