عادي

بعد إخراجه من الخدمة.. هل كان الرصيف الأمريكي العائم في غزة مجدياً؟

21:30 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

واجه الرصيف العائم الذي ركّبته الولايات المتحدة بهدف زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تحديات، ومن المتوقع الآن أن يتم تفكيكه بشكل دائم، حيث أكدت «البنتاغون»، أن عسكريين أمريكيين حاولوا إعادة تركيب الرصيف المؤقت في غزة، الأربعاء، لكنهم لم ينجحوا بسبب مشكلات فنية، وأمور متعلقة بالطقس.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الخميس، إن عمليات الرصيف البحري المصمم لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة ستنتهي قريباً، مع تحول التركيز من توصيل المساعدات إلى التوزيع داخل القطاع الذي مزقته الحرب.

وقال للصحفيين «القضية الحقيقية الآن لا تتعلق بإدخال المساعدات إلى غزة، وإنما بتوصيلها إلى جميع أنحاء غزة بشكل فعال».

وكان مسؤولون أمريكيون أكدو في وقت، إنهم سيحاولون إعادة تركيب الرصيف لإنهاء تراكم المساعدات المتجهة إلى غزة في قبرص قبل تفكيكه بشكل دائم، على الأرجح.

ولطالما شكك أفراد فرق الإغاثة، وغيرهم، في المشروع، قائلين إن توصيل المساعدات عن طريق البر هو الطريقة الفعالة الوحيدة لوصول الإمدادات على نطاق واسع إلى غزة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية حرباً على حركة حماس.

وفي ما يلي بعض التفاصيل عن الرصيف:

  • لماذا تم بناء الرصيف؟

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن خطة لبناء الرصيف في مارس/ آذار، في أعقاب تحذيرات من احتمال انتشار المجاعة في أنحاء غزة، وزيادة الصعوبات في إرسال المساعدات من خلال المعابر البرية التي أبقت إسرائيل معظمها مغلقاً لعدة أشهر.

وجاء إعلان بايدن في إطار مساعي لتهدئة الكثيرين في حزبه الديمقراطي الغاضبين من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هجومها على غزة، نظراً للخسائر الفادحة بين صفوف المدنيين.

وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تدهورت الظروف الإنسانية بسرعة لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ونزح جميع سكان القطاع تقريباً، داخلياً، ونزح الكثيرون منهم عدة مرات.

  • كيف يتم تشغيل الرصيف؟

يبلغ طول الرصيف العائم نحو 370 متراً، ويقع قبالة الشاطئ إلى الشمال قليلاً من الأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزة، وبدأ بناء الرصيف، الذي تم تجميعه جزئياً مسبقاً في ميناء أسدود الإسرائيلي، في إبريل/ نيسان، ووصلت أولى المساعدات باستخدامه في 17 مايو/ أيار.

وتم نقل مواد غذائية وغيرها من المساعدات إلى الرصيف من قبرص، التي تصدرت الجهود لفتح طريق بحري أمام المساعدات الإنسانية.

وتم فحص الإمدادات بالأشعة السينية في قبرص بحضور مسؤولين إسرائيليين راقبوا عن كثب المساعدات التي تدخل غزة قائلين إنها قد تفيد حماس.

ويتم بعد ذلك نقل المساعدات إلى الرصيف على متن سفن قبل تحميلها على شاحنات لنقلها إلى الساحل.

ويشارك في هذه الخطوات المعقدة نحو 1000 فرد من الجيش الأمريكي، بعضهم متمركز على الرصيف، وأفادت تقديرات لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بأن الكلفة في أول 90 يوماً من العمليات عبر الرصيف قد تبلغ نحو 230 مليون دولار.

  • ما هي المشاكل التي واجهها الرصيف؟

تمت إزالة الرصيف مؤقتاً مرات عدة، بسبب الأمواج العالية، وفي إحدى المرات، تم سحبه إلى ميناء أسدود بجنوب إسرائيل لإجراء إصلاحات لجزء منه.

وتعطلت الشحنات أيضاً بسبب التأخير في إيصال الإمدادات إلى داخل قطاع غزة، وهي عملية محفوفة بالمخاطر وتتطلب موافقات إسرائيلية.

وعند النظر في إعادة الرصيف بعد سوء الأحوال الجوية في أواخر يونيو/ حزيران، قال مسؤولون أمريكيون إنه لن يكون هناك فائدة تذكر من وراء ذلك على الفور، لأن منطقة تجمع المساعدات المجاورة للرصيف مملوءة تقريباً.

ومثل الحال مع المساعدات التي يتم تسليمها عبر طرق أخرى، فإن الإمدادات القادمة عبر الرصيف يتم الاستيلاء عليها في بعض الأحيان من قبل سكان يائسين في غزة، أو تتعرض لعمليات نهب أكثر تنظيماً.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، المكلف بالإشراف على توزيع المساعدات التي يتم نقلها عبر الرصيف، قد أوقف عملياته في يونيو/ حزيران، بسبب مخاوف أمنية.

وعبّر بعض عمال الإغاثة عن قلقهم من أن الرصيف الذي يديره الجيش الأمريكي يمكن أن يعرض أفراد وعمليات الفرق الإنسانية للخطر، لأن السكان المحليين قد يشككون في حياد هؤلاء الأفراد، أو يظنون أنهم عملاء سريون.

وفي يونيو/ حزيران، سعت «البنتاغون» إلى دحض ما قالت إنها تقارير كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت أن إسرائيل استخدمت الرصيف الأمريكي العائم قبالة غزة في مهمة لإنقاذ رهائن.

  • ما هو كمّ المساعدات الذي وصل؟

حتى 25 يونيو/ حزيران، وصل ما يقرب من سبعة آلاف طن من المساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص، وفقاً لما قاله مسؤولون أمريكيون معنيون بالإغاثة، ما يوازي تقريباً حمولة 350 شاحنة.

ويقول مسؤولو المساعدات إن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى نحو 600 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية وتجارية، للوفاء باحتياجات السكان.

وقبل أن توسع إسرائيل نطاق حملتها العسكرية إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة في أوائل مايو/ أيار، كانت أغلب المساعدات تدخل إلى القطاع من خلال معبر رفح مع مصر، أو من خلال معبر كرم أبوسالم القريب الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ووفقاً لبيانات من الأمم المتحدة دخلت في المتوسط 189 شاحنة يومياً من خلال المعبرين في إبريل/ نيسان.

  • ما هو مستقبل الرصيف البحري العائم؟

كان هناك تفويض باستمرار عمليات الرصيف البحري العائم حتى 31 يوليو/ تموز، وقال مسؤول أمريكي بارز في يونيو/ حزيران، إن عمليات الرصيف يمكن تمديدها لمدة شهر إضافي، على الأقل.

ولكن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، أكد الخميس، إن عمليات الرصيف البحري المصمم لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة ستنتهي قريباً، مع تحول التركيز من توصيل المساعدات إلى التوزيع داخل القطاع الذي مزقته الحرب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4tu5cr52

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"