عادي
على خطى أمباني

«تصاعد جنوني» لأصحاب الثروات.. مليونير جديد كل 30 دقيقة في الهند

19:58 مساء
قراءة 3 دقائق
1

إعداد: محمد كمال

بعيداً عن صخب الاحتفالات الأسطورية بزفاف أنانت أمباني نجل أغنى رجل في آسيا، فقد سلطت التكاليف الخيالية الضوء على مدى ما تشهده الهند من تصاعد جنوني لأصحاب الثروات الضخمة، لدرجة أن تقريراً لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية كشف أن البلد الآسيوي الذي يعيش عصراً ذهبياً اقتصادياً، يشهد مولد مليونير جديد كل 30 دقيقة، وملياردير جديد كل شهر.

ويؤكد مديرو الثروات والاقتصاديون أن الهند أصبحت تنتج المليونيرات والمليارديرات بشكل أسرع من أي وقت مضى، وذلك بفضل الاقتصاد المزدهر الذي يجعل الشركات الكبيرة أكثر ثراءً، مع تسهيل بدء شركات جديدة.

ويشير هيمناشو كوهلي، المؤسس المشارك لمكتب الاستثمار متعدد العائلات Client Associates إلى أنه «اليوم يولد ملياردير كل شهر في الهند و كل 30 دقيقة يولد مليونير جديد».

  • ثالث دولة للمليارديرات

قبل عقدين من الزمان كان لدى الهند أقل من 10 مليارديرات، عندما ظهر موكيش أمباني وشقيقه الأصغر أنيل لأول مرة في قائمة مليارديرات «فوربس» بعد وفاة والدهما ديروبهاي أمباني، مؤسس شركة ريلاينس كشركة مصنعة صغيرة للمنسوجات، والتي تحولت إلى إمبراطورية اقتصادية ضخمة. أما الآن فقد أصبحت الهند ثالث أكبر مصدر للمليارديرات في العالم بعد الصين والولايات المتحدة.

وفقاً لبيانات فوربس، كان هناك 2781 مليارديراً في جميع أنحاء العالم، حيث يبلغ إجمالي صافي ثروة مليارديرات الولايات المتحدة 5.7 تريليون دولار، ثم يأتي مليارديرات الصين في المرتبة الثانية، بقيمة 1.3 تريليون دولار، ويحتل مليارديرات الهند المرتبة الثالثة بثروة تقدر ب 954 مليار دولار.

ومن بين أغنى المليارديرات في الهند موكيش أمباني، الذي تشمل أعماله قطاعات الطاقة والاتصالات والتجزئة، وكذلك غوتام أداني، الذي جمع ثروته من خلال أعمال الطاقة والبنية التحتية. ثم شهد المليارديرات الهنود الذين انضموا إلى قائمة فوربس مؤخراً مسارات أكثر تفرداً للثروة عن طريق صناعات التكنولوجيا والاستهلاك، بل ويقلبون التوقعات في بلد يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه بيئة نجاح فقط للاقتصادات الصغيرة.

والتزمت أسرة أمباني بطلب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي العام الماضي بأن يعزز الهنود الأثرياء الاقتصاد من خلال اختيار الهند بدلاً من الخارج لإقامة حفلات الزفاف، ويقول تشيتان فوهرا، الذي يرأس شركة Weddingline، وهي شركة استشارية لتخطيط حفلات الزفاف الفاخرة: إن حفل زفاف هندي فاخر يضم نحو200 شخص في أوروبا قد يصل إلى ما يقرب من مليوني دولار.

  • العصر الذهبي للهند

وفقاً لبحث أجراه بنك كريدي سويس حول الثروة العالمية، فإن الهند تضم الآن نحو 850 ألف مليونير، إذا ما قيس ذلك بالدولار الأمريكي، وهو ما يمثل زيادة قدرها خمسة أضعاف مقارنة بما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمان. وفسر سوراب موخيرجيا، مؤسس شركة مارسيليس لإدارة الاستثمار ومقرها مومباي ذلك بقدرة اللاعبين الجدد على الاستفادة من الفرص الناشئة في الهند، حيث تتنامى البنية التحتية المادية والرقمية، مع توفير مساحة للشركات الصغيرة التي تتمتع بالذكاء التكنولوجي.

ويشير موخيرجيا إلى أكبر الشركات ربحاً في الهند، وفي مقدمتها ريلاينس ومجموعة أداني ومجموعة تاتا، لكنه يشير كذلك إلى الآلاف من الشركات الصغيرة غير مربحة وتكافح من أجل البقاء، ما يخلق اقتصاداً ثنائي المسار يجب التعامل معه. في ظل ثورة التكنولوجيا وطفرة المدفوعات عبر الهاتف المحمول وغيرها من العوامل.

ويقول نيثين كاماث، 44 عاماً الذي دخل وشقيقه نيكيل إلى قائمة مليارديرات فوربس في عام 2023 بفضل شركة سمسرة عبر الإنترنت أسساها عام 2010: إنه «كان هناك جيل كامل من المترددين الذين كانوا يفكرون في الاستثمار ولكنهم لم يستثمروا، ثم ظهرت شركته «في المكان المناسب والوقت المناسب». أما بالنسبة لقائمة فوربس، فقد قال: إن الكشف عن كونه ثرياً كان محرجاً نوعاً ما، لكنه أقر بأن التصنيف يمكن أن يشجع رواد الأعمال المحتملين الآخرين.

ويكشف أنس جونايد، المؤسس المشارك لشركة هورون إنديا، وهي جزء من مجموعة بحثية مقرها لندن، يتتبع أثرياء الهند، أن قوائم الأثرياء الأخيرة تظهر أن المزيد من الأشخاص يأتون من قطاعات التصنيع والبنية التحتية والشركات الاستهلاكية، ما يدل على تنوع الاقتصاد الهندي، وتعد شركة ريلاينس مثالاً واضحاً على هذا التنوع.

وفقاً لمجلة فوربس، فقد قفزت القيمة الصافية لمجموعة أمباني إلى نحو 116 مليار دولار في عام 2024، ارتفاعاً من 80 مليار دولار في العام الماضي. وفي ضوء ذلك، يمكن اعتبار الإنفاق على حفل الزفاف - سواء كان في النهاية عشرات الملايين أو مئات الملايين - اقتصادياً بشكل إيجابي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3f74tk9j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"