عادي
شيخ الأزهر يلتقي ممثلي الطوائف الدينية في إندونيسيا

رئيس مجلس حكماء المسلمين: الأديان رسالة سلام

01:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
شيخ الأزهر مع ممثلي الأديان والطوائف في إندونيسا

أكد شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن الأديان هي رسالة سلام، والإسلام دين تكامل الحضارات، مشيراً إلى أن التاريخ شَهِدَ لحضارة هذا الدين أنها كانت وما زالت حضارة الأخوة الإنسانية.

جاء ذلك خلال حفل الاستقبال الحاشد الذي نظمته جمعية نهضة العلماء الإندونيسية، أكبر جمعية إسلامية في العالم، لفضيلة الإمام الأكبر وذلك بحضور قادة الأديان ورموزها المختلفة في إندونيسيا من الكاثوليك والبروتستانت والبوذية والهندوسية والكونفوشيوسية، إضافة إلى الآلاف من قيادات الجمعيَّة ورموزها وشبابها وفتياتها الذين حضروا حفل الاستقبال، ومئات الآلاف الذين تابعوا فعاليات الحفل من خلال البث المباشر.

وفي كلمته خلال الحفل الذي انعقد تحت عنوان «الحوار والوئام بين الأديان والحضارات»، قال شيخ الأزهر: «إنَّ الأديان هي رسالة سلام إلى البشر، بل وإلى الحيوان والنَّبات والطبيعة بأسرها، وعلينا أن نعلم أن الإسلام لا يبيح للمسلمين القتال إلا في حالة واحدة؛ هي دفع العدوان عن النَّفس والأرض والوطن»، مؤكدًا أنه لم يحدث قط أن قاتل المسلمون غيرهم لإجبارهم على الدخول في دين الإسلام؛ لأنَّ الإسلام لا ينظر لغير المسلمين من منظور العداء والتوجس والصراع، بل من منظور المودَّة والأخوَّة الإنسانيَّة، وهناك آيات صريحة في القرآن تنصُّ على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين لهم -أيًّا كانت أديانهم أو مذاهبهم- هي علاقة المودَّة والبر والإنصاف.

وأضاف، أنَّ الإسلام ليس هو الدين الذي عليه أن يثبت أنه دين حوار، ودين تكامل الحضارات، وتلاقح الثقافات واحترام الآخرين، فهذه الحقائق يعرفها مَن يؤمن بهذا الدين ومَن لا يؤمن به على سواءٍ، موضحاً أن التاريخ شَهِدَ لحضارة هذا الدين أنها كانت وما زالت حضارة الأخوة الإنسانية، والزمالة الدينية العالميَّة، وأنها لم تكن أبداً مصدر شقاء للإنسانية، فلم تضق ذرعاً بأخوَّة الأديان الأخرى، ولم يعرف عنها أنها وقفت منها يوماً موقف عداء معلن أو خفي، أو تجاوزت في نزاعاتها المسلحة مع غير المسلمين شريعة الحق، أو شريعة الدِّفاع عن النفس والوطن.

واختتم: «وثيقة الأخوة الإنسانية التي يعرفها العالم اليوم من أقصاه إلى أقصاه، واعتمدت الأمم المتحدة يوم إعلانها في الرابع من فبراير يوماً دوليّاً للأخوة الإنسانية؛ لعل هذه الخطوة تُسهِمُ قليلاً أو كثيراً في إذابة الجليد المتراكم من سوء الفهم والتوتر والتباعد بين أتباع المذاهب والأديان في الشرق كما في الغرب، وبخاصة في أوقات الحروب والأزمات».

من جانبهم أعرب قادة الأديان ورموزها عن ترحيبهم الكبير بشيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، مؤكِّدين أنه يعد رمزاً للسلام والتسامح، وأنهم دائماً ما يستلهمون من جهوده الداعية دائماً إلى نشر قيم الحق والخير والعدل والأخوة الإنسانية، في نشر روح السلام والتعايش وقيم المواطنة.

وأعرب الحضور من جمعية نهضة العلماء عن حبِّهم وتقديرهم للأزهر الشريف،الذي ينشر الفكر المستنير حول العالم.

ورحب ممثلو الطوائف الهندوسية والكونفوشيوسية والكاثوليكية في إندونيسيا بزيارةَ شيخ الأزهر التي أتت بروح السلام، في وقتٍ يفتقر العالم فيه لهذه الروح في ظلِّ الصراعاتِ المنتشرةِ، معربين عن تقديرهم لجهوده في نشر الأخوَّة والتَّعايش والاحترام المتبادل، وإرساء السلام والمحبَّة لتعمَّ العالم كله، وليصبح العالم أكثر تناغماً وانسجاماً وتربة خصبة تحتوي الجميع وتضمن لهم حقوقهم وواجباتهم.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wvvbedd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"