عادي
صيفنا قراءة

وفاء العميمي: كتب الأدب عشق أبدي

15:27 مساء
قراءة 4 دقائق
وفاء العميمي

الشارقة: علاء الدين محمود

«العطلة الصيفية فترة لالتقاط الأنفاس وتجديد الهمم. أهم ما فيها التحرر من قيود مدارس الأبناء والدراسة. هي فترة إنجاز بالنسبة لي سواء في مجال الكتابة أو القراءة»، هكذا تحدثت الكاتبة الروائية وفاء العميمي عن أهمية موسم الصيف في الانصراف نحو القراءة، إذ إنه الوقت الأمثل لممارسة فعل الاطلاع وحصد المعرفة، حيث تتميز العطلة الصيفية بالهدوء والابتعاد عن الزحام والضوضاء، إذ تصبح البيوت هي الملاذ والعزلة الاختيارية من العالم الخارجي، ما يمنح الفرصة للقراءة بتركيز أكثر، وذلك أمر مفقود في هذا العصر، حيث صارت السرعة هي عنوانه العريض حتى في ما يتعلق بالقراءة، الأمر الذي يضيع الكثير من الأفكار والرؤى التي يمكن أن تتكون لدى القارئ أو الكاتب في وقت الاطلاع الهادئ.

وأوضحت العميمي أنها على علاقة مميزة مع القراءة في كل وقت، إذ إن الكاتب الجيد هو قارئ جيد، ولا يمكن ممارسة فعل الكتابة الإبداعية، أو في أي مجال آخر دون الاطلاع فكل ما يكتبه المؤلفون هو نتاج ذلك الشغف بالقراءة.

«المؤلفات الأدبية هي عشقي الأبدي»، بتلك الكلمات لخصت العميمي موقفها وانحيازاتها القرائية، عندما ذكرت بأنها تفضل بشكل خاص الاطلاع على الكتب الأدبية خاصة المجموعات القصصية والروايات والدواوين الشعرية، بحكم أنها روائية وقاصة، وهي تنفتح في هذا السياق على الإنتاج الإبداعي الأدبي العربي والعالمي، حيث إن الفيصل دائماً هو المضمون الجيد الذي يفيد تجربتها كمؤلفة ويمدها بالخبرة والأدوات والأساليب السردية.

الصورة
1

وخلال هذا الصيف، فإن العميمي تحمل في جعبتها عدداً من العناوين، انتقتها من أجل قراءتها بتمعن أكبر، حيث تتملكها رغبة كبيرة في الاطلاع على رواية قديمة تحمل عنوان «ابنة النار»، لجلال إكرامي، وهو أحد أبرز كتاب طاجيكستان في الحقبة السوفييتية، وهي العمل السردي الذي حصل على جائزة «رودكي»، الأدبية، واقتبس في مسلسل تلفزيوني، وتقول العميمي: «لدي شغف كبير لمعرفة أحداث الرواية على الورق، وهل هي بحجم ما رأيناه من متعة وإثارة على الشاشة؟»، إذ تحكي عن مدينة بخارى قبل الثورة البلشفية، وتحمل وصفاً لأحياء الحرفيين، وبيوت «البايات -البكوات» الأغنياء وأكواخ الفقراء وقصر الأمير المنيف، وبطلتها امرأة أبية كانت جارية في حرملك الأمير والتي لقبت ب «ابنة النار»، لأن قلبها كان يتوهج كالنار.

  • جنون

وضمن خيارات العميمي كذلك مسرحية «ترويض النمرة»، للكاتب ويليام شكسبير، حيث يعبر العمل عن المرأة بوجهيها الرقة والعنف، وتتحدث عن تاجر ثري لديه ثلاث بنات جميلات أكبرهن وأجملهن كاثرين وقد توفيت زوجته وهن صغيرات السن، وقد عرفت ابنته تلك، بكاثرين الشرسة أو المجنونة لانفعالاتها الشديدة بتكسير الأثاث وكل ما يعترض طريقها كلما تقدم عريس لخطبتها، وقد زادها عنفها شهرة وانقطع الخاطبون عنها وبذلك أضرت بأختيها الرقيقتين لرفض أبيها تزويجهما قبلها، وقد كانت هذه المسرحية ملهمة للعديد من كتاب السيناريو الذين حولوها إلى أكثر من عمل درامي على الشاشة.

  • قضايا

غير أن العميمي تنفتح على مواضيع وقضايا أدبية أخرى، فهي تضع عينيها كذلك على عدد من المؤلفات الإبداعية وتعمل على قراءتها في مقبل الأيام، ومن تلك الكتب روايات ومؤلفات للكاتب والسيناريست المصري أسامة أنور عكاشة، حيث تخيرت من أعماله رواية «أحلام في برج بابل»، والتي تتناول حياة رجل ترك القاهرة كلها ليبحث عن ميلاد جديد له عبر واقع حلم ظل يراوده وهو البحث عن برج بابل، وكذلك رواية «منخفض الهند الموسمي»، وهي تتحدث عن عوالم شديدة القسوة، وخبايا عالم الجريمة وما يمتلئ به من استغلال حيال من أجبرتهم ظروف الفقر ومصاعب الحياة لسلوك أحد المسارات الخاطئة، وهناك أيضاً رواية أخرى لأنور عكاشة بعنوان «سوناتا لتشرين»، وهي تحكي قصة رئيس تحرير إحدى الصحف الكبرى يقرر الاستقالة من منصبه، والرحيل عن القاهرة ليستقر في الإسكندرية مقرراً إنهاء مسيرته في العمل الصحفي، حيث تحتشد الرواية بالأحداث والأسئلة التي تحمل فكرة العمل وينهض بها السرد مثل: «لماذا تأتي الأشياء الصحيحة في التوقيت الخطأ؟ ولماذا تتحقق الأمنيات بعد فوات الأوان؟».

السياسية والتاريخ أيضاً يحتلان مكانة في خارطة العميمي القرائية لهذا الصيف، فهي تحمل في جعبتها كذلك سباعية الكاتب الكويتي الراحل إسماعيل فهد إسماعيل «إحداثيات زمن العزلة»، وهي الرواية التي تتحدث عن حقبة مهمة في التاريخ السياسي لمنطقة الخليج، بالإضافة إلى تناولها قضايا مجتمعية مهمة، فهي تجمع بين فن الرواية والسيرة الذاتية وتنفتح على قضايا العصر.

  • نسمة باردة

وعلى الرغم من تفضيلها للإبداع الأدبي، فإن العميمي تنصح جمهور القراء بالإقبال على نوعية المؤلفات التي تتوافق مع ميولهم واهتماماتهم، فهي التي تحببهم في عملية الاطلاع لأنهم يجدون أنفسهم فيها، كما أنها تلبي شغفهم، مشيرةً إلى أن المؤلفات الأدبية قد تكون أنيساً ورفيقاً ممتعاً ونسمة باردة تبدد هجير الصيف.

وحول الطقوس التي تتبعها أثناء القراءة، ذكرت العميمي أن الهدوء التام من أجل التركيز، هو المطلب الأساسي في لحظة اطلاعها على المؤلفات المختلفة، إلى جانب كوب من الشاي الساخن الذي يسهم في تنبيه الإدراك ويحول دون تشتت الذهن، حيث إن القراءة المتعمقة مسألة في غاية الأهمية لأي قارئ.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yjsa2pu8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"