عادي

تعرف إلى أول من رسم تصميماً لـ «الروبوت»

20:21 مساء
قراءة 3 دقائق
ليوناردو دافنشي

القاهرة: «الخليج»

كان ليوناردو دافنشي أول من رسم تصميماً لإنسان آلي يستطيع الحركة، وكذلك قام بتصميم رسم لكمبيوتر رقمي، ورسم أول صمامات صناعية للقلب، ونحن اليوم نقدر دافنشي بوصفه رساماً، قلب فن عصر النهضة رأساً على عقب، أما الذين عاصروه فقد كانوا يشيدون به ويمتدحونه، بوصفه عالماً استطاع بتصوراته الرائدة أن يدق ناقوساً، إيذاناً بانطلاق عصر جديد، وأن يبتكر أسلوباً جديداً في التفكير، فقد ربط مجالات علوم مختلفة ببعضها، وذلك بطريقة غير مسبوقة، فهي مرة بديهية وأخرى ابتكارية ومتحررة من أي تابوهات.

استطاع مؤلف أكثر الكتب مبيعاً ستيفان كلاين أن يفك طلاسم تراث هذا العبقري الشامل، وأن يظهر لنا كيف نستطيع اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نتعلم من طريقة تفكيره، لقد حاول المؤلف أن يكشف سر «الموناليزا»، وأوضح لنا سبب ولع ليوناردو بالماء، كما شرح لنا السبب الحقيقي وراء حلمه بالطيران، إنه يحكي لنا عن رجل يمكن أن نرى فيه أنفسنا، يحكي لنا عن الشغف بالمعرفة وكآبة العوز والحاجة.

في كتابه «تراث دافنشي.. أو كيف أعاد ليوناردو اكتشاف العالم من جديد» (ترجمته إلى العربية ناهد الديب) يكشف ستيفان كلاين أنه على الرغم من شهرة ليوناردو بسبب فنه المتميز وبراعته في مجالات عديدة، فإنه لم يكن موهوباً على الصعيد العالمي، فرغم أنه على سبيل المثال قد انشغل على مدى سنوات طويلة بالرياضيات، إلا أنه لم يتعلم قط عملية القسمة، لم تقف مثل هذه الإخفاقات عائقاً في طريق إنتاجيته الهائلة، لأن قوة ليوناردو كانت تكمن في قدرته على التوصل إلى أقصى استفادة ممكنة من الموهبة، التي حبته بها الطبيعة، ألا وهي قدرته على التخيل.

*تراث مبهر

وبغض النظر عن مصير كتاباته المعقدة، فقد حالت موهبته الفائقة في الرسم دون شهرته العلمية، ومن ثم نظر إلى رسومه في التشريح، باعتبارها تراثاً رائعاً ومبهراً، ومثال على ذلك ميكانيكية عمل الكتف، أو عضلات اللسان أو الأوعية الدموية في الرسغ، كلها تم رسمها بطريقة مبهرة، وهذا دليل على تقدم هائل في الرسم.

كما اكتشف كولومبوس لمملكة إسبانيا بلاداً جديدة على الجانب الآخر، من المحيط، فإن ليوناردو فتح للفن في الغرب في الوقت نفسه مملكة جديدة لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت، والدليل على ذلك رسومه التشريحية وكذلك مسوداته عن دوامات الماء، أو تشكيل الصخور، كل هذه الرسومات قامت بوصف العالم بدقة شديدة فجاءت بعالم نتحرك فيه باستمرار وبالرغم من ذلك لا نعرفه.

إن رسوم ليوناردو في التشريح لا تعني فقط بداية لعصر جديد في الفن، لكنها تحكي الطريق الذي سار عليه رجل تحرر خلاله بالتدريج من أخطائه وأوهام عصره، ولم تلمس مراحل انسلاخه عن الماضي تصوره عن الجسم البشري فحسب.

كان عصر النهضة يرى في الاقتداء بالطبيعة ورسم الأشياء كما هي في الواقع، أسمى مهام الفن، أما ليوناردو فقد ترك هذا المسعى، لأنه كان يريد أن يفهم الطبيعة والإنسان، كي يستطيع إعادة صياغة الواقع، وانطلاقاً من هذا المبدأ لم يرسم ليوناردو كفنان صوراً كالتي كانت موجودة بالفعل، وسار على النهج الجديد نفسه في كل تصميماته الأخرى: التوربينات والإنسان الآلي وآلات الطيران، كان تعطش ليوناردو للمعرفة ينبع من رغبته في أن يصل بالفن إلى مرحلة الكمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ub3edpka

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"