عادي

من غزة إلى الحديدة.. تصعيد إسرائيلي يضع توسع الصراع على المحك

22:45 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: أحمد صلاح الدين

في خطوة جديدة تؤجج مخاوف توسع الصراع المستعر في قطاع غزة من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، استهدفت مقاتلات إسرائيلية السبت، منشآت تخزين للنفط في ميناء الحديدة اليمنية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، واندلاع حرائق بالميناء الرئيسي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف عدة مواقع في مدينة الحديدة اليمنية وقال: إن هجومه جاء «رداً على الهجمات الحوثية» التي طالت مدناً إسرائيلية مؤخراً، فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أن الهجوم كان عملاً إسرائيلياً خالصاً لكنه جاء بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.

وسمع دوي انفجارات قوية في المدينة في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام حوثية، أن الضربات طالت منشآت لتخزين النفط في مرفأ المدينة، وأسفرت عن سقوط قتلى.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الغارات انطلقت من قاعدة النقب عبر البحر الأحمر ونفذتها 12 طائرة من طراز إف 35، واستهدفت فيها الغارات الميناء ومبنى الشرطة العسكرية بالحديدة.

وفي أعقاب الهجوم أكد الحوثيون أنه سيكون هناك «رد مؤثر» في الغارات الجوية الإسرائيلية على ميناء الحديدة وسيواجهون التصعيد بالتصعيد.

استهداف تل أبيب

ويأتي ذلك غداة مقتل شخص في تل أبيب بهجوم تبناه الحوثيون اليمنيون ونُفّذ بمسيرة فشلت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها الجمعة، مستهدفة مبنى قريباً من ملحق تابع للسفارة الأمريكية.

وأعلن الحوثيون أنهم نفذوا العملية في «إطار دعمهم للفلسطينيين» الذين يواجهون وضعاً كارثياً جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من تسعة شهور في قطاع غزة.

و خلال الأشهر الماضية، أعلن الحوثيون مرات عدة استهداف مدينة إيلات ومينائها في إسرائيل، ضمن عمليات منفردة أو بالاشتراك مع فصائل عراقية، لكن هذه هي المرة الأولى التي يستهدفون فيها تل أبيب على ما يبدو.

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر، يشنّ الحوثيون،عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يؤكدون أنها على صلة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، وجاء الهجوم الأخير بعد أن هددوا بالتصعيد.

تصعيد على المحك

ويأتي ذلك في وقت تتوالى فيه التحذيرات الدولية من مخاطر توسع الحرب المستعرة في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تقصف إسرائيل غزة مذ ذاك الوقت، وقتل جراء حربها الدامية على القطاع قرابة 38919 فلسطينياً.

ويرتفع عدد القتلى في غزة على نحو مطّرد، على الرغم من المناشدات الدولية للقوات الإسرائيلية للحد من الضرر الواقع على المدنيين في المرحلة الجديدة لهجومها العسكري البري في غزة الذي بدأته في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، بعد انتهاء هدنة مع حركة حماس.

وقصفت الضربات الجوية الإسرائيلية المنشآت الصحية والمستشفيات، فيما اعتقلت إسرائيل عدداً من العاملين في القطاع الطبي أثناء هجومها البري، وتعد الخدمات الصحية بغزة في وضع كارثي، وفقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية.

جبهة لبنان

وفي لبنان أيضاً تصاعدت حدة المواجهات على جانبي الحدود الجنوبية، الجمعة، وشنت الطائرات الحربية والمسيَّرات الإسرائيلية سلسلة غارات على عدد من المواقع والأهداف داخل الأراضي اللبنانية، فيما أمطر «حزب الله» المستوطنات بعشرات الصواريخ رداً على القصف الإسرائيلي للقرى الحدودية وعلى عمليات اغتيال مقاتلين وكوادر وعناصر في صفوفه وفي صفوف حلفائه، في وقت دعا مبعوث روسي من السراي الحكومي إلى ضبط النفس تمهيداً لإحياء عملية السلام.

وواصلت القوات الإسرائيلية، الجمعة، استهداف قرى وبلدات جنوب لبنان بالقصف المدفعي والغارات الجوية، واستهدف الطيران الحربي بلدة حولا بغارتين متتاليتين، كما استهدفت مُسيَّرة إسرائيلية بلدة عيتا الشعب في القطاع الأوسط، ثم أغار الطيران الحربي على البلدة نفسها، واستهدف القصف المدفعي والفوسفوري والقذائف الضوئية بلدة حولا وأطراف كفر حمام والهبارية، وطال القصف المدفعي أطراف بلدات شيحين مجدلزون، ومرتفعات بلدة شبعا.

وبالمقابل، نفذ «حزب الله»، الجمعة، عمليات استهدفت شمال إسرائيل، بينها قصف عدد من المستوطنات للمرة الأولى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض هدفاً جوياً أطلق من لبنان.

وقال «حزب الله» في عدة بيانات: إن مقاتليه استهدفوا موقع رويسات العلم في ‏تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ وابل الثقيل، ما ‏أدى إلى إصابة الموقع إصابة مباشرة وتدمير قسم منه واشتعال النيران فيه، وذلك ‏رداً على الاستهداف الإسرائيلي للمدنيين في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقر، كما استهدف مقاتلوه ‌‌انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ‏راميم بصاروخ بركان وأصابوه إصابة مباشرة واندلعت النيران في المكان، وكذلك استهدفوا موقع المطلة بقذائف ‏المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، إلى جانب استهداف ‏مرابض المدفعية في خربة ماعر وانتشار الجنود الإسرائيليين في محيطها بعشرات صواريخ ‏الكاتيوشا والفلق، وحققوا إصابات مباشرة، ‏كما أعلن استهداف مقاتليه ثلاث مستعمرات جديدة، لأول مرة، ‏وهي: أبيريم، ونيفيه زيف، ومنوت، ‏بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yx8st7nm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"