عادي
«الفاو»: الوضع الغذائي في غزة يتدهور والمجاعة تلوح في الأفق

مجازر إسرائيلية في خان يونس.. مقتل وجرح المئات وتهجير آلاف النازحين

00:57 صباحا
قراءة 4 دقائق

بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، اجتياحاً برياً جديداً للمناطق الواقعة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، والتي كان قد طلب من المدنيين اللجوء إليها باعتبارها «مناطق آمنة»، وطالب السكان بإخلائها على الفور، ما أدى إلى تهجير آلاف النازحين إلى تلك المناطق، بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي كثيف أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» من أن الوضع الغذائي في غزة يتدهور والمجاعة تلوح في الأفق، في حين نددت مصر والأردن بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار على قافلة تابعة لوكالة «الأونروا»، واعتبرت أن قطاع غزة أصبح «مقبرة» للقانون الدولي.

وذكرت مصادر فلسطينية أن دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي دخلت ضواحي شرق خان يونس، في المنطقة التي تم إخلاؤها، وأشارت إلى أن آليات عسكرية توغلت في بلدة عبسان وشرق خان يونس جنوبي قطاع غزة. وبحسب مصادر طبية، ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على خان يونس، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية إلى 77 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، بينما أجبر عشرات الآلاف من النازحين على الفرار، فيما زعم الجيش الإسرائيلي أن العملية العسكرية في المناطق الشرقية لخان يونس، تأتي بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل. وكان الجيش الإسرائيلي قد ارتكب 3 مجازر، أسفرت عن 23 قتيلاً و91 مصاباً خلال الساعات الماضية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة، مشيرة إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 39006 قتلى و89818 مصاباً، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي. ومع دخول الحرب يومها ال290، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متفرقة في القطاع، واستهدفت الغارات المناطق المأهولة والمربعات السكنية والمراكز الصحية، فيما تركز القصف على مدينة خان يونس خاصة في منطقة بني سهيلا.

ومن جانبها، شنت الفصائل الفلسطينية، أمس الاثنين، عدة عمليات نوعية في أنحاء قطاع غزة؛ إذ تصدت للقوات الإسرائيلية المتوغلة في مناطق عدة خاصة في رفح وفي خان يونس. وتزامنت هذه العمليات مع إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط في انفجار قنبلة يدوية في القطاع وفتح الشرطة العسكرية تحقيقاً لتحديد ملابسات الهجوم. وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، استهداف 3 دبابات من نوع ميركافا وجرافة «دي 9» (D9) عسكرية بقذائف «الياسين 105» وعبوة شواظ شرق خان يونس. أما في رفح، فأكدت القسام إيقاع أفراد قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح بعد الاشتباك معهم من المسافة صفر داخل مبنى في حي الفرقان بتل السلطان غربي المدينة. كما أعلنت تفجير جزء من نفق بقوة هندسة إسرائيلية في ذات المنطقة أثناء ضخها لغاز متفجر بداخله ما أحدث انفجاراً عكسياً باتجاهها.

ويأتي ذلك، وسط استفحال الأزمة الإنسانية وعدم توفر المياه الصحية في شمال القطاع، حيث ما زالت محطات تحلية المياه في محافظتي غزة والشمال خارج الخدمة بسبب عدم توفر الوقود، لليوم ال10 على التوالي. ويمنع الجيش الإسرائيلي لليوم ال75 على التوالي دخول الخضار والفواكه والمجمدات والمواد الأساسية لمحافظتي غزة والشمال، تزامناً مع منع دخول غاز الطهي منذ بداية الحرب. وقد حذر خبراء الأمن الغذائي من تدهور خطِر في الوضع الإنساني، وكشفت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) عن أرقام مقلقة تشير إلى اقتراب قطاع غزة من حافة المجاعة. وقال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إن الوضع الغذائي في قطاع غزة يسير من سيئ إلى أسوأ.

وأضاف في تصريحات صحفية أن 96% من سكان القطاع يعتبرون الآن في المرحلة الرابعة من الطوارئ، موضحاً أن 343 ألف شخص منهم وصلوا في 15 يونيو/حزيران الماضي، إلى المرحلة الخامسة من الطوارئ، والتي تعد المرحلة ما قبل المجاعة مباشرة.

وأشار إلى أن النزوح الداخلي المستمر للسكان ما بين الشمال والوسط والجنوب يصعّب من مهام إيصال وتوزيع المساعدات للسكان.

إلى ذلك، دانت مصر تعرض قافلة إغاثة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» كانت متجهة إلى غزة لإطلاق نار من قبل القوات الإسرائيلية، معتبرة ذلك فصلاً جديداً من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للقانون الدولي الإنساني.

وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، عبر منصة إكس: إن استهداف المساعدات الإنسانية وإعاقة دخولها إلى القطاع يزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني.

وندد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بإطلاق النار على قافلة «الأونروا»، ووصف الصفدي، على منصة «إكس» ما حدث بأنه «جريمة حرب»، وقال إنه «يجب حماية الأونروا وجميع الوكالات الإنسانية الأخرى والعاملين فيها من قوات الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب». وأضاف وزير الخارجية الأردني أن «غزة لم تصبح مقبرة للأطفال فحسب؛ بل أصبحت مقبرة للقانون الدولي، ووصمة عار على جبين النظام الدولي برمته».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uf3d9n6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"