عادي

مع اشتداد بؤس الحرب.. سجن في غزة أحب لأهلها من شوارعها

20:22 مساء
قراءة 3 دقائق
«الخليج» - وكالات
مع اشتداد الحرب الإسرائيلة المدمرة على قطاع غزة، لجأ مئات الفلسطينيين إلى منشأة في غزة كانت تُستخدم سجناً لاحتجاز القتلة واللصوص في وقت سابق، وذلك بعد أن تسبب القصف المستمر منذ أسابيع في تشريدهم وعدم وجود مكان آخر يذهبون إليه سوى افتراش الطرقات المهددة بالقصف.
وقالت ياسمين الدرديسي لوكالة أنباء «رويترز» إنها وعائلتها مروا على جرحى، لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتهم في أثناء إجلائهم من إحدى مناطق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة باتجاه سجن أصداء المركزي في غزة.
وأضافت ياسمين أنها أمضت هي وعائلتها يوماً تحت شجرة قبل أن ينتقلوا إلى هذا السجن السابق، حيث يعيشون الآن في غرفة للصلاة.
وتوفر الغرفة لهم الحماية من أشعة الشمس الحارقة، لكنها غير مجهزة على الإطلاق للمعيشة. ويعاني زوج ياسمين من فشل في إحدى كليتيه ويعيش برئة واحدة، وقالت إنه ليس لديه أي فراش. وأضافت ياسمين التي تخشى مثل الكثير من الفلسطينيين من إجبارها على النزوح مرة أخرى: «لحتى الآن أصلا احنا مش مستقرين فيه كمان».
  • لا مكان يخلو من القصف
وتدعي إسرائيل أنها تبذل قصارى جهدها لحماية المدنيين في حربها مع حماس التي تدير قطاع غزة، فيما يقول فلسطينيون، نزحوا عدة مرات بالفعل، إنه لا يوجد مكان في غزة يخلو من القصف الإسرائيلي، الذي حول أجزاء كبيرة من غزة إلى أنقاض.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل 90 فلسطينياً على الأقل في منطقة المواصي الإنسانية في 13 يوليو/تموز في هجوم قالت إسرائيل إنه استهدف قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف. وقالت الوزارة، الخميس، إن غارات جوية إسرائيلية على مناطق شرقي خان يونس أدت إلى مقتل 14 شخصاً.
ودُمرت أحياء بأكملها في واحد من أكثر الأماكن كثافة سكانية في العالم، حيث ينتشر الفقر والبطالة على نطاق واسع منذ فترة طويلة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة أصبحوا الآن نازحين داخلياً.
  • افترشوا الأرض
وقالت سارية أبو مصطفى لرويترز: إن القوات الإسرائيلية أبلغتها هي وعائلتها بضرورة الفرار بحثاً عن مأوى لأن الدبابات كانت في طريقها إليهم. وبعد أن ناموا في العراء على أرض رملية، وجدوا ضالتهم في هذا السجن بين الأنقاض والثقوب التي تملأ جدران المباني التي خلفتها المعارك التي دارت هناك. وكان السجناء قد أُطلق سراحهم قبل وقت طويل من الهجوم الإسرائيلي.
وقالت: «ما أخدناش معنا ولا اشي، وماشية جينا هنا مشي، أطفال صغار يمشوا معانا»، مضيفة أن الكثير من النساء كان معهن خمسة أو ستة أطفال وكان من الصعب العثور على الماء. واحتضنت ابنة أخيها التي ولدت في أثناء الصراع الذي أدى إلى مقتل والدها وإخوتها. ويقول مسؤولو صحة فلسطينيون إن أكثر من 39 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم اللاحق الذي شنته إسرائيل على القطاع. ووصلت هنا السيد أبو مصطفى إلى السجن بعد نزوحها ست مرات. وإذا فشل الوسطاء المصريون والأمريكيون والقطريون في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار الذي قالوا في أكثر من مناسبة إنه قريب، فقد تضطر هي وغيرها من الفلسطينيين إلى النزوح مرة أخرى.
وقالت: «وين بدنا نروح؟ كل الأماكن اللي بنروح إليها خطِرة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ysrws3vp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"