عادي
صيفنا قراءة

د. فاطمة المعمري: الكتب تكشف لنا ذواتنا

23:29 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود

«على المرء أن يطوّع الوقت من أجل القراءة»، بهذه الكلمات تحرّض الكاتبة والباحثة والناقدة د. فاطمة المعمري، على ضرورة اقتناص مساحة من الوقت بشكل يومي من أجل المعرفة والاطلاع، فالقراءة هي حاجة ضرورية، وليست ترفاً، وهي مفتاح وعتبة مهمة للإنسان من أجل اكتشاف ذاته، والحياة من حوله، وتُغيّر من حياة المرء تماماً، وتفتح أمامه آفاقاً جديدة، وتقوده نحو عوالم لم يكن يدري عنها شيئاً.

وذكرت فاطمة المعمري أن الصيف مناسبة جيدة للقراءة، ربما بصورة أكبر من بقية المواسم، بخاصة للأطفال والطلاب، وكذلك للذين يقضون عطلاتهم في هذا التوقيت من العام، فالبقاء في البيت، أو في حالة السفر، يتيحان فرصة كبيرة من أجل قضاء الوقت في القراءة، وتحصيل المعارف، موضحة أن الاطلاع بالنسبة إليها ضرورة، واحتياج، وواجب تقوم به في كل الفصول، وبشكل يومي، وتقول: «في كل يوم اقتطع وقتاً للقراءة، حيث إن الكتابة نفسها لا يمكن أن تنجز من غير فعل الاطّلاع».

وتوضح أنها تمارس نوعين من القراءة، الأولى للتعلم بفعل التخصص والدراسة، وهي انتقائية بالضرورة، والثانية من أجل المتعة والمعرفة، وفي هذه الحالة فإنها تقبل على أشكال متنوعة من المعارف، وصنوف من الأدب، وهي في هذا النوع الأخير ليست لديها تفضيلات معينة، بل تقبل على المؤلفات التي تفتح لها آفاقاً جديدة، وتقدم لها إضاءات حول أشياء لم تكن تعرف عنها الكثير؛ لذلك فإن من المؤلفات التي توفر لها المتعة والمعرفة معاً، أدب الرسائل، والمذكرات، وكذلك الشعر الحديث.

  • تراث وتاريخ

وبحكم تخصصها فإن فاطمة المعمري تقبل كذلك على قراءة كتب ومراجع التاريخ، وبعض من الفلسفة، إضافة إلى المؤلفات التراثية، فعندما قامت بتأليف كتابها «السيف عند العرب»، استبقت تلك العملية بالاطّلاع على عدد من المراجع والكتب في التاريخ، والتراث العربي، كما أن عملها في وزارة الثقافة يتطلب منها الاطلاع بشكل مستمر على هذه الأنماط المعرفية، وهي تنصح القراء عموماً، بالإقبال على الكتب التي تتناسب مع ميولهم، إلى جانب أهمية خوض مغامرة قراءة المؤلفات في مجالات أخرى.

وبطبيعة الحال فإن الأدب يحتل مكانة مركزية في الخريطة القرائية لفاطمة لمعمري، التي تعمل خلال هذا الصيف على قراءة عدد من المؤلفات في الشعر، والرواية، وأدب المراسلات، إضافة إلى كتب في الميثولوجيا والتاريخ، كما تفضل قراءة الروايات التي حازت على جوائز عالمية، حيث يقودها الفضول لمعرفة الأسباب التي جعلت العمل السردي يتميز عن غيره.

  • رسائل

وفي جعبة فاطمة المعمري كتاب «مراسلات دوستويفسكي وتورغينيف»، بترجمة: محمد خميس، ويضم مُراسلات جرت بين اثنين من عمالقة الأدب الروسي، اللذين تركا بصمة كبيرة ليس في الأدب الروسي، فحسب، بل في الأدب العالمي أيضاً. كما يضمّ الكتاب أيضاً قصة لقاء هذين الكاتبين الكبيرين في مدينة بادن الألمانية، وكيف اختلفا وتخاصما، ثمّ افترقا إلى الأبد، والكتاب رحلة شيقة في عوالم الكاتبين،وتفسير مشوّق لطبيعتهما البشرية، وسلوكهما خارج الأدب.

وتقرأ أيضاً كتاب «الرسائل»، للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف، وهو من الأعمال التي تقدم إضاءات حول حياة وأدب المؤلف الشهير، بخاصة أن رسائله متنوعة وتتناول العديد من القضايا السياسية، والفكرية، والأدبية، وتتناول مواضيع مثل يوميات الترحال، وكتابة القصص، وتأليف المسرحيات، والحياة العائلية، والارتباطات الفكرية مع أبرز الأدباء، والناشرين، والمسرحيين، ويمكن اعتبار الكتاب سجلاً دقيقاً لكتّاب وشعراء العصر الفضي للأدب الروسي، لأن تشيخوف كان يراسل عشرات الأدباء الذين كان لهم دور كبير في تطور الحياة الأدبية.

وفي جانب الأدب نفسه، تقبل فاطمة المعمري على قراءة مختارات شعرية لآنا أخماتوفا، ذلك الصوت الأدبي الفريد، حيث تعد من أبرز شاعرات روسيا في عهد الاتحاد السوفييتي، وتحمل قصائدها الهمّ الروسي، وكيف يتعامل الإبداع مع الشمولية والدكتاتورية.

وهناك أيضا كتاب «الشعر الفرنسي الحديث»، للناقد والشاعر بول شاؤول، الذي يعمل في هذا الكتاب على تناول الاتجاهات والمدارس والتيارات الحديثة في الشعر الفرنسي، والعوامل التي شكلته، إضافة إلى الأساليب المتبعة والمواضيع.

كما تقرأ رواية «الجميلات النائمات»، للكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا، وهي من الأعمال الأدبية التي أحدثت ضجة كبيرة، وتحكي قصّة غريبة، عن منزل يقصده أصحاب الطبقة المخملية في المجتمع، حيث تجري الكثير من التفاصيل العجيبة، وهي الرواية التي أعجب بها كثيراً الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي ذكر أنه تمنى لو أنه قد كتب هذا العمل المميز.

  • فلسفة

ومن المؤلفات الفكرية، فإن فاطمة المعمري تعمل خلال هذا الصيف، على قراءة كتاب «تاريخ الفلسفة الروسية»، للكاتب والفيلسوف نيقولاي لوسكي، الذي يأخذ القراء في تفاصيل رحلة ممتعة للتعرف إلى تاريخ الفكر الروسي منذ بداية التفكير الفلسفي المستقل على يد اثنين من أصحاب النزعة السلافية، هما إيفان كيريفسكي، وخومياكوف، حتى التطورات الحديثة في الفلسفة الروسية، وأهم التيارات الجديدة فيها، وأعلام ذلك الفكر.

وفي جعبتها كذلك، كتاب «ميثولوجيا أديان الشرق الأدنى قبل الإسلام»، لمحمد الناصر صديقي، والذي يغوص عميقاً في التاريخ من أجل اكتشاف المعتقدات التي سادت قبيل ظهور الإسلام، تلك التي كان لها أثرها في العديد من الاتجاهات الفكرية بعد ذلك.

وتشير فاطمة المعمري إلى أنها تفضل القراءة بشكل عام، خارج المنزل، في المقاهي والحدائق، بل وحتى في مكان العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4469crmf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"