د. بسمة بشير*
تعيش الأسر في العصر الحديث تحت ضغوط متزايدة من الحياة اليومية، ما يجعل الحفاظ على نمط حياة صحي تحدياً كبيراً. تتطلب الحياة الصحية توازناً بين النظام الغذائي المتوازن، والنشاط البدني، والحفاظ على الصحة العقلية. وتبرز مشكلة اختيار الطعام الصحي كإحدى أهم القضايا التي تواجه العائلات اليوم، حيث يتعين عليها الاختيار بين الخيارات السريعة والمريحة، ولكن غير الصحية، والأطعمة الطازجة والمغذية التي تتطلب وقتاً وجهداً في التحضير.
يعتمد النظام الغذائي الصحي على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة التي توفر العناصر الغذائية الضرورية للجسم. يجب أن تحتوي الوجبات على الفواكه والخضراوات، البروتينات الخالية من الدهون، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان منخفضة الدهون. من المهم أيضاً تقليل استهلاك السكر، والملح، والدهون المشبعة.
ويعد النشاط البدني جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي. وينصح بممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومياً، لمعظم أيام الأسبوع. ويمكن أن تشمل الأنشطة البدنية المشي، الجري، ركوب الدراجة، أو حتى ممارسة التمارين الرياضية في المنزل.
ولا تكتمل الحياة الصحية من دون الاهتمام بالصحة العقلية. يتضمن ذلك تقنيات لإدارة التوتر مثل التأمل، «اليوغا»، وقضاء الوقت مع العائلة، والأصدقاء. ومن الضروري الحصول على قسط كافٍ من النوم والابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر والقلق.
وتواجه العائلات صعوبة في التوفيق بين الأطعمة السريعة المتاحة بسهولة، والأطعمة الصحية التي تتطلب وقتاً في التحضير. وتشير الدراسات إلى أن الطعام الجاهز يحتوي على مستويات عالية من الدهون المشبعة، الملح، والسكر، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، والسمنة. في المقابل، يتطلب إعداد الوجبات الصحية تخطيطاً مسبقاً والتزاماً.
في إحدى التجارب، قررت أسرة إجراء تغيير شامل في نمط حياتها الغذائي، بعد معاناتها من مشاكل صحية متعددة. بدأت الأسرة بتحضير وجباتها في المنزل باستخدام مكونات طازجة. تضمنت خطة الطعام الأسبوعية الخضراوات، والبروتينات الصحية، والحبوب الكاملة. كان ذلك يتطلب تنظيم الوقت والجهد، لكن النتائج كانت مذهلة. لاحظ أفراد الأسرة تحسناً في مستوى الطاقة، فقدان الوزن، وتحسن الصحة العامة. كما أصبح الوقت المخصص لتحضير الطعام وقتاً ممتعاً يجمع الأسرة.
*استشاري طب الأسرة
مستشفى إن إم سي رويال- الشارقة
