عادي
الشبكات الكبرى في سباق محموم

مناظرات ترامب وهاريس تشعل الصراع على كل الجبهات

21:47 مساء
قراءة 4 دقائق
هاريس وترامب

إعداد محمد كمال

في ظل شروط معينة، وافق مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، على مناظرة منافسته المحتملة من الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، التي أبدت استعدادها للمواجهة. لكن تجري حالياً في الكواليس مناقشات، في كلا المعسكرين، حول توقيت وعدد مرات المناظرات الرئاسية المحتملة، في ظل احتدام المنافسة بين الشبكات التلفزيونية الأمريكية الكبرى لاستضافة المناظرات.

ويبدو الزخم المصاحب للمناظرات المحتملة غير مسبوق، خصوصاً بعد أن أطاح الأداء الكارثي في المناظرة السابقة بالرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات، والتي استضافتها شبكة CNN، ما يجعل كل فريق يدرس أدق التفاصيل قبل الإعلان عن خوض أي مناظرة جديدة.

  • صراع القنوات

ومع بقاء أقل من 100 يوم قبل أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع، عمّت الفوضى حول نقاشات المناظرات المحتملة، إذ تتردد حملة ترامب بشأن الموافقة على مناظرة عبر شبكة ABC المقرر إجراؤها في 10 سبتمبر/ أيلول، وهي المناظرة الوحيدة المدرجة حالياً في الجدول الزمني.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن شبكة NBC News تجري كذلك محادثات مع كل حملة حول إضافة مناظرة، في حين أن CBS News قدمت مقترحاً هي الأخرى، كما اقترحت قناة FOXNEWS الأسبوع الماضي، إجراء مناظرة في 17 سبتمبر/ أيلول.

ومنذ عام 1988، تواجه المرشحون الرئاسيون في مناظرات عدة، نظمتها لجنة المناظرات الرئاسية التابعة لطرف ثالث. لكن الرئيس بايدن وترامب، استغنيا عن اللجنة، واتفقا على وضع قواعدهما الخاصة، بما في ذلك مناظرة 27 يونيو/ حزيران على شبكة «سي إن إن»، والتي وضعت حملة بايدن في دوامة درامية.

وأدى دخول هاريس السباق، حيث سيطرت بسرعة مذهلة على ترشيحات الحزب الديمقراطي، إلى قلب خطط كل حملة رأساً على عقب، ما أدى إلى مفاوضات فوضوية على نحو غير عادي لإجراء المناظرات، خصوصاً مع إظهار استطلاعات الرأي تمكنها من تضييق الفارق مع ترامب.

  • إشارات متضاربة

وأرسل ترامب إشارات متضاربة بشأن مناظرة هاريس، حيث قالت حملته، الأسبوع الماضي، إنه يريد الانتظار للتأكد من أن هاريس هي المرشحة بالفعل، وقال إنه يود المناظرة على قناة فوكس نيوز بدلاً من شبكة ABC.

وتوضح جين هول، الأستاذة في كلية الاتصالات بالجامعة الأمريكية: «سيكون من الصعب على ترامب عدم مواجهة هاريس، لأنه سيبدو جباناً، ومن المؤكد أنها ستستغل ذلك على هذا النحو»، وبالفعل عندما قال ترامب إنه سينتظر لحين ترشيحها، قالت: أين جملته الشهيرة «في أي مكان وأي زمان»؟

وقال ترامب، الأسبوع الماضي، إنه لم يقرر أي شيء «لأن مناظرة سبتمبر التي وافق عليها كان يفترض مواجهة بايدن خلالها». وأضاف في لقاء على قناة فوكس نيوز: «ربما ينتهي بي الأمر إلى المناقشة.. لكن يمكنني أيضاً تقديم حجة لعدم القيام بذلك».

وقال مسؤول مقرب من ترامب، إنه من المرجح أن يناظر هاريس، لكن انسحاب بايدن تعني أن حملته تعيد ترتيب أوراقها. وأضاف المسؤول أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ترامب سيستعد بشكل مختلف للمناظرة ضد هاريس، أو أي مرشح آخر غير بايدن.

وافق ترامب في البداية على مناظرة بايدن على قناة ABC News، لكنه وصفها مؤخراً، بالتحيز، وقال إن الحدث يجب أن ينتقل إلى Fox News.

  • هجمات هاريس

ويقول مارك لوكاسيفيتش، المدير التنفيذي السابق لشبكة «إن بي سي نيوز» والذي نظم 10 مناظرات ومنتديات رئاسية: «من المحتمل أن تكون هناك مناظرة أخرى، وربما أكثر من مناظرة.. أعتقد أنه من المحتمل أيضاً أن تصمد حملة ترامب لمناظرة واحدة على الأقل يستضيفها منفذ إعلامي».

وأثارت هاريس الجدل بعد اتهامها ترامب ب«التراجع» عن موافقته على إجراء مناظرة في العاشر من سبتمبر/ أيلول. وقالت: «أعتقد أن الناخبين يستحقون رؤية الشاشة المنقسمة الموجودة في هذا السباق».

وقال مايكل تايلر، المتحدث باسم حملة هاريس: «إذا كان ترامب وفريقه يقولون أي شيء آخر غير «سنراكم هناك»- ويبدو أنهم كذلك - فهذا تراجع، لكنه متوقع من فريق ترامب».

  • مناظرة نائب الرئيس

كما أن خطة مناظرة نائبة الرئيس غير مؤكدة أيضاً، حيث كانت هاريس قد وافقت على اقتراح شبكة «سي بي إس نيوز» قبل انسحاب بايدن من السباق، بينما وافق ترامب على اقتراح فوكس. وليس من المرجح أن تعود مفاوضات مناظرة نائب الرئيس بشكل جدي حتى تستقر هاريس على نائبها المحتمل.

ولطالما كانت المناظرات بمثابة ورقة قوية في السباقات الرئاسية، إذ يمكن لبضع ثوان رئيسية، مثل سطر واحد لاذع، أو خطأ محرج، أن يبدل احتمالات فوز مرشح على الآخر، فيما تمثل بالنسبة للشبكات مصدر جذب كبير للجمهور.

وقد أبرزت المناقشة التي أجرتها شبكة «سي إن إن» في يونيو/ حزيران، في استوديوهات الشبكة في أتلانتا، مدى حجم التأثير. حيث تعثر بايدن، مراراً وتكراراً، في كلماته، وواجه صعوبة في إكمال الإجابات، وهو أداء كارثي أجبره على الانسحاب من السباق، وقد تابع ذلك الهواء مباشرة أكثر من 51 مليون مشاهد، عبر 17 شبكة.

  • ترتيبات المناظرة

وفي مناظرة «سي إن إن»، لم يكن هناك جمهور وتم كتم صوت ميكروفونات كل مرشح عندما لم يكن دوره في التحدث، ما حدّ من قدرتهما على مقاطعة كل منهما الآخر، فيما أكدت الشبكات الأخرى أنه قد تأخذ بهذا الاقتراح خلال المناظرات المقبلة.

وفي اقتراحها، الأسبوع الماضي، لحملتي ترامب وهاريس، قالت «فوكس نيوز» إنها تصورت مناظرة في ولاية بنسلفانيا، لكنها كانت مرنة في ما يتعلق بالتاريخ، والشكل، والموقع، وما إذا كان الجمهور سيكون حاضراً. واقترحت لإدارة المناظرة كل من مارثا ماك كالوم، وبريت باير، اللذين أدارا العام الماضي، أول مناظرة للحزب الجمهوري في ميلووكي، كمشرفين.

وأشاد ترامب، الذي كان منتقداً لاذعاً لشبكة CNN منذ فترة طويلة، بتعامل الشبكة مع مناظرة يونيو/ حزيران في تجمع حاشد في فيرجينيا، قائلاً إن المشرفين دانا باش وجيك تابر «تعاملا بشكل عادل للغاية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ahatwh6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"