عادي

تعرف إلى الفيلسوف الذي مات من فرط الضحك

21:11 مساء
قراءة دقيقتين
تمثال نصفي لخريسيبوس

الشارقة: علاء الدين محمود

يقال: إن الموت بسبب الضحك هو شكل نادر للغاية من أشكال الموت، وعادة ما يكون ناتجاً عن سكتة قلبية، أو اختناق ناتج عن نوبة من الضحك، وقد سُجلت العديد من حالات الموت بالضحك من العصور القديمة إلى العصر الحديث، وفي كثير من الأحيان، تستخدم عبارة «الموت من الضحك»، للمبالغة، لكن ذلك ما حدث لشخصية شهيرة وهو الفيلسوف اليوناني خريسيبوس سوليوس، «نحو 279-206 قبل الميلاد».

وخريسيبوس هو فيلسوف رواقي، يعود أصله إلى «قيليقية»، لكنه انتقل إلى أثينا حين كان شاباً، حيث أصبح تلميذاً لكليانثس في المدرسة الرواقية. حين مات كليانثس في نحو العام 230 قبل الميلاد، أصبح خريسيبوس ثالث رئيس للمدرسة بصفته كاتباً غزير المؤلفات، وقد عرف عنه أنه قد وسع المذاهب الأساسية لزينون الرواقي، ما أكسبه لقب المؤسس الثاني للرواقية.

برع خريسيبوس في المنطق ونظرية المعرفة والأخلاقيات والفيزياء. ابتكر نظاماً جديداً للمنطق الافتراضي من أجل فهم أفضل للكون ودور البشرية فيه، وقد التزم برؤية حتمية للقدر، لكنه مع ذلك بحث في دور الحرية الشخصية في الفكر والعمل، كما أنه آمن بأن الأخلاق تعتمد على فهم طبيعة الكون، ودرّس العلاج بالتخلص من العواطف الجامحة التي تثبط الروح وتسحقها. بدأ بفضله نجاح الرواقية بصفتها واحدة من أكثر الحركات الفلسفية تأثيراً لقرون في العالم اليوناني والروماني.

المفارقة العجيبة في وفاة خريسيبوس، هي الموت من فرط الضحك، وهي تبدو مسألة غريبة في كون أن الرجل من أهل الفلسفة الذين عرف عنهم الصرامة والجدية، لكن يبدو أن المنظر الذي شاهده خريسيبوس أثار في نفسه قدراً كبيراً من التعجب أو ربما التأمل العميق الذي قاده نحو ضحك ساخر أودى بحياته المديدة التي قضاها في الفلسفة والعلوم والتأليف.

وتقول حكاية الرواية الشهيرة عن موت خريسيبوس: إن الرجل أثناء جلوسه في الطريق يتأمل الوجود، شاهد حماراً يأكل بعضاً من التين، فصرخ في صاحبه: ماذا يفعل هذا الحمار، لماذا يأكل كل تلك الكمية من التين، وبينما هو يشاهد الحمار يرتوي من الشراب الذي أمامه دخل في نوبة من الضحك المتواصل، ربما بسبب حركات الحمار، حتى مات، لتنتهي بتلك الطريقة الغريبة حياة مفكر كبير كان له أثره في الفلسفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ns8xzfx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"