القاهرة: انتصار صالح
في حفل فني بسيط مفعم بالكثير من المشاعر والحميمية، انطلقت فعاليات الدورة ال 17 للمهرجان القومي للمسرح المصري، الثلاثاء، على المسرح الكبير في دار الأوبرا، بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والفنان محمد رياض رئيس المهرجان، وسيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب التي تحمل هذه الدورة اسمها، ود. نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة السابقة، وحشد كبير من نجوم الفن وصنّاع المسرح، ومنهم النجوم إلهام شاهين، صلاح عبدالله، محمد محمود، رانيا فريد شوقي، أحمد كمال، أحمد فؤاد سليم، فردوس عبد الحميد، المخرج محمد فاضل وغيرهم.
شهد الحفل تكريم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وعشرة من مبدعي المسرح، هم النجوم: أحمد بدير، أحمد آدم، أسامة عباس، وتسلم التكريم نجله، سلوى محمد علي، حسن العدل، الدكتورة نجوى عانوس أستاذ النقد المسرحي في كلية الآداب جامعة الزقازيق، المخرج والفنان عزت زين من رواد مسرح الثقافة الجماهيرية، الفنان ومخرج الأوبرا الدكتور عبدالله سعد، مصمم الاستعراضات، الدكتور عاطف عوض العميد السابق للمعهد العالي للباليه، والمؤلف والمنتج المسرحي الكبير أحمد الإبياري.
*تيارات
بدأ حفل الافتتاح بتقديم عرض استعراضي بعنوان «أستاذ جمهور»، من إخراج نادر صلاح الدين، ودار حول أهمية الجمهور واستخدام جميع عناصر وأدوات العمل المسرحي من أجل إرضائه وحصوله على المتعة المسرحية، العرض بطولة طلبة ورش التمثيل بالمهرجان والفرقة الاستعراضية، والتأليف الموسيقي محمود طلعت، تصميم الديكور لمحمد الغرباوي، الاستعراضات لمصطفى حجاج، وتصميم الإضاءة لياسر شعلان، ثم اختتم الحفل بعرض فيلم قصير بعنوان «سيدة المسرح العربي»، تأليف نادر صلاح الدين، وإخراج أشرف فايق، بطولة الفنانة سميحة أيوب، الفنان أيمن الشيوي، مازن نادر محمد، سارة الشرقاوي، المخرج محمد يوسف المنصور وحنين وهدير طلعت، وعدد من طلبة وطالبات ورش التمثيل بالمهرجان القومي للمسرح.
جاء الحفل معبراً عن تنوع تيارات المسرح المصري في الاحتفاء بمسرح القطاع الخاص والدولة والمستقلين والثقافة الجماهيرية وإنْ شابه طول فقرة التكريمات، حيث طال الحفل لمدة ثلاث ساعات، لأن إدارة المهرجان بدأت تقليداً بأن يقوم مجموعة من النجوم بتقديم المكرمين ويقدم كل منهم نبذة عن المسيرة الفنية للمكرم، وهوما أدى إلى طول هذه الفقرة، إضافة إلى كلمات المكرمين أنفسهم وإن كانت عفوية وعاطفية، الكلمات أشاعت حالة من الحيوية والبهجة في الحفل خاصة خلال تقديم النجم صلاح عبدالله لصديقه ورفيق مسيرته الفنية النجم أحمد آدم، وللمنتج الكبير أحمد الإبياري أحد نجوم مسرح القطاع الخاص، كما حرصت النجمة سلوى محمد علي خلال تكريمها على استعراض تاريخ نشأة وتطور فرق المسرح المستقل المصري وأبرز نجومه، وهي إحدى المشاركات فيه منذ بداية مسيرتها الفنية.
وفي كلمته حرص وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو على تحية سميحة أيوب كرمز عظيم، وأيقونة فنية، صاحبة عطاء متدفق ومسيرة حافلة بالإبداع والتأثير، ساهمت في تشكيل وجدان أجيال من الفنانين، وأشار إلى أن المسرح جزء أصيل من هويتنا الوطنية، ومرآة تعكس همومنا وآمالنا، وتسهم في تشكيل وعي مجتمعنا، وسلاح في وجه الأفكار الهدامة، وقدم نماذج فريدة من الإبداع والتجديد، أثرت في المسرح العربي بأكمله، ونطمح إلى مستقبل يكون فيه المسرح المصري قوة دافعة للتغيير والإبداع، يساهم في تطوير المشهد الثقافي، لينطلق نحو آفاق رحبة من الإبداع.
*مدارس
وقال الفنان محمد رياض: «إن المهرجان يمثل ساحة للنقاش والتقاء المدارس المسرحية بكافة أطيافها، من خلال مشاهدة العروض وحضور الندوات الفكرية والورش المسرحية، وفي أكبر ملتقى لعروض المسرح المصري، نجدد سنوياً الأمل في مشاهدة أعمال تمثل نهضة فنية ومسرحية، ورؤية أجيال جديدة تنهض لتصنع وترسم مستقبلها ومستقبل المسرح المصري، ومتابعة أجيال أكبر، لا تزال تقدم الإبداع من أجل إسعاد الجمهور، وتعبر عن قضايا الوطن».
يتنافس على جوائز المهرجان 33 عرضاً تمثل مختلف جهات الإنتاج، إضافة إلى ثلاثة عروض تقدم على الهامش، ويحتفي الملتقى الفكري المصاحب للمهرجان هذا العام بإبداع المرأة تحت عنوان «المرأة المصرية والفنون الأدائية»، ويصدر المهرجان 13 كتاباً عن المكرمين إضافة إلى ملخص أبحاث الملتقى الفكري ودليل المهرجان.
