عادي

ماذا بعد اغتيال هنيّة في طهران؟

18:25 مساء
قراءة 4 دقائق
هنية

(وكالات)

يشكّل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنيّة، بعد ساعات قليلة من انتهاء حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، في طهران، تحوّلاً دراماتيكياً في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، ومن ورائها الفصائل الفلسطينية، والمحور الداعم لها وأبرزه إيران، إذ تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب وفق معادلة «الرّد والرّد المضاد»، مع عملية الاغتيال.

ولعملية الاغتيال تداعيات كبيرة تمسّ الإقليم ككل، ولن تكون ارتداداتها محصورة بحماس فقط، التي خسرت زعيمها، وما سيتركه ذلك من فراغ في هذا التوقيت الحرج، بل إن إيران في وجه العاصفة الآن، لأن الضربة وقعت في حاضرتها، وبعد احتفال رسمي لرئيس البلاد، في حين ستنعكس العملية على محادثات الهدنة، الهادفة لإنهاء حرب غزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع، واحتواء التصعيد في المنطقة، في ظل زيادة رقعة المواجهات في الشمال.

  • إيران تتوعد ب«أشد عقاب»

في أوّل ردّ بعد قتل هنيّة، توعّد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بإنزال أشدّ العقاب بإسرائيل المتهمة باغتيال إسماعيل هنيّة. وقال خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): «بهذا العمل جرّ النظام الإسرائيلي على نفسه أشدّ العقاب، ونعتبر من واجبنا الثأر لدماء (هنيّة) التي سُفكت على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية».

ولم يكن تهديد خامنئي بالانتقام لهنية الأول من جانب طهران، حيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن طهران ستجعل «المحتلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة». وأضاف بزشكيان، وفق وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن بلاده «ستدافع عن كرامتها وسلامة أراضيها».

  • واشنطن تنفي التهم

قالت وزارة الخارجية الإيرانية: «إن طهران تؤكد مسؤولية أمريكا عن اغتيال إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس». وأضافت أن «طهران تحتفظ بحق الرد على نحو متناسب على هذا العمل العدواني على سيادتها».

في المقابل، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن مقتل إسماعيل هنيّة: «هو أمر لم نكن نعلم أو نشارك فيه». وأضاف بلينكن أن «السبيل الأفضل لتهدئة التوترات هو وقف إطلاق النار». وأكد أنه «من المهم للغاية إطلاق سراح الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة».

  • حزب الله: سنزداد عناداً

أصدر حزب الله بياناً، قال فيه إن عملية اغتيال هنيّة «ستزيد المقاومين في كل ‏الساحات، إصراراً وعناداً، على مواصلة الطريق، وستجعل عزيمتهم أقوى ‏في مواجهة العدو». يأتي بيان حزب الله في نعي هنيّة غداة غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنان، أعلنت أنها استهدفت قائداً بارزاً في الحزب.

وقال حزب الله اللبناني، إن القائد فؤاد شكر المستهدف بالغارة، كان موجوداً في المبنى الذي استهدف بضاحية بيروت الجنوبية، مساء الثلاثاء، وأنه ما زال ينتظر رفع الأنقاض لمعرفة مصيره، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أنه نجح في اغتيال شكر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الجيش الإسرائيلي «قضى» على من وصفه برئيس الأركان في حزب الله فؤاد شكر، بعملية «قاتلة ودقيقة» في ضاحية بيروت الجنوبية. وأضاف غالانت في منشور على منصة «إكس»، أنه باغتيال شكر «أكدنا اليوم أن بمقدرتنا الوصول لكل مكان من أجل تدفيع ثمن من يمس بإسرائيل»، وفق تعبيره.

في حين أن إسرائيل تتهيأ لردّ قوي من حزب الله على عملية الاغتيال.

  • حدث فارق

قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، إن اغتيال القائد السياسي للحركة إسماعيل هنيّة «ينقل المعركة لأبعاد جديدة»، مؤكدة أن دماءه «لن تذهب هدراً».

وقالت الكتائب في بيان: «عملية الاغتيال الإجرامية بحق القائد هنيّة، وفي قلب العاصمة الإيرانية، حدث فارق وخطر، ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة، وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها». وأضافت كتائب القسام أن «العدو أخطأ التقدير بتوسيعه لدائرة العدوان واغتيال قادة المقاومة في مختلف الساحات، وانتهاك سيادة دول المنطقة».

  • إسرائيل صامتة

طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الوزراء عدم التعليق على اغتيال هنيّة. إلا أن وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، علق على الحدث قائلاً إن «موت هنيّة يجعل العالم أفضل قليلاً، لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الوهمية».

وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن الجيش الإسرائيلي أبلغها أنه «لا يرد على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية»، بعد الإعلان عن اغتيال هنيّة.

  • مآلات اتفاق الهدنة

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد بغزة يدفع لتساؤل عن كيفية إجراء مفاوضات فيها طرف يقتل من يفاوضه».

جاء ذلك في منشور على منصة «إكس» لرئيس وزراء قطر التي تقود منذ أشهر مع مصر والولايات المتحدة، وساطة لبحث وقف الحرب الإسرائيلية المدمّرة المتواصلة على قطاع غزة منذ 10 أشهر.

وقال المسؤول القطري إن «نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل: كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟». وأضاف أن «السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادّين، وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة».

ووصف محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اغتيال هنيّة بأنه «جريمة بشعة تضاف لسجل جرائم إسرائيل».

وعن تداعيات اغتيال هنيّة، شدد مستشار الرئيس الفلسطيني على أن «اغتيال هنية يعقّد الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، وسيلقي بظلاله على كل شيء»، وفق حديثه لموقع «سكاي نيوز عربية».

وأكد مستشار عباس أنه «رغم انهيار المفاوضات عقب حادث الاغتيال، فإن الأولوية من حيث المبدأ لا تزال وقف العدوان وقفاً شاملاً، داخل فلسطين وخارجها، ضد أبناء الشعب الفلسطيني. لا نريد أن يستمر هذا العدوان لأنه استمراره يعني استمرار خسارة أبناء الشعب الفلسطيني».

وقال: «نحن في خضم معركة واستهداف متواصل، ولن تتوقف إسرائيل عن جرائمها، ولا يتوقع أحد أن يتوقف الشعب الفلسطيني عن استعادة حقوقه، وإقامة دولته، وتقرير مصيره».

  • إسرائيل ملتزمة بالمفاوضات

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: إننا ملتزمون تجاه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ونريد إنجاح اتفاق تحرير الرهائن.

وعلى الصعيد ذاته، قالت وزارة الخارجية القطرية: إن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقّى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بحثا خلاله مواصلة العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ypaw689c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"