هل «وول ستريت» في منطقة تصحيح؟ وهل أمريكا في ركود؟

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في وقت مبكر من يوم الاثنين بعد أسبوع متقلب لوول ستريت، حيث انخفض مؤشر ناسداك المركب إلى منطقة التصحيح.

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنحو 600 نقطة، أو 1.5٪. انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 والعقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.8٪ و 4.9٪ على التوالي.

فهل دخلت وول ستريت في منطقة التصحيح؟ وهل الاقتصاد الأمريكي في ركود؟ 

تثير المخاوف الاقتصادية المتزايدة قلقاً في «وول ستريت» من احتمالية أن يُبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة وتكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة طويلة للغاية، الأمر الذي يضر بالنمو الأمريكي. 

وبحسب بعض المستثمرين، فإن البيانات قد تكون مجرد سبب لجني الأرباح بعد الأداء القوي للسوق بشكل عام في عام 2024.

وقال مايكل بورفيس الرئيس التنفيذي لشركة «تالباكين كابيتال أدفايزرز»: «هذا عذرٌ جيد للمستثمرين للبيع بعد ارتفاع كبير منذ بداية العام. لكن، يجب عليهم الاستعداد لبعض التقلبات الكبرى، قصيرة الأجل، خصوصاً في أسهم التكنولوجيا».

وأدى انخفاض أسماء التقنية ذات الوزن الثقيل إلى تعميق خسائر مؤشر «ناسداك المركب» إلى أكثر من 10% من أعلى مستوى إغلاق قياسي له في يوليو/تموز وانخفض «ستاندرد آند بورز» القياسي بنسبة 5.7% من ذروته للفترة نفسها.

وقال واصف لطيف، رئيس ومدير الاستثمار في شركة «سارمايا بارتنرز»: «هذا هو شكل الخوف من النمو، الآن يدرك السوق أن الاقتصاد يتباطأ بالفعل».

• أسبوع قاس

تخرج وول ستريت من أسبوع قاسي. يوم الجمعة، أنهى مؤشر ناسداك الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، مما أدى إلى انخفاض المؤشر الثقيل للتكنولوجيا بأكثر من 10٪ من الرقم القياسي الذي سجله الشهر الماضي.

كما سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسبوع الثالث على التوالي من الخسائر، بنسبة 2٪ خلال الأسبوع. حتى مؤشر داو جونز الصناعي، الذي كان يتفوق في الأداء، كسر سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع، حيث انخفض بنسبة 2٪.

كما تراجعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية. حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات يوم الجمعة 3.79%، بانخفاض عن مستواه قبل أسبوع واحد عند 4.20%.
وتفاقم التراجع الأخير في الأسهم يوم الجمعة عندما أثار تقرير الوظائف المخيب للآمال مخاوف المستثمرين من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ارتكب خطأ الأسبوع الماضي عندما أبقى أسعار الفائدة دون تغيير، وأن الاقتصاد يتجه نحو الركود.

• التحرك الهبوطي

سيراقب المستثمرون الآن لمعرفة ما إذا كان هذا التحرك الهبوطي يمكن أن يستمر. مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أقل بنسبة 5.7% عن أعلى مستوى له على الإطلاق. مؤشر داو جونز منخفض بنسبة 3.9%.

قال كيث ليرنر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Truist Wealth، لـ«سي إن بي سي»: «أعتقد أننا في تلك الفترة التصحيحية، لكننا ما زلنا نعتقد أن اتجاه السوق الصاعد سليم.. سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لتجاوز هذه الفترة الأكثر اضطرابًا».

سوف يتم مراقبة «أبل» أيضا عن كثب عندما يفتح السوق يوم الاثنين بعد أن تخلصت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارين بافيت من ما يقرب من نصف حصتها في صانع iPhone.

• أداء شركات الخدمات

تتضمن البيانات الاقتصادية المقرر صدورها يوم الاثنين مؤشر مديري المشتريات للخدمات ISM لشهر يوليو، وهو مقياس لأداء شركات الخدمات الأمريكية والذي من المقرر أن يظهر ارتفاعًا إلى 50.9، ارتفاعًا من 48.8 سابقًا.

قد يكتسب المستثمرون بعض البصيرة حول كيفية تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع أسعار الفائدة في الأسبوع المقبل. ستتحدث رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي في هاواي التنفيذي التعاوني بعد الإغلاق يوم الاثنين.