عادي

«حرب غزة» كلمة السر في اختيار هاريس لوالز على حساب شابيرو

19:56 مساء
قراءة 4 دقائق
1
«حرب غزة» كلمة السر في اختيار هاريس لوالز على حساب شابيرو

إعداد: محمد كمال

بينما كانت غالبية التوقعات حوال المرشح لمنصب الرئيس داخل المعسكر الديمقراطي تذهب إلى جوش شابيرو، حاكم ولاية بنسلفانيا، فقد فاجأتهم كامالا هاريس باختيار حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، ليصاحبها على تذكرة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في الوقت الذي كشفت مصادر مطلعة عن أسباب هذا القرار، والتي كان من بينها قول والز إنه «لن يترشح يوماً لمنصب الرئيس»، إضافة إلى موقف كلا المرشحين من تظاهرات الطلبة الداعمة للفلسطينيين.

وخلال اتصالها لإخباره بقراره ألمحت هاريس لنائبها والز أنهما على ما يبدو المستضعفان في السباق الانتخابي، ضد الجمهوريين دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، ومن ثم ستكون فرصتهما في كسب مزيد من الأصوات المتعاطفة أكثر، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.

وبعد إجراء مقابلات مع ثلاثة من كبار المتنافسين بما في ذلك والز الأحد الماضي، كانت هاريس تميل لاختيار حاكم مينيسوتان؛ إذ أخبرت مستشاريها أثناء مداولاتها أنها أعجبت بعلاقتها مع والز خلال المقابلة، وكذلك تجربته التنفيذية كحاكم لفترتين، وفقاً لشخص مقرب من المداولات. وذلك بعد أن قامت بمنصب نائب الرئيس بنفسها؛ إذ اعتقدت أنه يحقق متطلباتها الرئيسية لهذا الدور، وفق مصدر مطلع والذي قال إنها اعتبرته: «نائب رئيس يمكن أن تثق به وشريكاً حاكماً قادراً». وقال أحد المصادر المطلعة إن والز أوضح أيضاً خلال العملية أنه لا ينوي الترشح للرئاسة.

واعتبر بعض المقربين من هاريس أن والز، وهو مدرس سابق في المدرسة الثانوية ومدرب كرة قدم، يشبه «المدرب تايلور»، الشخصية الرئيسية في البرنامج التلفزيوني الشهير «أضواء ليلة الجمعة». والذي واجه ضغوطاً هائلة لتحقيق الفوز وإرضاء المجتمع في بلدة صغيرة بولاية تكساس تعشق كرة القدم الأمريكية.

ومع الإعلان الرسمي عن اختيار والز، تفاجأ الكثيرون في الحزب الديمقراطي؛ إذ اعتقدوا أنها ستميل لصالح شابيرو، الحاكم الوسطي، الذي يتمتع بنسبة تأييد عالية في ولاية بنسلفانيا التي يجب الفوز بها في سبيل الوصول إلى البيت الأبيض. لكن شابيرو واجه معارضة بشأن عدد من القضايا التي شعر بعض الديمقراطيين أنها يمكن أن تشكل عائقاً. كما أعرب بعض أفراد فريق هاريس عن إحباطهم من ضغوط مارسها حلفاء شابيرو.

  • شابيرو وفلسطين

من بين الأمور التي أثارت جدلاً حول شابيرو كان دعمه لقسائم المدارس الخاصة، ما أدخله في خلاف مع نقابات المعلمين. كما تعرض تعامله مع شكوى التحرش ضد أحد كبار مساعديه لتدقيق جديد. كما انتقد الناشطون المؤيدون للفلسطينيين، الذين احتجوا منذ أكتوبر/تشرين الأول ضد دعم إدارة بايدن للحرب الإسرائيلية في غزة، طريقة تعامل شابيرو مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في ولايته، خصوصاً مع تحدثه بصوت عال عن هويته اليهودية.

واستشهد النشطاء المؤيدون للفلسطينيين بعدة خطوات اتخذها شابيرو، مثل انتقاداته الحادة للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، والمقترحات التي أيدها لمعاقبة المؤسسات التي تسحب استثماراتها من إسرائيل.

  • درس بايدن

وفي دفاعه، أشار أنصار شابيرو إلى إدانته العلنية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في غزة. لكن بعض المشرعين الديمقراطيين والمانحين أعربوا بشكل خاص عن مخاوفهم للأشخاص المحيطين بهاريس من أن مواقف شابيرو بشأن إسرائيل والحركة المؤيدة للفلسطينيين تخاطر بتنفير الناخبين الذين أقسموا اليمين الدستورية لبايدن، لكنهم كانوا على استعداد لمنح هاريس نظرة جديدة. وقال أشخاص مقربون من المداولات إن الدعوة التي قام بها النشطاء المؤيدين للفلسطينيين في الأيام الأخيرة لم تلعب دوراً كبيراً في قرار هاريس. وقال أحد الأشخاص إن نائبة الرئيس واثقة من قدرتها على الدفاع عن كيفية تعاملها مع قضية غزة.

  • موقف والز من فلسطين

وفي حين كان والز داعماً لإسرائيل بشكل عام طوال حياته المهنية، أشاد النشطاء المؤيدون للفلسطينيين بلهجته المتعاطفة بعد أن أدلى عشرات الآلاف من ناخبي مينيسوتا بأصواتهم على أنهم غير ملتزمين في الانتخابات التمهيدية بالولاية احتجاجاً على تعامل إدارة بايدن مع الحرب في غزة. وأعلن الناشطون المؤيدون للفلسطينيين النصر في اختيار والز.

وقال أحمد أبوزنيد، المدير التنفيذي للحملة الأمريكية للعمل من أجل الحقوق الفلسطينية: «إن اختيار والز على شابيرو لا يمكن فصله عن الزخم الهائل الذي بنته حركة الحقوق الفلسطينية هنا في الولايات المتحدة».

وفي بيان عقب إعلان هاريس، قال شابيرو: «تحظى نائبة الرئيس كامالا هاريس بدعمي المتحمس، وأنا أعلم أن الحاكم تيم والز يمثل إضافة قوية بشكل استثنائي إلى القائمة والذي سيساعد كامالا على دفع بلادنا إلى الأمام».

ويعتقد مستشارو هاريس أيضاً أن الهجمات على والز باعتباره تقدمياً للغاية لن تضر بالتذكرة الانتخابية، لأن الجمهوريين بذلوا بالفعل جهداً كبيراً لإلصاق هذا الوقف به، لكنه كان فعالاً في صد تلك الهجمات في الأيام الأخيرة.

وقال بعض مساعدي حملة هاريس إن القرار جاء في نهاية المطاف بسبب شعور داخلي بمن سيكون أكثر ملاءمة. وعلى الرغم من أن والز ليس من ولاية تشهد معركة حاسمة، فقد أصبح حلفاء هاريس يعتقدون أنه يستطيع جذب نوع الناخبين المستقلين في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن الذين يحتاج نائب الرئيس إلى المساعدة في استهدافهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/275d2j6u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"