القاهرة – انتصار صالح:
وجه الفنان محمد صبحي رسالة محبة إلى الزعيم عادل إمام من خلال ندوته التي أقيمت ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال17 برئاسة الفنان محمد رياض، وقال النجم محمد صبحي: إن الزعيم عادل إمام ظاهرة فنية وحدث فني لم يتكرر، وأنه قدم العديد من الأعمال الفنية المميزة التي سوف تبقي خالدة دائماً في قلوب وعقول الجمهور، وانتقد محاولات المقارنة بينهما وقال: إن لكل منهما مسيرة مختلفة في المسرح والسينما ولا تقاس بالكم.
وبجرأته المعتادة تناول صبحي العديد من القضايا والملفات وقال: «مش هنسمح لحد يجي يدمّر فننا مثلما تم تدمير الكرة والرياضة ولا بملايين الدولارات». كما تناول مفهومة للمسرح ورأيه في المهرجان التجريبي والورش الفنية وغيرها من القضايا، وقال: إنه هاجم المسرح التجريبي واتهمه بأنه تخريبي في فترة الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الداعم الرئيسي للمهرجان، رغم تكريمه من وزارة الثقافة حينها، لأنه يرى أن هناك فرق بين التطوير والتخريب والتغريب والغرائبيات التي تتجاهل المذاهب الفنية.
كان المهرجان القومي للمسرح المصري نظم لقاءً فكرياً مع الفنان الكبير محمد صبحي، بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا، الثلاثاء، بحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض وعدد كبير من المسرحيين، وبدأ اللقاء بعرض فيلم تسجيلي قصير عن مسيرة الفنان محمد صبحي، تناول مقتطفات من أعماله المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، كما استعرض الجوائز التي حصل عليها عبر تاريخه الفني الطويل.
أدار اللقاء الكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية بالمهرجان، وقال: إن الموسوعة البريطانية ذكرت عن الفنان محمد صبحي، إنه الممثل الوحيد الذي قدم تفسيراً مختلفاً وجديداً لشخصية هاملت، وفي 4 يونيو سنة 2022 احتفل المتروبوليتان للفنون بالفنان محمد صبحي، وتم إهداؤه البث المباشر لأوبرا هاملت بحضور وزيرة الثقافة حينها الدكتورة إيناس عبد الدايم، مشيراً إلى أنه نجم مصري عالمي، وأستاذ للكثير من الأجيال، ظل يقدم عروضه لمدة تجاوزت ال55 عاماً، وأسس فرقة استوديو 80 التي ما زالت تقدم أعمالها.
أما الفنان الكبير محمد صبحي فقال: إنه يدين بالفضل لعائلته ونشأته الفنية، وأشار إلى أنه تربي في أسرة فقيرة، وشاهد في طفولته الكثير من الأفلام وتمنى أن يصبح راقص باليه أو عازف كمان، لأن والده كان مدير فرقة يوسف وهبي وعاشقاً للفن اشترى ماكينة سينما 16 مللي يعرض بها للعائلة أفلاماً، ومنهما عشق الفن لكنه ترك العزف حين أدرك أنه لن يحقق فيه التفوق الذي يحلم به وبدأ حينها عشقه للتمثيل.
وأضاف أنه التحق بمعهد الفنون المسرحية، وقام بالتدريس في المعهد لمدة خمسة عشر عاماً، وفيه وجد نماذج أساتذة عظيمة، ووقتها بدأ تشكيل منهجه الفني وهو لا يزال طالباً في المعهد، وكان الراحل الدكتور سعد أردش هو المشرف على مشروع التخرج الخاص به وأستاذ الدفعة، وطلب منه أن يقوم بمهام معينة، ورفضها وطلب منه عدم إخراج مشروع التخرج الخاص به، ورغم خلافه معه أشاد به أمام زملائه، وأكد لهم أنه سيكون من أعظم الممثلين والمخرجين في مصر.
وأضاف أنه استفاد كثيراً من وجوده مع الفنانين العظماء من الجيل السابق له مثل الفنان فؤاد المهندس، الذي قال له: أنتم جيل مميز لأنكم بدأتم من حيث انتهينا، مضيفاً أن بداياته في الستينات وسط حراك فني عظيم كانت دافعاً له، حينما كانت كل التيارات الفنية تتصارع لتقديم رؤاها الفنية والفكرية في المسرح.
وتحدث عن منهجه كممثل، وقال: إنه كونه من خلال تجارب عدة ومشاهدات وقراءات، كما تحدث عن منهجه كمخرج، فقد مر على كل المدارس الإخراجية ما بين العبثية والواقعية والتعبيرية، وغيرها، وأكد أنه ضد ورش الكتابة التي انتشرت مؤخراً بين بعض المؤلفين، مضيفاً أن التأليف إبداع ذاتي، ولكنه مع أن يشارك بطرح أفكار للكاتب.
وقال صبحي: إن فرقة استوديو الممثل تم تأسيسها منذ 55 عاماً، مع مجموعة من زملائه وتلاميذه وكانوا جميعهم فقراء، وبدؤوا بمسرحية هاملت، كما كشف عن عدد من الشخصيات الحقيقية التي جسدها في أعماله المسرحية والسينمائية وقال: إن شخصية علي بيه مظهر هي لوالده وأنه لم يبالغ في تجسيدها، وشخصية «عم أيوب» في مسرحية «الجوكر» استلهمها من زوج عمته، وسرد بعض التفاصيل الحقيقية والأكثر كوميدية ما تناولها العمل الفني، وغيرها.
وعبر صبحي عن حزنه الشديد لما وصل إليه لقب «الفنان» نتيجة نسبته لمن لا يقدره، مشيراً إلى سيطرة الطموح المالي على الفني وتقديم تفاهات تؤدي إلى انهيار قيمة الإنسان، وقال: إن بعضهم يتهمونه بأنه ديكتاتور لحرصه في الحفاظ على الالتزام بالقواعد الصارمة في المسرح.
