الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
ليس من الغريب أن تجد الطحالب تنمو على أجساد حيوان الكسلان أثناء تسلقه البطيء لأشجار أمريكا الوسطى والجنوبية، إلا أن المفاجأة تكمن في أن هذه الطحالب ليست مجرد طفيليات، بل تلعب دوراً مهماً في حياة الكسلان من خلال توفير وسيلة للتمويه والطعام.
يتيح فراء الكسلان فاتح اللون للطحالب الخضراء أن تندمج معه، ما يسهل تمويهاً طبيعياً يساعده على الاختباء بين لحاء وأوراق الأشجار التي يسكنها، وفي بعض الأحيان، تكون هذه الأشجار آخر ملاذ له، إذ يتمسك الكسلان بالأغصان بقبضته القوية حتى بعد الموت، وبالنسبة إلى حقيقة الجمع بين بطئه الشديد وكونه كائناً ليلياً يجعله أكثر عرضة للخطر في وضح النهار، لكن الطحالب تجعل من الصعب رؤية شكل الفرو المميز بين الأشجار، كما يشكل فراء الكسلان الطويل والخشن بيئة صغيرة لمجموعة متنوعة من الكائنات الحية، بدءاً من الحشرات وحتى الفطريات، وكمكافأة إضافية، يمكن للكسلان لعق الطحالب للحصول على وجبة خفيفة سريعة.
وكشفت دراسة أجريت في عام 2010 ونشرت في مجلة BMC Evolutionary Biology أن هذه الطحالب تنتقل بشكل غريب من أمهات الكسلان إلى صغارها خلال أسابيع قليلة من الولادة. على الرغم من ذلك، لم تكن هذه العلاقة التكافلية كافية لحماية الكسلان في الغابات المطيرة التي تتلاشى بسرعة، لذا، تسعى منظمات مثل مركز تربية الكسلان في رينييه بولاية أوريجون ومحمية الكسلان أفياريوس ديل كاريبي في كاهويتا بكوستاريكا إلى حماية هذه المخلوقات مع طحالبها.
