عادي

يونس يكرم أبطال استقلال بنغلاديش مع مباشرة الحكومة المؤقتة عملها

15:19 مساء
قراءة 3 دقائق
يونس يكرم أبطال استقلال بنغلاديش مع مباشرة الحكومة المؤقتة عملها
يونس يكرم أبطال استقلال بنغلاديش مع مباشرة الحكومة المؤقتة عملها
دكا - (أ.ف.ب)
ترأس رئيس حكومة بنغلاديش الجديد محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام الجمعة احتفالاً تكريمياً مهيباً لأبطال استقلال بلاده في مستهل تولّي حكومته المؤقتة مهامها، بعد الانتفاضة التي قادها الطلاب وأجبرت رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة على الفرار.

مسار ديموقراطي

بعد يوم من عودته من أوروبا وتأدية القسم على «دعم الدستور وصيانته»، بدأ يونس البالغ 84 عاماً التحدي الصعب المتمثل في إعادة البلاد إلى المسار الديموقراطي. وفرّت حسينة (76 عاماً)، المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان بما في ذلك سجن معارضيها السياسيين، إلى الهند الاثنين، بينما نزل الملايين إلى الشوارع في بنغلاديش تعبيراً عن فرحهم بنهاية حكمها الذي استمر 15 عاماً. وأعلن الجيش استقالتها ووافق على مطلب الطلاب بأن يتولى يونس، المعروف بعمله الرائد في مجال تمويل المشاريع الصغيرة، قيادة الحكومة الموقتة. وقال يونس الذي فضل الحصول على لقب «كبير المستشارين» على رأس إدارة مؤقتة تضم مستشارين مدنيين باستثناء عميد متقاعد، إنه يريد إجراء انتخابات «في غضون بضعة أشهر» من دون إعطاء تاريخ محدد. أما مسؤولو رابطة عوامي التي تزعمتها حسينة فاختاروا التواري عن الأنظار بعد هجمات انتقامية استهدفتهم، وإحراق بعض مكاتبهم، بينما بدأت حركات المعارضة السابقة مثل حزب بنغلاديش الوطني تنظيم صفوفها بعد سنوات من القمع الساحق.

يوم النصر

لا شك في أن المهمة الملقاة على كاهل الإدارة الجديدة شاقة. ويتمثل التحدي الأول في استعادة النظام وهو ما دعا إليه الخبير الاقتصادي المخضرم بعد أسابيع من العنف الذي خلف ما لا يقل عن 455 قتيلاً، عندما طلب من مواطنيه حماية بعضهم بعضاً، ولا سيما توفير الحماية لأبناء الأقليات التي تعرضت لهجمات. وتحت المطر الغزير، وقف يونس بصمت الجمعة إلى جانب قادة الطلاب والمجتمع المدني في الحكومة «الاستشارية» الجديدة ووضع الجميع معاً إكليلاً من الزهور بألوان العلم الوطني الأحمر والأخضر عند النصب التذكاري المقام تخليداً لذكرى الملايين الذين ماتوا في حرب استقلال بنغلاديش عام 1971 ضد باكستان. وقال يونس لدى عودته الخميس إلى دكا إن إطاحة حسينة كانت لها الأهمية نفسها مثل الحرب التي قادت إلى قيام بنغلاديش. وأضاف لصحفيين «لقد سطرت بنغلاديش يوم نصر جديداً. لقد حصلت بنغلاديش على استقلال ثانٍ». ويرتبط العديد من مستشاري يونس على نحو ما بحزب بنغلاديش الوطني بقيادة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء البالغة 78 عاماً والتي أطلق سراحها بعد سنوات الإقامة الجبرية. ومن بينهم كذلك قادة طلاب ضد التمييز الذين بدأوا الاحتجاجات. وكتب يونس في مجلة الإيكونوميست هذا الأسبوع أن بلاده في حاجة إلى جيل جديد من القادة «غير المهووسين بتصفية الحسابات، كما كانت العديد من حكوماتنا السابقة». لكن نجل حسينة سجيب وازد جوي قال لصحيفة «تايمز أوف إنديا» إن والدته ما زالت تطمح إلى العودة. وقال «ستعود إلى بنغلاديش في اللحظة التي تقرر فيها الحكومة الموقتة إجراء انتخابات».

القانون والنظام

رفع هروب حسينة إلى الهند درجة الاستياء تجاه البلد المجاور الذي كان له دور عسكري حاسم في استقلال بنغلاديش، لكنه قدم كل الدعم لحسينة أيضاً. وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من بين أول من عبر عن «أطيب تمنياته» ليونس الخميس بعد لحظات من تأديته اليمين، قائلاً إن نيودلهي «ملتزمة» العمل مع جارتها. وقالت باكستان، خصم الهند اللدود، الجمعة أيضاً إنها تأمل في أن تتمكن من تعزيز العلاقات مع دكا. وتمنى رئيس الوزراء شهباز شريف ليونس «نجاحاً كبيراً في توجيه بنغلاديش نحو مستقبل متناغم ومزدهر». ورحبت الصين الجمعة أيضاً بالحكومة الموقتة، ووعدت بالعمل معها «لتعزيز التبادل والتعاون». وقالت فريدة أختر، مستشارة الحكومة الموقتة، لوكالة فرانس برس إن المجموعة ستزور أيضاً نصباً تذكارياً في دكا من حيث بدأت الاحتجاجات الطلابية الشهر الماضي. وقالت «سنقف هناك بوقار، لأن الحركة الطلابية بدأت من هناك». ثم أضافت مشيرة إلى المهمة الأولى للحكومة أن «القانون والنظام هما على رأس أولوياتنا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9k3hkz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"