استقالت رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة، أمس الاثنين، وغادرت البلاد بعد سقوط مزيد من القتلى في أعمال عنف.
وقال قائد جيش بنغلاديش، الجنرال وقار الزمان، امس الاثنين، في خطاب بثه التلفزيون إن رئيسة الوزراء استقالت من منصبها وإنه سيجري تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد.
وذكرت تقارير إعلامية أن حسينة (76 عاماً) غادرت مع شقيقتها إلى الهند في مروحية عسكرية.
وذكرت قناة «سي.إن.إن نيوز 18» أن رئيسة الوزراء المستقيلة وصلت إلى أجارتالا عاصمة ولاية تريبورا في شمال شرقي الهند.
وأوضح قائد الجيش أنه أجرى محادثات «مثمرة» مع زعماء جميع الأحزاب السياسية الرئيسية التي «دعاها»، وأنه سيلتقي قريباً بالرئيس محمد شهاب الدين لمناقشة الخطوات المقبلة. وقال وقارالزمان «أعدكم جميعاً بتحقيق العدالة في جميع جرائم القتل والظلم. ونطلب منكم أن تثقوا بجيش البلاد. أتحمل المسؤولية كاملة وأؤكد لكم أن أملكم لن يخيب».
وقتل عشرون شخصاً على الأقل أمس الاثنين في أعمال عنف جديدة في عاصمة بنغلاديش، بعدما اقتحم المتظاهرون مقر رئيسة الوزراء. وقال باكشو ميا مفتش الشرطة في مستشفى دكا «لدينا عشرون جثة»، من دون أن يدلي بتفاصيل إضافية. وتحدث شهود وشرطيون آخرون عن وقوع مواجهات بين مجموعات متنافسة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية تدفق الآلاف إلى شوارع العاصمة دكا وهم يرددون هتافات تعبر عن ابتهاجهم. واقتحم الآلاف مقر إقامة حسينة الرسمي، كما تجمعت الحشود في غرف الاستقبال بالمقر، وشوهد بعضهم يحملون أجهزة تلفزيون وكراسي وطاولات من المبني الذي يعد من الأكثر حماية في البلاد.
وأظهرت اللقطات أيضاً متظاهرين في دكا يتسلقون تمثالاً كبيراً لزعيم الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن، والد حسينة، ويشرعون في قطع رأس التمثال بفأس، وإضرام النار في متحفه.
واندلعت احتجاجات وأعمال عنف في بنغلاديش الشهر الماضي بعد أن طالبت مجموعة طلاب بإلغاء نظام الحصص في الوظائف الحكومية. وتطورت الاحتجاجات إلى حملة تهدف إلى الإطاحة بحسينة، التي فازت بولاية رابعة على التوالي في يناير/كانون الثاني، في انتخابات قاطعتها المعارضة.
وقُتل نحو 250 شخصاً وأصيب الآلاف في أعمال العنف.
وكان طلاب محتجون قد دعوا إلى مسيرة نحو العاصمة دكا أمس الاثنين، في تحد لحظر التجول الشامل للضغط على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للاستقالة، وذلك غداة اشتباكات دامية في البلد الواقع في جنوب آسيا أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص.
وأعلنت الحكومة حظر التجول الشامل بدءاً من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي الأحد، وأعلنت عطلة عامة ثلاثة أيام تبدأ من يوم الاثنين.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الهجمات وأعمال التخريب والحرق العمد استهدفت مباني حكومية ومكاتب حزب رابطة عوامي الحاكم ومراكز الشرطة ومنازل الممثلين العموميين مطلع الأسبوع. وجرى الإبلاغ عن أعمال عنف في 39 من أصل 64 مقاطعة في البلاد. وعلقت السكك الحديدية خدماتها وتوقف نشاط صناعة الملابس الضخم في البلاد. (وكالات)
