«أموال» فانس و«معاش» والز.. «حسابات الثروة» في ميزان الانتخابات الأمريكية

إعداد ـ محمد كمال

يبدو أن مقدار ثراء المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي، سواء الديمقراطي تيم والز، أو الجمهوري جي دي فانس، سيشكل عاملاً مهماً في تفضيلات الناخبين، خلال الانتخابات المقررة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في الوقت الذي ثار جدل حول أيّهما أفضل للأمريكيين: مرشح صاحب موارد بسيطة مثل والز، أم رجل ثري كغريمه فانس.
وفي حين يرى البعض ضعف موارد والز على أنها ميزة لقربه من الناس العاديين وتفهم احتياجاتهم، فإن آخرين ينتقدون ذلك على اعتبار ما ينتظره من نقاشات مع رؤساء البنوك وغيرهم من كبار الاقتصاديين.
ولم يذكر حاكم ولاية مينيسوتا والمرشح الديمقراطي لمنصب نائبة كامالا هاريس والز أن لديه أي استثمارات كبيرة بخلاف معاشاته التقاعدية. حيث يحافظ على موارده المالية بسيطة نسبياً مقارنة بالممتلكات المتنوعة لمنافسه المليونير جي دي فانس، بناءً على إفصاحات كل مرشح حتى الآن، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.
وينظر البعض إلى موارد والز المالية الأكثر تواضعاً على أنها ميزة له، وعلى الرغم من أنه يمتلك أموالًا أكثر من أي مواطن أمريكي عادي، فإنهم يقولون إنه يظهر في ميزانيته العمومية كشخص قريب منهم يستطيع التواصل بشكل أفضل مع وضعهم المالي الشخصي عندما يتعلق الأمر بالسياسة. 
وتقول سارة بيرك (40 عاماً)، وهي ضامنة قروض تجارية، إن ثروة والز علامة على أنه لا يستخدم مكتبه لتحقيق مكاسب خاصة به، ولا يتأثر بالعوامل الخارجية، ويتفهم احتياجات الناس العاديين. وأضافت بيرك، وهي ديمقراطية تعتزم التصويت لصالح هاريس، أنه «مجرد شخص عادي».

انتقادات 

ويختلف آخرون مع بيرك، حيث يرون أن افتقار والز إلى الثروة والمحفظة الاستثمارية، يعدّ نقطة ضعف بالنسبة لشخص يحتاج إلى الجدال مع الرؤساء التنفيذيين ومحافظي البنوك المركزية والمساعدة في إدارة الاقتصاد الأوسع. 
وغالباً ما تنقسم هذه الآراء حول والز وفانس، لكن الموارد المالية لهما هي بمثابة اختبار أيضاً، ومن ثم يحاول الكثيرون الإجابة عن السؤال حول ما إذا كانت الثروة صفة جيدة أم سيئة في القائد.
وكان لدى والز وزوجته جوين دخل إجمالي يبلغ حوالي 299 ألف دولار، وفقاً لإقرارهما الضريبي لعام 2023، منها 135 ألف دولار تأتي من المعاشات التقاعدية. أما فانس فتقدر ثروته بحوالي 1.3 مليون دولار في عام 2022، وفقاً لنموذج الإفصاح المالي الخاص به. 
ويقول جيري داوسون، وهو جمهوري ومتقاعد في ولاية فلوريدا، إن ثروة فانس وخبرته في القطاع الخاص تجعله مرشحاً أفضل. وأضاف: «إذا كان لدى المرشح ثروة صافية عالية ولم تكن موروثة، ولكن حصل عليها المرشح، فهذا يخبرني أن لديه فطنة مالية وذكاء في مجال الأعمال والاستثمار، كما أن لديه وعياً حول ما يتعلق بحفظ ما كسبه».
وأكد داوسون أن المرشحين المستقلين مالياً هم أيضاً أقل احتمالاً للاعتماد على مجموعات المصالح الخاصة للحصول على التمويل. واستطرد: «المرشح المثالي هو الشخص الذي يدير أعماله التجارية الناجحة، ويعرف كيفية العمل ضمن الميزانية والتعامل مع الضرائب واللوائح».

المرشحون الأثرياء 

وقال غيدو ألفاني، المؤرخ الاقتصادي في جامعة بوكوني في إيطاليا، إن الناخبين أصبحوا أكثر انفتاحاً على دعم السياسيين الأثرياء في نصف القرن الماضي تقريباً، حيث أصبح العديد من الناس العاديين أكثر إعجاباً بالأغنياء. وأضاف أنه مقارنة بالأوروبيين، فإن «الأمريكيين أكثر استعداداً للاعتقاد بأن حقيقة كونهم أثرياء تشير إلى شيء ما حول هذا الشخص». 
ويحب الناس أولئك الذين أصبحوا أثرياء ويثقون بهم أكثر من أولئك الذين ولدوا أثرياء، وفقاً لدراسة أجريت عام 2023 في مجلة علم النفس الاجتماعي وعلوم الشخصية.

البيت المجاني 

وقد يقيس الأمريكيون الثروة والنجاح من خلال الاستقصاء حول ما يمتلكونه من منازل، وقد ظهر أن والز لا يمتلك أي عقارات في الوقت الحاضر. وقد باع هو وزوجته منزلهما في مينيسوتا في عام 2019 ويعيشان في إيجار تدفعه الولاية، بينما يتم تجديد قصر الحاكم. أما فانس وزوجته أوشا فيمتلكان ثلاثة منازل.
ويرى مارك واردلو، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 26 عاماً في فرانكلين بولاية تينيسي، أن الخلفية المالية لوالز مقنعة ومثيرة للقلق. وقال الرجل الذي يميل إلى التصويت لصالح الحزب الجمهوري، إن لديه قلقاً بسبب خبرة المرشح المحدودة على ما يبدو في سوق الأسهم. 
وأضاف: «من الجيد أن يكون لديه معاشان تقاعديان، ولكنني أريد أن أرى شخصاً يغمس أصابع قدميه في جميع العناصر المختلفة للعالم المالي الذي يتعين على الأمريكيين أن يتنقلوا فيه». 

تعليق الحملتين 

وقال تشارلز لوتفاك، المتحدث باسم حملة هاريس - والز: «لقد كرّس والز حياته لخدمة بلدنا ومجتمعه – في الحرس الوطني التابع للجيش، وفي الفصول الدراسية، وفي قاعات الحكومة.. لقد عمل بجد لكسب لقمة العيش مثل العديد من العائلات في جميع أنحاء البلاد».
وأشار المتحدث باسم فانس لوك شرودر إلى قصة المرشح من الفقر إلى الثراء. وقال: «لقد نشأ السيناتور فانس في ظل الفقر وتغلب على الشدائد لتحقيق الحلم الأمريكي، فهو يعرف بالضبط ما هو شعور الكفاح من أجل تحقيق ذلك».