عادي

أعراس غير تقليدية.. فرحة وخطورة على الهواء مباشرة

22:40 مساء
قراءة 4 دقائق
تنظيم أفراح في جزر خارج الحدود
تفاصيل الزفاف الغريبة تبهر العروسان و الحضور معاً
قطعوا الشاورما بدل كعكة الفرح

تحقيق: مها عادل
ظهرت خلال السنوات الأخيرة أنماط غريبة وجديدة للاحتفال بالزواج بكل أنحاء العالم، إلى درجة قد توصمها بالمبالغة أو التهور والتباهي، والتي كثيراً ما تستهدف الشهرة وتحقيق الـ«ترند» على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة جعلت حفلات الزفاف الغريبة وغير المألوفة موضة يسعى الكثير من العرسان حول العالم إلى التميز بها، ولطبع زفافهما بذكرى خاصة بعيداً عن الحفلات التقليدية التي يتم تنظيمها في صالات الأعراس أوالمنازل.
في السطور التالية نرصد بعض هذه الحفلات الغريبة.
من الأمثلة التي تؤكد فكرة الرغبة في التميز على حساب السلامة في تنظيم العرس، حفل الزفاف الذي أقيم فوق قمة جبل إيفرست، أعلى قمة في العالم، وبطلاه عروسان قدِما من أستراليا للاحتفال بزفافهما الأسطوري هناك على الرغم من صعوبة وخطورة ذلك، حيث استغرقت رحلتهما للوصول إلى الجبل 9 أيام، وهناك احتفل العروسان على حدود الصين بعرسهما، قادمين من ولاية كوينزلاند الأسترالية، والطريف أن العروسين توم وهايدي لم يكترثا بدرجات الحرارة المتجمدة والمرتفعات الوعرة وقررا تحمل كل هذه المطبات في رحلتهما إلى إيفرست، وفي النهاية نجحا والتقطا صوراً تاريخية، وقد ارتدت العروس الفستان الأبيض، وتألق العريس ببدلة الزفاف.
حفل جنوني
من الأمثلة التي وصلت درجة غرابتها لدرجة الجنون، حينما قرر العروسان توماس وساندرا أن يقيما حفل زفافهما الجنوني تحت الماء، فاحتفل الرقيب بالجيش البريطاني- توماس مولد ومدربة الغوص الأمريكية ساندرا هايد بعرسهما بالزواج تحت الماء في محمية «فلوريدا كيز» التابعة إلى البحرية الأمريكية. على الرغم من أنهما كانا في البداية يخططان للزواج في فصل الصيف بكنيسة إنجليزية قديمة وهي تبدو فكرة تقليدية راقية، لكنهما قررا أن يكون حفل زفافهما مغامرة لا تنسى، وتوصلا بعد ذلك إلى قرار الزواج تحت الماء، والذي من شأنه أن يكون مناسباً أكثر لشخصياتهم وهواياتهما المشتركة برياضة الغوص، وكذلك أقل كلفة، فنفذا فكرتهما.
طابع إنساني وغرابة
تناقلت مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي العام الماضي، ملامح فرح يتسم بالغرابة والطابع الإنساني المؤثر في نفس الوقت، حيث حضر عشرات المدعوين طوال حفل زفاف وهم معصوبو الأعين، كما كان العريس ذاته معصوب العينين في ليلة زفافه، وذلك تضامناً مع العروس التي كانت قد فقدت بصرها قبل زواجها بسنوات، ولن تتمكن من رؤية حفل زفافها في ليلة العمر. وتم تنظيم الحفل في مدينة برمنغهام ببريطانيا، حيث أصر العريس على تنفيذ الفكرة خلال عرسه إكراماً للعروس ومراعاة لمشاعرها حتى لا تشعر بالحزن لعدم قدرتها على رؤية ما يجري حولها.
وعبرت العروس «لوسي» 27 عاماً، عن مشاعرها بقولها: «بينما كنتُ أسير في الممر أثناء العرس شعرت بأنفاس وحماس وتعاطف الحضور معصوبي العينين على يميني ويساري، وحينما وصلت أصوات الآلات الموسيقية إلى ذروتها في أذني، كان بإمكاني شم رائحة الزهور من حولي أيضاً، وكان الأمر مربكاً ومؤثراً للغاية وجعل من ليلة زفافي حدثاً مميزاً يفيض بالمشاعر الإنسانية المخلصة من الجميع وشهادة موثقة ومعلنة بحب زوجي».
قرية صغيرة
بما أن العالم أصبح قرية صغيرة، انتقلت الأفكار الغريبة التي تنشد الاختلاف والتميز في تنظيم الأعراس إلى عالمنا العربي، حيث أقيم حفل زفاف بنكهة الشاورما، وهو عرس لبناني خارج عن المألوف، حيث اختار العروسان استبدال كعكة العرس الضخمة التقليدية بسيخ من الشاورما، وقطعها العروسان خلال الحفل، وتوزيع الأطباق على المدعوين بدلاً من الكيك والحلوى. وتم هذا الاختيار لإسعاد العروس وإبهار الحضور، خصوصاً أن العروس تحب الشاورما كثيراً، وأراد عريسها أن يُضفي جواً من المرح على حفل الزفاف فاختار مع عروسته تقطيع «سيخ الشاورما» بدلاً من تقطيع كعكة الزفاف.
حركة سحرية
المدهش أن أفكار حفلات الزفاف تطرقت إلى استخدام القدرات الخاصة والسحر وخفة الحركة، وذلك حينما شهدت مدينة صفاقس التونسية حفلاً غريباً تطير فيه العروس بحركة سحرية أمام عيون الحضور، ليكتشف الجميع أن العريس ساحر محترف، وأراد أن يستخدم مهاراته الاحترافية في جعل عرسه مبهراً وخارجاً عن المألوف، وقدم حركات سحرية طارت بسببها العروس في الهواء وارتفعت عن الأرض، ثم لحق بها العريس وأكمل معها الاحتفال في الهواء، ما ساعده على إضفاء أجواء من الدهشة والإثارة في حفل زفافه بعد إبهار الحضور الذين صوروا الفقرة ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقق مزيداً من المشاهدات والإعجابات.
مهمة صعبة
تقول نانسي سعد، منسقة الأفراح، وخبيرة التجميل: «من المعروف أن مرحلة الشباب تتسم بالتمرد والرغبة في التغيير والتميز، لهذا كثيراً ما أواجه بعض الطلبات غير المألوفة على مجتمعاتنا، وأكثر الرغبات التي تتكرر مؤخراً هي رغبة العروسين في إقامة العرس خلال النهار، على الرغم من أننا تعودنا أن تكون حفلات الزواج أمسيات ليلية ساهرة، وأحياناً تطالبني بتجهيز عدة أماكن لإعداد أماكن جلوسها وعريسها «الكوشة» ولكل نموذج تيمة مختلفة، أحدها تتكون من الزهور الطبيعية الخالصة، وأخرى يتم تطريزها بحبات اللؤلؤ والخيوط الذهبية مثلاً، وأخرى تتكون من صور مجسمة لهما بصحبة مجموعة من الأقارب والأصدقاء وأن تكون بالحجم الطبيعي، حتى يستطيع العروسان التنقل بين عدة مواقع خلال الحفل للتصوير».
وتتابع: «يزداد الأمر صعوبة حينما يطالبني العروسان بتنظيم العرس على جزيرة بعيدة خارج حدود الدولة، للحصول على مواقع تصوير مبهرة للفرح، وأن يتم نقل أحداثه على الهواء «لايف» على مواقع التواصل وعبر منصة «زوم» لمشاركة الأهل من لم يستطيعوا الحضور، وحينها يتطلب الأمر الكثير من الجهد والعمل المتواصل لإرضاء العروسين وتحقيق رغبتهم في التميز وكسر الروتين بحفل زفافهم، وغيرها الكثير من الأفكار غير التقليدية المتمردة على ما تعودناه، مثل التصوير بجوار شاطئ البحر أو أحد المعالم الشهيرة أوتغيير لون فستان الفرح من الأبيض إلى الأحمر أوالذهبي أحياناً، واختيار وجبات طعام غير تقليدية للضيوف وزينة الطاولات قد تتحول إلى اللون الأسود بدلاً من الأبيض المعتاد، وكل هذه الأفكار يسعى إليها بعض الشباب بغرض الاختلاف ولفت الأنظار، لهذا أصبحت مهنة تنظيم الأعراس مهمة صعبة».

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ww43a4c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"