عادي
خليفة العبري مدير إدارة الزلازل بالمركز الوطني للأرصاد لـ «الخليج»:

الشبكة الوطنية تسجل 1867 زلزالاً حول العالم خلال 2023

01:56 صباحا
قراءة 6 دقائق
محطة مخيرز لرصد الزلازل

حوار: عماد الدين خليل

كشف خليفة العبري، مدير إدارة الزلازل في المركز الوطني للأرصاد، أن محطات الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، سجلت نحو 1867 زلزالاً محلياً، وإقليمياً، وعالمياً، خلال عام 2023، تراوحت قوتها بين 1.3 إلى 7.6 درجة، على مقياس ريختر، وتم تسجيل 10 هزات داخل حدود الدولة لم يكن لها أي تأثير يذكر في المباني، والمنشآت، وأوضح في حواره مع «الخليج» أنه تم إنشاء الشبكة لرصد النشاط الزلزالي في الدولة، والمناطق المجاورة، وكشف تفاصيل إضافة محطات جديدة خلال العام الجاري، وأن المركز يوفر بيانات ومعلومات تسهم في تحديث قاعدة المعلومات الزلزالية، ودراسات تقييم الخطر الزلزالي على الدولة، وتالياً نص الحوار:

خليفة العبري



حدّثنا عن مهام إدارة رصد الزلازل في المركز الوطني للأرصاد؟
ـ إدارة الزلازل هي المعنية بتقديم خدمات الرصد الزلزالي والهندسة الزلزالية لكل القطاعات، حيث تشمل مهامها إنشاء وتشغيل محطات رصد الزلازل، ومراقبة وتسجيل النشاط الزلزالي، المحلي والإقليمي، والزلازل العالمية القوية، وإعداد التقارير، ونشر معلومات الأحداث الزلزالية بعد وقوعها، كما تعمل على تحليل وتقييم الوضع الزلزالي للدولة، وتسخير منظومة رصد الزلازل لبناء قاعدة بيانات دقيقة وتوظيفها في الدراسات المتخصصة، ونشر التوعية بمخاطر الزلازل والتسونامي.
ويعتبر النشاط الزلزالي في الدولة متوسطاً، حيث تحدث زلازل في المناطق الإقليمية المجاورة التي قد يشعر بها سكان البنايات المرتفعة، من وقت لآخر، ولم تسجل أي أضرار، حيث تقوم الجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة للحد من المخاطر.
الطاقة الحرارية 
كيف تحدث أو تقع الزلازل بشكل عام؟
ـ تقع معظم الزلازل على امتداد الصدوع التي تحدث في مناطق ضعف صخور القشرة الأرضية، نتيجة للضغط والاجهاد المستمرين على جانبي الصدع، في نقاط معينة، حيث تتجمع الطاقة لدرجة لا يمكن للصخور تحمل الزيادة في الضغط عليها ما يتسبب بكسرها، وهذا يؤدي إلى تحرر الطاقة المختزنة في هذه الصخور على شكل طاقة حرارية تتحطم فيها الصخور المجهدة على جانبي الصدع، ويؤدي انطلاق جزء من الطاقة المختزنة على شكل موجات زلزالية بمعدل سرعة تصل إلى 8 كم/ ثانية من بؤرة الزلزال في جميع الاتجاهات.
وتنطلق الموجات الزلزالية من نقطة تسمّى «البؤرة»، أو «المركز»، وعادة ما تكون على عمق أقل من سبعين كيلومتراً، تحت سطح الأرض، في حين أن أعمق هذه البؤر يقع عند سبعمئة كيلومتر، وتسمّى النقطة التي تقع مباشرة فوق البؤرة على سطح الأرض «البؤرة السطحية»، حيث يشعر الناس بالاهتزاز بالقرب منها، وتنقسم الموجات الزلزالية إلى نوعين: «جسيمية»، طولية وعرضية، و«سطحية»، وتكمن الخطورة الزلزالية في الموجات الثانوية التي تهتز فيها جزيئات المادة بشكل عمودي على اتجاه حركة انتشار الموجات.
السجل الزلزالي 
كيف تتم عملية رصد الزلازل؟
ـ تتم من خلال شبكات رصد الزلازل، والتي تتكون من عدد من محطــات الرصد، حيث يتم توزيعهــا جغرافيـــاً، لمراقبة النشاط الزلزالـــي، وتحديد أماكن الزلازل، لبناء قاعدة معلوماتية للسجل الزلزالي لمنطقة معيّنة، وتتكون هذه المحطات من أجهزة حساسات «سيزموميتر»، واسعة المدى، يتم وضعها على سطح الأرض على عمق مترين، أو أكثر، ويتم إرسال البيانات المسجلة من المحطات إلى مركز تحليل البيانات، حيث تتم معرفــة وقت، ومكان، وقوة الزلزال، والشدة الزلزالية. 
هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها بفترة؟ وما تفسير ذلك؟
ـ حتى الآن، لا يمكن التنبؤ بالزلازل على المدى القريب، أي تحديد زمن ووقت محدد لحدوث الزلازل، لكن على المدى البعيد، يمكن معرفة احتمالية حدوث زلازل قوية من خلال الدراسات التي تتم على مناطق النشاط الزلزالي، بناء على مواقع انتشار الصدوع الأرضية النشطة، والسجلات الزلزالية التاريخية للزلازل القوية، وتسجيلات محطات رصد الزلازل المنتشرة على سطح الأرض، والبرمجيات المتخصصة في تحليل البيانات الزلزالية، التي أعطت صورة واضحة عن ماهية انتشار البؤر الزلزالية على شكل أحزمة زلزالية تتوافق مع حدود الصفائح، والصدوع الأرضية.
كما أن معرفة أطوال الصدوع الأرضية وسجل الزلازل الحديث والتاريخي يوضح قيمة أعلى زلزال ممكن أن يحدث على هذه الصدوع، حيث أن هناك علاقة طردية بين قوة الزلزال وطول الصدع الأرضي، لذا يجب أن نعرف أننا أمام ظاهرة طبيعية لا يعلم وقت حدوثها إلا الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن منعها، ولكن يمكن التعايش معها، والعمل على التخفيف من آثارها، عبر اتخاذ الإجراءات المناسبة على كل الصعد والمستويات، باتباع نظم البناء المعتمدة واتخاذ التدابير المناسبة قبل، وأثناء، وبعد حدوث الزلازل.
كيف يتم اختيار مواقع المحطات؟ وماهي مساحتها؟
ـ يتم اختيار المحطات في المناطق الجبلية، أو التي تتوفر فيها صخور الأساس الصلبة، وتكون بعيدة عن مصادر الشوشرة الطبيعية، مثل الطرق السريعة، وخطوط الكهرباء، والمطارات، أو مسارات الطيران القريبة، أو مسارات البنية التحتية، وغيرها، ويتم تسجيل البيانات لفترة معينة في الموقع المقترح للتعرف إلى جودة المكان للاعتماد كموقع محطة دائمة، أو اختيار موقع آخر، كما يجب أن تكون مواقع المحطات قريبة من مناطق النشاط الزلزالي، وعلى مسافات متباعدة، حتى تتم مراقبة كل المصادر الزلزالية في المنطقة. 
دقة البيانات 
ما هي الأجهزة المستخدمة في المحطات، وهل هناك وسائل تكنولوجية حديثة؟
ـ تحرص إدارة الزلازل على مواكبة التطور العلمي المتسارع، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الزلازل، سواء في المحطات الحالية، أو التي سيتم إنشاؤها، حيث يتم استخدام أحدث وأفضل أجهزة رصد النشاط الزلزالي على مستوى العالم، لضمان جودة ودقة البيانات التي يتم رصدها، وضمان استدامتها في الظروف الجوية المختلفة، إضافة إلى البرامج المتقدمة التي يتم استخدامها في معالجة وتحليل البيانات الزلزالية. 
ويقوم المركز الوطني للأرصاد بتنفيذ مشروع إنشاء نظام مراقبة حركة القشرة الأرضية، بتركيب أجهزة تحديد المواقع (GPS) في عدد من محطات رصد الزلازل بالدولة، وتعتبر البيانات المسجلة من هذه الأجهزة عبارة عن رصد حركة القشرة الأرضية، سواء التي تحدث عن طريق الزلازل، أو غير المصاحبة للزلازل، ومن هنا تكمن أهمية تلك البيانات في التعرف إلى طبيعة النشاط الزلزالي بالمنطقة.
كيف يتــم التعــاون مــع مراكــز الرصـــد الأخرى في عملية رصد الزلازل؟ وما أهمية ذلك؟
ـ يتم التعاون مع المراكز الأخرى، سواء كانت الإقليمية، أو الدولية، من خلال تبادل البيانات الزلزالية اللحظية عن طريق الإنترنت، والتي يتم استقبالهــا في المركز الوطني للأرصاد، لمعالجتها وتحليلها في حال حدوث الزلازل، وتكمن أهمية التعاون في زيادة قدرة الشبكات على رصد الزلازل، بخاصة الإقليمية منها، وتحسين دقة المخرجات، وفهم أعمق وأدقّ لمناطق التوزيع الزلزالي.
821 زلزالاً 
ما هو إجمالي عمليات رصد الزلازل للمحطات خلال عام 2023؟
ـ سجلت المحطات 821 زلزالاً إقليمياً ومحلياً، تراوح قوتها بين 1.3 إلى 6.6 درجة على مقياس ريختر، حيث تم تسجيل 10 هزات فقط، داخل حدود الدولة، بقوة تتراوح بين 1.3 إلى 3.1 درجة، ولم يكن لها أي تأثير يذكر في المباني والمنشآت، وقد تركزت هذه الهزات حول مناطق الصدوع المحلية، في شمال شرق الدولة، أما بالنسبة إلى الزلازل الإقليمية فقد تركزت في جنوب إيران، والخليج العربي، وبحر عمان، وباكستان، وأفغانستان، والحدود العراقية الإيرانية. 
وسجلت محطات الشبكة الوطنية لرصد الزلازل في عام 2023 عدد 1064 زلزالاً عالمياً، تتراوح قوتها بين 4.1 إلى 7.6 درجة على مقياس ريختر، وقد تركزت هذه الزلازل في أحزمة النشاط الزلزالي المعروفة عالمياً.


كوادر مواطنة ترصد الزلازل

قال خليفة العبري، مدير إدارة الزلازل في المركز الوطني للأرصاد، إن نسبة إجمالي الكوادر المواطنة في قسم الرصد الزلزالي في المركز بلغت 100%، وتكمن مهامهم في تزويد الجهات المعنية بمعلومات الأحداث الزلزالية من خلال إنشاء وتشغيل المحطات الزلزالية، ومراقبة وتسجيل النشاط الزلزالي المحلي، والإقليمي، والزلازل العالمية القوية، على مدار الساعة (24/7)، إضافة إلى إعداد التقارير الزلزالية المختلفة، ونشر معلومات الأحداث الزلزالية عبر منصات المركز المختلفة لإيصال المعلومات إلى كل شرائح المجتمع.
وأوضح أن البيانات التي تم تحليلها واعتمادها من قبل المختصين في القسم تعتبر مادة لقاعدة ضخمة من البيانات الزلزالية التي تدعم عملية تحديث الكتالوج الزلزالي للدولة.

70 محطة لرصد الحركة القوية
قام المركز الوطني للأرصاد بإنشاء الشبكة الوطنية لرصد الزلازل، لرصد النشاط الزلزالي في الدولة، والمناطق المجاورة، وتتكون من 24 محطة ذات الحزمة العريضة، حيث تغطي جميع المناطق، وجُهزت بأجهزة حديثة ذات تقنية عالية، إضافة إلى 70 محطة لرصد الحركة القوية، وستتم في هذه السنة إضافة محطة جديدة ذات الحزمة العريضة في أم القيوين، إضافة إلى ثلاث محطات لرصد الحركة القوية في بعض المنشآت. 
ولرصد النشاط الزلزالي الإقليمي، تم ربط الشبكة مع الشبكات الزلزالية الأخرى في الدول المجاورة، عن طريق شبكات الإنترنت، مثل شبكة زلازل سلطنة عُمان، والبحرين، والشبكة الكويتية، وعدد من محطات الشبكة العراقية، ومحطات من الشبكة السعودية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhb37w3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"