عادي

مشكلات مالية تهدد مسار التزلج الوحيد في جنوب القارة الإفريقية

14:31 مساء
قراءة 3 دقائق
مشكلات مالية تهدد مسار التزلج الوحيد في جنوب القارة الإفريقية

مالوتي ماونتنز - (أ ف ب)
يثير مسار تزلج في ليسوتو، هو الوحيد في جنوب القارة الإفريقية، حماسة كبيرة لدى السكان المحليين والزوار، لكنّ هذا المنحدر الممتد على أكثر من ثلاثة آلاف متر على خلفية جبال بنية، مهدد بفعل التكاليف الباهظة، خصوصاً لإنتاج الثلج الاصطناعي خلال فترات الجفاف.
شارون كادانغوي، وهي مديرة فنية تبلغ 29 عاماً جاءت من ملاوي مع والدتها، تثني جذعها وساقيها، وتبقي على تركيز شديد لدى خروجها من مقاعد المتزلجين.
أمر مبهج ومرهق
وتقول لوكالة فرانس برس مرتدية بزة وردية اللون «إنه أمر مبهج ومرهق بعض الشيء، ويشبه ذلك أول مرة قمت فيها بركوب الدراجة أو السباحة. الدروس الأولى فظيعة، لكن بعد ذلك نعتاد على الإيقاع المطلوب ويصبح الأمر ممتعاً».
تجذب هذه المتعة النادرة الزوار من جميع أنحاء القارة الإفريقية، ولكن بشكل رئيسي من جنوب إفريقيا المجاورة خلال فصل الشتاء الجنوبي، من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس.
«أفريسكي»
واستأنف المسار المسمى «أفريسكي» عملياته هذا العام، بعد أن اضطر القائمون عليه إلى إغلاقه العام الماضي بسبب انقطاع التيار الكهربائي ومشاكل لوجستية أخرى.
ويمكن للموقع، الذي افتُتح عام 2002 في جبال مالوتي (شمال شرق البلاد)، أن يعمل في ظل غياب تساقط الثلوج، باستثناء بضعة أسابيع سنوياً، بفضل مدافع ثلوج ودرجات حرارة دون الصفر.
أرخص من الذهاب إلى أوروبا
وتقول بيانكا رينتزكي، وهي سيدة أعمال من جنوب إفريقيا تبلغ 29 عاماً وتتردد على منتجع التزلج منذ سن الحادية عشرة «هذا المكان الذي تعلمتُ فيه التزلج. وأود أن أجرّب مكاناً آخر في الخارج ذات يوم، لكنني نشأت في هذه المنطقة».
ويأتي المدربون في الموقع من فرنسا والولايات المتحدة، لكن «أفريسكي» تستهدف العملاء المحليين.
توضح المديرة بوسيليتسو مالاكاجوي، المسؤولة عن حوالي 200 موظف «بالنسبة لهم، الأمر أرخص من الذهاب إلى أوروبا».
تلة صغيرة
يقول شاين موراي، مدير مدرسة التزلج، بحماس، على إيقاع أغنيات شعبية تُبثّ بأعلى صوت «هذا المكان ساحر، رغم أنه ليس لدينا سوى تلة صغيرة هنا».
ومن حوله، يرتشف زوار نهاريون يرتدون قمصاناً أو سترات، المشروبات على الشرفة أو يلتقطون صوراً ذاتية تحت أشعة الشمس.
ويناهز ثمن تذكرة المرور اليومية 65 دولاراً، وهو مبلغ لا يستهان به في هذه المنطقة.
وتأتي المياه اللازمة لتشغيل المدافع من ثمانية خزانات مجاورة.
تكاليف التشغيل باهظة
ولكن لا يبدو أن أحداً يشعر بالقلق بشكل خاص إزاء التكلفة البيئية لمثل هذه العملية، في حين تعاني المنطقة منذ أشهر جفافاً شديداً مرتبطاً بظاهرة ال نينيو المناخية.
لكن تكاليف التشغيل باهظة، بحسب مديرة الموقع، خصوصاً في غياب أي تمويل خارجي.
وتقول مالاكاجوي «نحن بحاجة إلى ضمان الاكتفاء الذاتي لتمويل أعمالنا، وفي بعض الأحيان تكمن المشكلة هنا»، مضيفة «الكهرباء مكلفة للغاية. وفي بعض الأشهر لا نكون قادرين على دفع فاتورتنا، لأننا لم نكسب ما يكفي من المال».
البحث عن رعاة
تمكنت «أفريسكي» من النهوض مجدداً بعد جائحة كوفيد، لكن منتجع التزلج الآخر الوحيد في المنطقة، «تيفيندل» في جنوب إفريقيا، اضطر إلى إغلاق أبوابه هذا العام.
خارج الموسم، تستضيف «أفريسكي» مؤتمرات ودورات تدريبية جماعية لتغطية نفقاتها، وفق ما يوضح مديرها العام ثيو فيريرا.
ورغم أن الشركة مستقرة حالياً، يقول فيريرا لوكالة فرانس برس «ربما يكون من الجيد العثور على بعض الرعاة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd9jza4v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"