عادي
خشية أي تهديد يعكّر الحدث

الهاجس الأمني يؤرق المؤتمر العام للديمقراطيين في شيكاغو

15:27 مساء
قراءة 3 دقائق

شيكاغو - (أ ف ب)
بين تظاهرات حاشدة محتملة تأييداً للفلسطينيين وخطر وقوع اعتداء، تكثر التحديات الأمنية التي تحوط بالمؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي الذي تستعد شيكاغو لاستضافته، فيما تنشط الأجهزة الأمنية لاحتواء أي تهديد يعكّر الحدث.
50 ألف ناشط
وينتظر وصول أكثر من خمسين ألف ناشط إلى شيكاغو بين الاثنين والخميس للاحتفال بكامالا هاريس كمرشحة رسمية للديمقراطيين في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية.
ويتوقع أن تشهد النسخة السادسة والعشرون للمؤتمر مواكبة أمنية كثيفة لم يسبق أن شهدتها ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة، رغم أنها تعودت على استضافة أحداث سياسية كبرى.
منظومة أمنية
أمضى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووحدة النخبة في جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية، عاماً كاملاً في إعداد المنظومة الأمنية الكبيرة التي ستؤمن المركز الرياضي المترامي الذي يستضيف الحدث، في حضور أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي يتقدمهم الرئيس جو بايدن، إضافة إلى العديد من نجوم هوليوود.
وأوضح لوكاس روثار مسؤول مكتب التحقيقات الفدرالي في شيكاغو أنه لا يوجد سبب محدد للقلق، لكن الحدث سيتم وسط «أجواء من التهديدات المتزايدة».
تهديدات واسعة
وقال روثار خلال مؤتمر صحفي «ندرك التهديدات الواسعة التي ترخي بثقلها على بلادنا، سواء (كان مصدرها) الجريمة العنيفة أو الإرهاب الدولي أو الإرهاب الداخلي (...) إضافة إلى تهديدات أخرى متعددة».
سيتولى ضمان أمن الحدث نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية، يدعمهم مئات من العناصر استقدموا من خارج الولاية.
انتقادات شديدة
أثارت محاولة الاغتيال التي استهدفت المرشح الجمهوري دونالد ترامب في 13 تموز/يوليو خلال تجمع انتخابي، انتقادات شديدة طالت الإجراءات المتخذة لضمان سلامة الشخصيات السياسية، وسط مناخ من الاستقطاب الحاد.
ماثل في الأذهان
وإذا كانت دوافع مطلق النار الذي قتل بيد عناصر الخدمة السرية لا تزال غير واضحة، فإن الاستخبارات الأمريكية تخشى «أعمالاً انتقامية» عنيفة خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي، بحسب ما ذكر تقرير اطلعت عليه وسائل إعلام أمريكية عدة.
وأفاد التقرير بأن أحد أخطر التهديدات قد يتجلى في «أفراد معزولين» مدفوعين بأفكار مناهضة للحكومة أو بشعور بمظلومية سياسية أو مواقف أيديولوجية.
وفي حسابات المنظومة الأمنية أيضاً خطر أعمال عنف أكثر اتساعاً، على صلة خصوصاً بتنظيم تظاهرات تلقائية أو مقررة أصلاً.
وسبق أن أعلن ناشطون أنهم سينظمون تظاهرات عدة احتجاجا على الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة بدعم من إدارة بايدن.
ولا يزال مشهد قمع الشرطة الدامي لتظاهرات نظمها مناهضون لحرب فيتنام على هامش مؤتمر الحزب الديمقراطي عام 1968 وفي شيكاغو أيضا، ماثلاً في الأذهان.
«مؤتمر خاص»
صحيح أن كامالا هاريس تبنت لهجة حازمة حيال إسرائيل ووعدت بألا تظل «صامتة» عن معاناة المدنيين في غزة، لكن نائبة الرئيس لا تزال تواجه انتقادات على هذا الصعيد. وعمد متظاهرون مؤيدون للفلسطينيون إلى تعكير العديد من تجمعاتها الانتخابية.
ونبهت حملة «تخلوا عن بايدن» التي تطالب بمعاقبة الرئيس الديمقراطي في صناديق الاقتراع على دعمه لإسرائيل، إلى أنها ستعقد «مؤتمرها الخاص» في شيكاغو الأحد والاثنين، واعدة بالتحرك «ضد إدارة بايدن-هاريس ردا على عجزها عن حماية الفلسطينيين الأبرياء».
كذلك، تعتزم منظمات محلية الدعوة إلى تجمعات يمكن أن يشارك فيها ما يصل الى 25 ألف شخص، وفق وسائل إعلام محلية.
وتحسبا لأي اضطرابات قد تفضي إلى اعتقالات بالجملة، طلب من عشرات القضاة تشكيل محكمة مؤقتة تكون على أهبة الاستعداد لأي طارئ.
أما القيادة الديمقراطية فأعلنت أنها على تواصل مع منظمات مؤيدة للفلسطينيين لتفادي مواجهات محتملة.
«لن نرضى بالعنف»
من جانبها، أكدت بلدية شيكاغو أنها ستحرص على تنظيم التظاهرات في نقاط مجاورة للمركز الرياضي حيث يلتئم المؤتمر، تسهيلا لكيفية التعامل معها.
وقال أحد مسؤولي شرطة المدينة لاري سنيلينغ إن حماية حرية التعبير هاجس أساسي لدى قوات الأمن.
لكنه شدد على «أننا لن نقبل بتخريب مدينتنا ولن نرضى بالعنف (...) وسنعمل على إنهائه سريعاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/32a6yu8p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"