عادي

توقيف شخص في هجوم زولينغن.. وألمانيا لا تستبعد «دافعاً إرهابياً»

18:50 مساء
قراءة 4 دقائق
ألمانيا لا تستبعد دافعاً إرهابياً وراء هجوم زولينغن

زولينغن - أ ف ب
أعلنت الشرطة الألمانية، السبت، توقيف شخص في إطار التحقيق في هجوم بسكين أوقع ثلاثة قتلى وعدة جرحى، الجمعة، خلال مهرجان احتفالي في زولينغن غربي البلاد، فيما أشارت سلطات التحقيق في دوسلدورف إلى عدم استبعاد وجود «دوافع إرهابية» للاعتداء.
وقالت شرطة دوسلدورف (غرب) إنها تتحقق مما إذا كان للشخص المعتقل «صلة بالجريمة».
من جهته، قال المدعي العام في دوسلدورف، السبت، إن المحققين لا يستبعدون فرضية وجود «دوافع إرهابية» وراء الهجوم.
وقال المدعي العام أركوس كاسبرز لصحفيين: «لم نتمكن من تحديد الدافع حتى الآن، لكننا نفترض، في ضوء كل الظروف، أنه لا يمكن استبعاد الاشتباه الأولي في أنه عمل ذو دوافع إرهابية».
وأضاف كاسبرز في مؤتمر صحفي: «لم يتم التعرف إلى مرتكب الجريمة بعد»، موضحاً أن الشخص الذي أعلنت الشرطة احتجازه هو فتى في الخامسة عشرة أوقف بشبهة «عدم الإبلاغ» عن عمل إجرامي، لأن المحققين يشتبهون في أنه كان على اتصال بمنفذ الهجوم.
وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس على «وجوب اعتقال المنفذ سريعاً ومعاقبته بأقصى حد يسمح به القانون» معبراً عن «صدمته» إزاء هذا الهجوم.
وأكدت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، السبت، أن «أجهزة الأمن تقوم بكل ما بوسعها لتوقيف منفّذ الاعتداء وتحديد» الأسباب.
وعبرت عن «صدمتها الشديدة» لهذا «الاعتداء الوحشي» الذي وقع عند الساعة 21,40 (19,40 ت غ)، الجمعة، فيما كان آلاف الأشخاص متجمعين أمام مسرح أقيم في وسط المدينة لإطلاق عدة أيام من الاحتفالات.
وأعلنت شرطة مدينة دوسلدورف المجاورة في بيان أنه يجري «استجواب الضحايا والشهود»، متحدثة عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية بينهم خمسة بجروح خطِرة.
من جهته قال وزير داخلية المقاطعة هربرت رويل خلال تفقده لموقع الواقعة ليلاً: «فجأة، قام رجل يحمل سكيناً بطعن أشخاص عشوائياً وقتلهم».
وأضاف: «لا أحد يعرف الأسباب، لا يمكننا أن نقول أي شيء في الوقت الحالي حول الدوافع أو الشخص»، داعياً إلى توخي الحذر بشأن طبيعة الهجوم.
وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن «العمل الرهيب في زولينغن يثير الاستياء ويهز كل بلادنا».

دعوة إلى الشهود

وعلى منصة إكس، دعا المحققون السكان إلى تزويدهم بأي معلومات قد تساعد على توقيف المشتبه فيه الفار، بما يشمل صوراً وأشرطة فيديو.
وقال ألكسندر كريستا المتحدث باسم شرطة فوبرتال لصحيفة بيلد: «طعن المهاجم أشخاصاً بشكل عشوائي بسكين».
وتجري حالياً عملية كبيرة، لمحاولة العثور على المشتبه فيه، وفق ما قالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس، وتم «تطويق جزء كبير من المكان» بحسب المتحدثة بعد الهجوم الذي وقع خلال الاحتفال بالذكرى الـ650 لتأسيس المدينة في مقاطعة شمال الراين فستفاليا.
وانتشرت الشرطة في المكان مدعومة بسيارات طوارئ، وطلبت من الناس تجنب المنطقة، وفقاً لمحطة «زي دي إف».
وقالت مصورة في فرانس برس إن الشرطيين الذين انتشروا في المكان ليل الجمعة/السبت، كانوا يعملون بمساعدة عناصر من القوات الخاصة. وذكرت أن مروحية كانت تشارك أيضاً في العمليات.
وقالت متحدثة باسم شرطة دوسلدورف لوكالة فرانس برس في وقت باكر، السبت، إن عملية المطاردة المستمرة للمشتبه فيه قد امتدت إلى خارج زولينغن، مشيرة إلى إقامة عدد من الحواجز على الطرق.
وذكرت المتحدثة أنه لا يوجد حتى الآن أي وصف تفصيلي للمشتبه فيه، لافتة إلى أن الشرطة تسعى إلى جمع معلومات حول الهجوم بما في ذلك أي صور وفيديو.
وكتب رئيس البلدية تيم-أوليفر كورزباخ، على الموقع الإلكتروني للمدينة: «الليلة نحن جميعاً في حالة صدمة ورعب وحزن شديد في زولينغن»، مضيفاً: «أردنا جميعاً الاحتفال بالذكرى السنوية لمدينتنا معاً والآن لدينا قتلى وجرحى نأسف لسقوطهم».
وتابع: «ينفطر قلبي لوقوع هجوم في مدينتنا. عيناي تدمعان لدى تفكيري في من فقدناهم. أصلي لجميع من يواصلون النضال من أجل حياتهم».
وشكر كورزباخ، أجهزة الطوارئ على عملها في مكان الواقعة، مبدياً تعاطفه مع من كانوا شاهدين على الهجوم. وتقع زولينغن التي يزيد عدد سكانها على 150 ألف نسمة، قرب دوسلدورف شمالي كولونيا.
وكان الناس قد تجمعوا في المدينة، مساء الجمعة، في اليوم الأول من «مهرجان التنوع» الذي كان مقرراً أن يستمر ثلاثة أيام، وفق ما جاء على الموقع الإلكتروني لهذا الحدث. وكان مقرراً أن تتخلله عروض موسيقية ومسرحية وفعاليات أخرى يشارك فيها كوميديون.
وكان متوقعاً حضور ما يصل إلى 75 ألف زائر على مدار الأيام الثلاثة، لكن المنظمين أعلنوا أن الاحتفالات في زولينغن ألغِيت بسبب الهجوم.
وذكرت صحيفة «سولينغر تاغبلات» المحلية أنه بعيد الساعة 22,00 (20,00 ت غ)، صعد أحد المنظمين على خشبة المسرح مقاطعاً الحفل الذي بدأ، مساء الجمعة، بعرض ضوئي مصحوب بحفلات موسيقية في ساحة بوسط المدينة.
وقال المنظم إن ثمة مسعفين يحاولون إنقاذ حياة عدد من الأشخاص. واستجاب آلاف الزوار لدعوته إلى مغادرة المكان بهدوء، حسب الصحيفة.

بقع دم

ونقلت الصحيفة عن فيليب مولر وهو أحد المنظمين قوله: إن «الناس غادروا المكان في حالة صدمة، لكن بهدوء». وقال شاهد عيان للصحيفة إنه كان موجوداً على بعد أمتار قليلة من الهجوم، ليس بعيداً من مسرح الحفل، وإنه «فهم من تعبير وجه المغنية أن ثمة خطباً ما». وأضاف الشاهد لارس بريتزك: «من ثم سقط شخص على بعد متر واحد مني». وروى أنه اعتقد في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بشخص مخمور، لكن عندما استدار، رأى أشخاصاً آخرين ممددين أرضاً وشاهد بقعاً من الدماء. وظلت السلطات الألمانية في حالة تأهب خلال السنوات الأخيرة في مواجهة تهديد إرهابي مزدوج ذي توجه يميني متطرف.
ويعود الهجوم  الإرهابي الأعنف حتى الآن على الأراضي الألمانية إلى كانون الأول/ديسمبر 2016 حين قتل 12 شخصاً صدماً بشاحنة في سوق لعيد الميلاد في وسط برلين، وأعلن «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن الاعتداء. وفي نهاية أيار/مايو، أدى هجوم بسكين في مدينة مانهايم (غرب) إلى مقتل شرطي وإصابة خمسة أشخاص آخرين. وفي 19 آذار/مارس، أوقف في تورينغن شرقي ألمانيا أفغانيان يشتبه في أنهما كانا يخططان لاعتداء. وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023، اعتقل ثلاثة رجال يشتبه في أنهم إرهابيون كانوا يعتزمون تنفيذ اعتداء بواسطة «سيارة» ليلة رأس السنة ضد كاتدرائية كولونيا (غرب). وثمة تهديد آخر يحدق بالبلاد يتمثل في اليمين المتطرف، بعد هجمات دامية عدة سجلت خلال السنوات الأخيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4hnratfh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"