«جراوند نيوز»
يعد ارتباط الأطفال بالطبيعة جانباً حاسماً في تطورهم ورفاههم. وأظهرت الأبحاث أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دوراً مهماً في تشكيل هذا الارتباط.
ويعد فهم تأثير الاقتصاد الاجتماعي على علاقة الأطفال بالطبيعة أمراً ضرورياً لوضع استراتيجيات لتعزيز ارتباطهم بالعالم الطبيعي.
ويمكن للعوامل الاجتماعية والاقتصادية المختلفة أن تؤثر على كيفية تفاعل الأطفال مع الطبيعة، وأحد العوامل الرئيسية هو الوصول إلى المساحات الخضراء، وقد لا يتمكن الأطفال من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا من الوصول إلى المتنزهات أو الغابات أو البيئات الطبيعية الأخرى، ما يعيق قدرتهم على تطوير ارتباط قوي بالطبيعة، وفي المقابل، يكون لدى الأطفال من خلفيات اجتماعية واقتصادية أعلى فرص أكثر لاستكشاف العالم الطبيعي والتفاعل معه، ما يؤدي إلى اتصال أعمق.
عامل مهم آخر هو مشاركة الوالدين حيث إن للآباء من خلفيات اجتماعية واقتصادية أعلى الموارد والوقت لتعريض أطفالهم للطبيعة عبر أنشطة مثل رحلات التخييم أو المشي لمسافات طويلة أو البستنة. هذا التعرض المبكر يغرس حب الطبيعة لدى الأطفال ويعزز التواصل الدائم. ومن ناحية أخرى، قد يواجه الآباء من خلفيات اجتماعية واقتصادية أقل حواجز مثل ضيق الوقت أو القيود المالية، ما قد يحد من قدرتهم على إشراك أطفالهم في الطبيعة.
يمكن أن يكون لمستوى الارتباط الذي يتمتع به الأطفال مع الطبيعة آثار كبيرة على نموهم الشامل. أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين لديهم ارتباط قوي بالطبيعة يميلون إلى التمتع بصحة بدنية أفضل وقدرات معرفية أفضل ورفاهية عاطفية أفضل.
ويتمثل أحد الأساليب في إنشاء المزيد من المساحات الخضراء في المناطق الحضرية لضمان وصول جميع الأطفال إلى الطبيعة بالقرب من منازلهم. يمكن للحدائق المجتمعية والمتنزهات والمحميات الطبيعية أن توفر فرصاً للأطفال لاستكشاف العالم الطبيعي والتواصل معه.
وهناك استراتيجية أخرى تتمثل في توفير البرامج التعليمية التي تركز على الوعي البيئي وتقدير الطبيعة، ويمكن لهذه البرامج أن تساعد الأطفال على تطوير فهم أعمق للعالم الطبيعي وغرس الشعور بالمسؤولية عن حمايته. من خلال إشراك الأطفال في الأنشطة العملية مثل زراعة الأشجار، ومراقبة الحياة البرية، والمشي في الطبيعة، يمكن للمعلمين تعزيز الاتصال الدائم.
