عادي
سيمضيان 8 أشهر بدلاً عن 8 أيام

إعادة طاقم «ستارلاينر» عبر «سبايس إكس» تسبب حرجاً لـ«بوينغ»

15:37 مساء
قراءة 3 دقائق
عبر «بوينغ» أم «سبايس إكس».. كيف سيعود رائدا ستارلاينر العالقان بالفضاء؟

واشنطن - (أ ف ب)
بسبب المشكلات مع مركبة «ستارلاينر» الفضائية المصنعة من شركة «بوينغ»، سيعود رائدا فضاء إلى الأرض في نهاية المطاف من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة مصنعة من شركة «سبايس إكس» المنافسة المملوكة لإيلون ماسك.
ثمانية أشهر
بعدما كان مقرراً أن تستمر مهمة بوتش ويلمور وسوني وليامز ثمانية أيام، أعلنت ناسا السبت أنهما سيمضيان ثمانية أشهر في المحطة، على أن يعودا بعدها إلى الأرض عبر مركبة تابعة لسبايس إكس في شباط/فبراير 2025.
ويشكّل هذا الإعلان ضربة قاسية لبوينغ، الشريك التاريخي لوكالة الفضاء الأمريكية. كما يأتي في توقيت سيئ للغاية للشركة الأمريكية العملاقة التي يواجه فرع صناعة الطيران التابع لها اضطرابات بسبب أعطال بالجملة في طائراته وحادثتي تحطم في عامي 2018 و2019.
مرحلة ليست جيدة لبوينغ
وقال الأستاذ المساعد في جامعة إمبري- ريدل للملاحة الجوية إريك سيدهاوس إن «هذه المرحلة ليست جيدة لبوينغ»، واصفا قرار إعادة رائدي الفضاء عبر مركبة تابعة لـ«سبايس إكس» بأنه «محرج» لـ«بوينغ».
ورأى كاي فون رومور، محلل الطيران في شركة «تي دي كوين»، أن هذه المسألة «تطرح مشكلة» مرتبطة بسمعة الشركة، وقد «تعرّضت العقود المستقبلية مع ناسا للخطر».
ولكن رغم فشل هذه المهمة، فإن مكانة بوينغ وحجمها يضمنان قدرتها على النهوض مجددا، بحسب خبراء.
لن تنسحب من المشهد
وقال الأستاذ في كلية غوغنهايم لهندسة الطيران والفضاء غلين لايتسي إن «بوينغ لن تنسحب من المشهد في أي وقت قريب» رغم الإخفاقات المتلاحقة في «ستارلاينر».
وكبّد برنامج «ستارلاينر» بوينغ تكاليف إضافية قدرها 1,6 مليار دولار، وذلك بسبب التأخير المتكرر في التطوير وزيادة الأسعار في سلسلة التوريد.
لكن مقابل هذا المبلغ، تحققت إيرادات قدرها 24,93 مليار دولار لفرع بوينغ للدفاع والفضاء والخدمات (BDS) في عام 2023، من أصل إيرادات إجمالية حققتها المجموعة بلغت 77,79 مليار.
«استعادة الثقة»
ورغم الاخفاقات، لا توجد مؤشرات إلى الآن عن توجه للتخلي عن مركبة بوينغ.
فوكالة الفضاء الأمريكية طلبت من الشركة عام 2014 تصنيع هذه «ستارلاينر» الفضائية، تزامنا مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة سبايس إكس.
وقد شددت وكالة الفضاء الأمريكية منذ ذلك مراراً على هدفها المتمثل في حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حالة فشل إحداهما.
ويقول إريك سيدهاوس «إذا كنت شركة وعمد مقاول متعاون معك (...) إلى تجاوز الميزانية وتأخّر في التسليم معرّضا حياة موظفيك للخطر، فإن معظم الشركات ستستغني عن خدماته»، «لكن الأمر ليس كذلك مع ناسا».
ويوضح لوكالة فرانس برس أنه نظرا للوقت والاستثمارات التي وُظفت في هذا المشروع، فإن إلغاء كل شيء سيكون خيارا «أسوأ». وبالنسبة لبوينغ، فإن «الطريقة الوحيدة لاستعادة ثقة الناس (...) هي النجاح في إنجاز مهمة فضائية مجددا، بطاقم آخر».
تسرب الهيليوم
وتعتقد الشركة أيضا أن المشكلتين اللتين واجهتهما ستارلاينر - تسرب الهيليوم والعيوب في أنظمة الدفع النفاث - يمكن التغلب عليهما.
ويوافق غلين لايتسي على أن هذه المخاوف ليست «مفاجئة إلى هذا الحد»، لأن المركبة «لا تزال في بداية تطويرها»، إذ إنها خضعت لثلاثة اختبارات مدارية فقط، اثنان منها من دون أي طواقم.
ويقدّر الخبير أنه «فقط بعد حوالى خمس مهمات يمكن القول إن كل الأنظمة الفرعية قد خضعت للاختبارات اللازمة».
ويضيف «حتى لو تطلب الأمر بضع رحلات إضافية، لا أعتقد أن ناسا ستتخلى» عن مهمات ستارلاينر.
مقارنة محرجة
رغم ذلك، تبقى المقارنة مع «سبايس إكس» قاسية على «بوينغ».
فقد كان يُنظر إلى الشركة المملوكة لإيلون ماسك على نطاق واسع على أنها «دخيلة» على القطاع في عام 2014، وكانت قيمة عقدها أقل من ذلك الموقّع مع بوينغ (2,6 مليار دولار مقارنة بـ 4,2 مليار). ومع ذلك، تتولى «سبايس إكس» مهمات نقل رواد الفضاء منذ أربع سنوات.
ولا شك في أن «سبايس إكس» كانت تمتلك من الأساس ميزة تفاضلية، إذ إن مركبتها الفضائية «دراغون» تتولى إعادة إمداد محطة الفضاء الدولية منذ 2012. لكن «بوينغ» تشارك في برنامج الفضاء الأمريكي منذ عقود.
أخطاء تسلسلية
يذكّر إريك سيدهاوس بأن المجموعة «شاركت في برنامج أبولو» و«بنت وحدات معينة من محطة الفضاء الدولية»، «لذلك من المفاجئ أن تكون قد تحوّلت في مثل هذا الوقت القصير... من شركة عالية الأداء إلى شركة ترتكب أخطاء تسلسلية».
ورغم أن «سبباً واحداً» لا يمكن أن يفسر كل شيء، يشير الخبير إلى «مشكلات في مراقبة الجودة» نُسبت إلى بوينغ على صعيد «المركبات الفضائية والطائرات».
ويضيف سيدهاوس أن البيروقراطية في «بوينغ» هي أكبر مقارنة بـ«سبايس إكس» التي يمكن اتخاذ القرارات فيها بسرعة أكبر.
ومع ذلك، لا شيء محسوماً بعد: ففي قطاع الفضاء المحفوف بالمخاطر، يمكن للأدوار أن تنقلب جذرياً.
وتوقع غلين لايتسي أن «يأتي وقت... تحتاج فيه سبايس إكس إلى المساعدة» وستتمكن «بوينغ عندها أن ترد الجميل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55zmu88a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"