اتحاد الكتّاب.. صباح القصباء (1)

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

.. كان يوم أمس واحداً من أجمل الأيام في الشارقة. كانت القصباء تبتسم، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات يلتقي بأهله وعائلته من الكتّاب والكاتبات. المناسبة: الانتخابات، ولكن النِصاب لم يكتمل فجرى تأجيل الترشيح والتصويت، لكن كان من الجميل فعلاً أن اكتمل نِصاب الأصدقاء.
عائلة الكتابة في بيتها الذي شهد أوّل كينونة مكانية له في شارع عبدالناصر الشارقة عام 1985. ثم انتقل المقرّ إلى شقة أخرى في شارع الميناء القريب من مبنى البريد المركزي في الشارقة، وأخيراً في القصباء.
اسم القصباء في حدّ ذاته اسم شعري. قناة ماء تصبح في وقت من العام مقرّاً غنائياً لآلاف طيور النورس التي ترسم في طيرانها المنخفض أقواساً بيضاء يظنها الشعراء: قصيدة.
سريعاً كنت قبل ظهر أمس في القصباء. شربت القهوة في الاتحاد، وامتلأت عيناي بالناس الذين أحبّهم: عبدالغفار حسين (أبو نبيل)، سلطان العميمي، عائشة سلطان، نجوم الغانم، فتحية النمر، نواف يونس.. وغيرهم من أهل المحبة والحنين.
فرحت، على نحو شخصي بمن رأيت، والاتحاد بيت كتّاب الإمارات وبيت الكتّاب العرب الأعضاء وغير الأعضاء. اتحاد الكتّاب منذ أواسط الثمانينات وإلى اليوم أصبح اسماً علماً بين الكيانات الثقافية العربية الدولية:.. برامج نشر منتظمة من عقد زمني إلى آخر/. اتفاقيات دولية ثقافية ثنانية بين الإمارات وبلدان العالم/. مواقف ثقافية محترمة عند كل كتّاب العالم العرب وغير العرب/، نشاطات شهرية أو دورية ذات طابع مهني أصيل/. مسؤولية ثقافية وأدبية وأخلاقية/، نُبل في التعامل الثقافي مع مؤسسات العالم المعنية بحقوق الكاتب واحترامه وتكريمه.
..هذه صورة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات منذ الثمانينات، وإلى اليوم، وإلى الغد. صورة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مشتقة من صورة بلاد الاتحاد وأهله وأخلاقياته.. الإمارات التي أعطت الثقافة أولوية أساسية منذ قيام الدولة، فأصبحت مركزاً للفنون والترجمة والنشر والصناعات الابداعية الاحترافية المكفولة بقوانين محلية تضمن استمراريتها وعدم تخوّفها من أي طارئ معوّق. ملثما جرى في محنة العالم في وباء كورونا..
اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات جهة مؤسسية حاضنة لمعنى الثقافة الوطنية المحلية. بدأ بالعشرة أو العشرين من الكتّاب والكاتبات، .. واليوم لائحته بالمئات من الروّاد وحتى الشباب.
أمس، في ضُحى القصباء تذكرنا الأوائل والمؤسسين، وسوف يرمز عبدالغفار حسين (أبو نبيل) إلى هذه الذاكرة الحية وهو بكل عمره الجميل في الصف الأول، جالس بكل هدوئه، ووقاره ونبله الحميم..
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/49n696yc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"