«الممر» في التلفزيون..ضربـة فــي الصميم

عين على الفضائيات
02:48 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم


أجمل من الفعل، رد الفعل. هذه الحالة تشعر بها حين تصيب الهدف، وتحقق المراد مما تقوله، أو تفعله. وهذه هي الحالة التي شعر بها صناع فيلم «الممر»، والمشاهدون أيضاً، بعد عرضه على بعض القنوات المصرية، احتفالاً بذكرى السادس من أكتوبر، والذي لم يكن مجرد عرض تلفزيوني، بقدر ما جاء كالضربة في الصميم، إذ أعاد فتح جرح قديم لدى «الإسرائيليين»، أغضب وسائل إعلامهم، ومسؤوليهم، فاستشاطوا غيظاً.
هكذا تكون «الضربة الإعلامية -الفنية»، وهكذا يجب أن نستغل وسائل إعلامنا وصفحاتنا الإلكترونية كي نحمل رسائلنا إلى الخارج القريب، والبعيد. وهذا هو تحديداً ما نقصد به «الرسالة الإعلامية»، والتوجه إلى الآخرين بدل الاكتفاء بالحوار الذاتي والداخلي طوال الوقت، وبلا فائدة.
حين عرض «الممر» في صالات السينما في مصر، ودول عربية عدة، حقق نجاحاً كبيراً، لكنه لم يحقق النصر الأهم، أي الوصول مباشرة إلى الشارع، وإلى كل بيت، والتحليق عالياً لدخول بيوت «الإسرائيليين» أيضاً، إلا عندما فتحت أمامه أبواب التلفزيون. والمهم أن توقيت عرضه جاء مناسباً، فزاد من غضب «العدو»، فتحدثت عنه صحفه بلسان الخائف من «غضب المصريين»، والذكرى التي يأبون نسيانها مهما مر عليها زمن، أو توالت بعدها معاهدات صلح، وسلام.
هذا هو تحديداً ما نناشد أهل القلم والفن الالتفات إليه أثناء التفكير في تقديم فيلم، أو مسلسل. ليس المطلوب منهم التركيز على «إسرائيل» في كل الأعمال، واللف والدوران حول قضية واحدة، إنما حسن اختيار القضايا المهمة من ماضينا، وحاضرنا، وما أكثرها، وحسن اختيار توقيت عرضها، وأهمية ربط الخيوط بين المنتجين والقنوات التلفزيونية، للتوصل إلى ما يشبه «المعاهدة» الوطنية، التي تولي أهمية للعروض ذات الأبعاد السياسية، لتكون مساهمة مشتركة بين صناع الفن والإعلام في تأدية الواجب الوطني، والقومي، وبث التوعية الاجتماعية بقالب فني جميل وراق.
«الممر» أحد أجمل الأفلام العربية التي تتناول سيرة من سير البطولات المشرِّفة، والتي من المفترض أن نتباهى بها، وبهذه النوعية العالية الجودة من الأفلام، بدل أن يخرج من يتعمد تفنيد العيوب فيها، واقفاً عند تسريحة شعر، وقميص. لا شك في أن هناك بعض الملاحظات، ولا شك في أنه عمل ناجح من الجوانب كافة، المضمون والسيناريو والإخراج والتمثيل، ولا شك في أنه أفرح قلوب الملايين من المشاهدين، وأعاد إليهم الإحساس بالنصر، والوطن، وبتضحيات الجنود، كما أحيا هذه الذكرى لدى العدو أيضاً، فأغضبه لدرجة أنه تحدث عنه، وحذّر منه، وعبّر عن قلقه وخوفه من مشاعر المصريين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"