«كورونا» العمل الطيّب أبقى

05:03 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

لماذا خيم شبح «كورونا» على رؤوس الموظفين، فلم يعد لهم حديث إلا أزمته، وتأثيره في وظائفهم، ومستقبلها، وأصبح الشغل الشاغل لهم ليس بعد صحتهم، بل مثلها، وأحياناً قبلها.
«كورونا»، الذي بات يشكل خطراً كبيراً على ملايين الوظائف، كشف عن هشاشة الكثير من القطاعات التي لم تستطع أن تصمد لأسابيع في وجه تداعياته، فتراكمت عليها المستحقات والأجور، وباتت بشكل أو بآخر غير قادرة على دفع الرواتب، أو أنها تؤجل بعضها أو تخصم منها.
السؤال الذي يطرحه العامة: أين الأرباح المليارية التي كنا نسمع عنها سنوياً لشركات العقار والبنوك وغيرها من القطاعات؟ حيث إنها ومع أول أزمة حقيقية استغنت عن الكثير من موظفيها. ألا تستطيع هذه الشركات تحمل رواتب موظفيها لشهرين أو ثلاثة، حتى تنقشع الأزمة؟
بعض القطاعات لها ما يبرر أزمتها، لأن دخلها معتمد على تجارة يومية، مثل المطاعم والمقاهي ومحال الملابس، وغيرها من القطاعات، ولكن هناك بعض القطاعات عكست ضررها بشكل سريع على موظفيها، فدفعوا الثمن قبل أن تعلن هي معدلات خسارتها.
العالم ما قبل «كورونا» وما بعده، جملة تتداول في اليوم مرات ومرات، وكلنا نعرف ذلك، وهناك الكثير من أنماط الحياة التي ستتغير، والكثير والكثير، أصبحوا يهيئون لنا وكأننا سنعيش في عالم آخر غير الذي نعيش فيه الآن.
هذا الكلام، مبالغ فيه كثيراً، و«كورونا» لن تكون نهاية العالم، بل أزمة صحية قد تمتد لوقت أطول ويروح ضحيتها أناس أكثر، وما زاد طينها بلة، على العالم بأسره، وجود ترامب في البيت الأبيض، الذي وجدها فرصة ليطل يومياً على العالم بإنذار حرب، وكأن لا وزراء ولا مسؤولين في أمريكا غيره، لكن الأزمة - بإذن الله- ستنتهي وستعود الحياة إلى مجاريها، وما على الذين يفكرون في حل أزماتهم بالاستغناء عن العمال الذين يعملون لديهم، إلا التريث قليلاً وإكرام هؤلاء الناس في يومهم العالمي بدل تهديدهم بالإقالة.
الإنسان في كثير من الأحيان سريع النسيان، وهذه الغمّة ستنقشع بإذن الله، وستعود الحدائق والمراكز والشوارع إلى ما عهدناها وأكثر، وستدب الحياة من جديد، لكن متفائلين، وأكثر تحملاً بوظائف البشر وصحتهم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"