ها هو الأول من يونيو 2020، الأول من الصيف الإماراتي المجازي، وها هي دولة الإمارات تعود تدريجياً إلى موقعها الوظيفي في كافة قطاعات الأعمال: (الاتحادي، المحلي، الخاص)، وهي عودة مرهونة بكافة احترازات الصحة والسلامة البشرية والأمن القومي الإماراتي، ومحفوفة بكل الاحتمالات والنتائج الممكنة والأقرب إلى المنطق.. فإما أن تكون عودة حميدة ومكللة بالنجاح المنشود، وإما أن تكون عودة مخيفة وموعودة بالفشل والخسران.. وعودة كهذه، صاحبها عودة النشاط الاقتصادي وأنشطة وممارسات أخرى، اعتاد عليها الناس قبل فترة مجيء كورنا المستجد..
ها هما شهران مضيا من عمر الاحترازات الوقائية والمشفوعة بجرعات وجرعات، من الثقة بالإماراتيين والمقيمين، والثقافة الرامية إلى توعية الناس بكل مستوياتهم وأجناسهم وجنسياتهم وأعمارهم ومراكزهم الحياتية. شهران مضيا في حال سبيلهما، إلا أن نتائجها ومخرجاتهما ما زالت حاضرة في الواقع الإماراتي.
هي عودة أولى، ستتبعها عودة أخرى وأخرى وأخيرة.. وبين عودة وعودة، لابد من مراجعة الحسابات واستخلاص النتائج، ولابد من العلم بالشيء قبل كل شيء، بأن المسؤولية تقع بالتشارك على عاتق الجميع (قيادة، وحكومة، وشعباً).. ولابد من عدم الانسياق وراء الرغبات الشخصية في الرغبة الملحة بممارسة ما جرت عليه العادة من سلوكيات وأنشطة مختلفة.. فالجائحة العالمية «كورونا» ليست شخصية طبيعية مرئية يمكن التصدي لها بتلك السهولة التي يعتقدها البعض من الناس، القليل الحيلة والتفكير.. إذ لابد من الحذر، والحذر والحذر، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار أننا جميعاً رُعاة، وكل راع مسؤول عن رعيته.. فالأبوان مسؤولان عن أبنائهما، والأبناء مسؤولون عن آبائهم ممن هم في حالات صحية لا تسمح ولا تقوى على مجابهة فيروسات خطيرة لا ترى بالعين المجردة ولا يمكن أن نأمن شرها لمجرد تم العثور على المضاد لها.. وعلى حد قول أحد الإعلاميين: (كورونا مؤدب، ونحن الملامون إذا ما انقض علينا)..
نعم، هو لا يدخل البيوت بمحض إرادته وقدراته.. فنحن من يستضيفه في بيوتنا وفي كافة مرافقنا بجهلنا وبتهورنا وبمغامراتنا التي لا نحسب لها أي حساب.
نعم، هي عودة تدريجية ننتظرها بفارغ الصبر، وبرغبة العثور على الطمأنينة في الزمان والمكان.. إلا أن هذه العودة تتطلب من القيادات المسؤولة في جهات العمل الحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، تجنباً لأي سوء أو وقوع أي خسارة محتملة في الأرواح والإمكانات والمكتسبات.. كما على الأفراد أنفسهم تقع مسؤولية مواصلة تطبيق الإجراءات الاحترازية الممارسة في حياتهم الآن.. وعلى الأسر تقع مسؤولية التثقيف الصحي والاجتماعي لأجل المحافظة على سلامة أبنائهم.
اللهم نسألك السلامة في الحل والترحال، وفي كافة أوجه الحياة وفي حياة البشر والأمم.
عبدالله محمد السبب
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![«انقذوا أمريكا».. كتاب جديد لترامب قبل الانتخابات الرئاسية «انقذوا أمريكا».. كتاب جديد لترامب قبل الانتخابات الرئاسية](/sites/default/files/2024-07/6186319.jpeg)
![جمعية مكاتب العائلات الإماراتية تُشكل مجلس إدارتها الجديد جمعية مكاتب العائلات الإماراتية تُشكل مجلس إدارتها الجديد](/sites/default/files/2024-07/6186314.jpeg)
![دراجة نارية تصدم ملكة الدنمارك دراجة نارية تصدم ملكة الدنمارك](/sites/default/files/2024-07/6186310.jpeg)
![موجة هبوط أسهم التكنولوجيا تتواصل في «وول ستريت»](/sites/default/files/2024-07/6186305.jpeg)
![بن طوق يبحث التعاون مع رئيس وزراء ولاية تاميل نادو الهندية بن طوق يبحث التعاون مع رئيس وزراء ولاية تاميل نادو الهندية](/sites/default/files/2024-07/6186291.jpeg)
![بنك الفجيرة الوطني - فرع دبي بنك الفجيرة الوطني - فرع دبي](/sites/default/files/2024-07/6186286.jpeg)
![ميلانيا ترامب ميلانيا ترامب](/sites/default/files/2024-07/6186263.jpeg)
![رئيس تشيلي يبدأ زيارة رسمية إلى الإمارات الإثنين المقبل رئيس تشيلي يبدأ زيارة رسمية إلى الإمارات الإثنين المقبل](/sites/default/files/2024-07/6186254.jpeg)