سلام أبوشهاب
وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبد الرحمن العويس، كان واضحاً جداً خلال الإحاطة الإعلامية، أمس الأول الثلاثاء، عندما حذر من احتمالية ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة، من واقع الزيادة الملحوظة في معدلات الإصابة اليومية خلال الأسبوعين الماضيين، ما يتطلب من جميع أفراد المجتمع تحمّل المسؤولية، والالتزام التام بالإجراءات الاحترازية التي تشمل لبس الكمامة، والحرص على التباعد الاجتماعي، وتجنب الزيارات، والتجمعات.
وطالما أن اللقاح المنتظر ما زال تحت الاختبار، ولم يتم اعتماده حتى الانتهاء من التجارب السريرية التي تبشر بنتائج واعدة، ولم تبدأ عمليات إعطائه للجماهير، تظل الإجراءات الاحترازية هي الوسيلة الآمنة لمواجهة هذا الوباء، والحد من انتشاره، وتجنب الإصابة، وهذه الإجراءات إلزامية، وليست اختيارية، كما يعتقد البعض من المستهترين غير الملتزمين.
عودة الحياة والنشاط التجاري والاقتصادي إلى وضعه الطبيعي، وممارسة الأعمال اليومية من دون أي تقييد للحركة، لا تعني أن جائحة فيروس كورونا انتهت، وأصبحت من الماضي، بل أصبحت المسؤوليات مضاعفة على الجميع، والحذر مطلوب، لأنه بعد قرارات رفع تقييد الحركة أصبحت عمليات انتقال الفيروس أسهل، وأسرع في حال عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
توقعات وزير الصحة جاءت في محلها، حيث تضاعفت الإصابات اليومية الجديدة خلال أقل من 48 ساعة، فبلغت حتى ظهر أمس، الأربعاء، 435 إصابة جديدة، بعد أن كانت 229 إصابة يوم السبت الماضي، و179 إصابة يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، أي أنه خلال عشرة أيام فقط، زادت الإصابات اليومية أكثر من الضعف، وهذا أمر مقلق في ظل الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة للحد من الإصابات.
كيف سيكون الوضع مع انطلاق العام الدراسي الجديدة وعودة نسبة من طلبة المدارس، وطلبة الجامعات إلى مقاعدهم الدراسية؟ بكل تأكيد إذا لم يتم الالتزام التام باستخدام الكمامات، والمعقمات، والتباعد الاجتماعي، وعدم التجمعات، وهذا بالطبع صعب جداً على الطلبة في الصفوف الابتدائية، ستكون الإصابات اليومية أضعاف ما هي عليه الآن، وهذا الأمر لا نريد الوصول إليه بأي شكل من الأشكال، فلماذا لا يكون الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد للمدارس والجامعات عن بعد، طالما أن التعليم عن بعد هو الأسلم، وحقق نجاحاً كبيراً من واقع التجربة السابقة، ولم يتم إلى الآن اعتماد لقاح فعال يحمي ويقي من الفيروس؟
