بدل عدوى

جهود محاصرة حالات فيروس كورونا في الإمارات مستمرة، وفق أعلى المعايير العلمية العالمية، بنجاح لافت تمثل في انخفاض مستمر في عدد الإصابات الجديدة، على الرغم من الزيادة اللافتة في عدد الفحوص اليومية التي وصلت، إلى أكثر من 72 ألف فحص في اليوم، وارتفاع عدد حالات التعافي وتسجيل صفر في حالات الوفيات لأيام عديدة.
عدم تسجيل أي وفاة نتيجة الفيروس لأيام عديدة، منها ثلاثة أيام متواصلة خلال فترة عيد الأضحى، وأيام متقطعة منها يوم أمس، يضاف إلى الإنجازات التي يحققها القطاع الصحي في الدولة؛ لأن أغلبية دول العالم التي ينتشر فيها كورونا، تسجل يومياً، المئات من الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس.
عوامل كثيرة تقف وراء هذه النجاحات اللافتة، أهمها الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي سخّرت جميع الإمكانيات للقطاع الصحي، ومنها توفير أفضل الأجهزة والمعدات الطبية لتقديم الخدمات الصحية لحالات كورونا، وعلى وجه الخصوص، الحالات المتوسطة والحرجة، بشكل مبكر، ما ساعد كثيراً في خفض نسب الحالات الحرجة بشكل كبير، مما انعكس إيجاباً على عدد الوفيات الذي يعتبر الأقل في الإمارات.
عامل آخر لعب دوراً مهماً في الحد من الحالات الخطرة، وهو البروتوكول العلاجي المعتمد من قبل جهات الاختصاص في التعامل مع حالات كورونا، واعتمد هذا البروتوكول على إعطاء من تثبت إصابته بالفيروس، أدوية وقائية وعلاجية لبعض الأعراض التي قد تظهر في وقت مبكر من حدوث الإصابة، إلى جانب المتابعة الدقيقة واليومية للحالات المصابة من قبل كوادر طبية ذات كفاءة عالية وخبرة واسعة، ما أسهم في السيطرة على أغلبية الحالات المؤكدة، وعدم الانتظار حتى حدوث المضاعفات، والتركيز على الحد منها.
خط الدفاع الأول من الكوادر الصحية من أطباء وكوادر تمريضية وفنية في المنشآت الصحية، وبالذات ممن يتعاملون مع حالات كورونا، لم يتوان في بذل الجهد ومواصلة العمل والسهر على راحة المرضى ومتابعتهم والعناية بهم، وهذه الإنجازات المتتالية تؤكد أن الوقت قد حان لإعادة النظر في وضع الكوادر الطبية، لجهة اعتماد كادر وظيفي جديد طال انتظاره، بحيث يراعي الدور الفاعل والمهم الذي يقوم به هذا الكادر، على أن يُعاد النظر أيضاً في علاوة بدل عدوى، التي لا تمثل شيئاً في وضعها الحالي أمام المخاطر التي يواجهها الأطباء وفنيو الطب في التعامل مع الحالات المعدية والخطرة.

[email protected]